الحريري: إعلان النيات مرفوض .. فإما اتفاق أو لا اتفاق

ربط عودة الحوار مع بري حول الأزمة اللبنانية بـ «توافر الشروط»

TT

تراجعت بحدة آمال التوصل الى حلول للازمة اللبنانية تسبق انعقاد القمة العربية الاربعاء المقبل في ضوء «تعقُّد» ظروف الحوار بين رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري، واستبعاد الحريري نفسه انعقاد لقاءات اخرى بينهما في ظل «المعادلة القائمة» معلنا رفضه الشديد لمبدأ «اعلان النوايا» الذي اعلن بري امس انه يأمل بالتوصل اليها قبيل انعقاد القمة.

ونقل زوار الحريري لـ«الشرق الأوسط» عنه قوله امس: «ان المعارضة تفتش عن تسجيل نقاط في الاعلام، والاكثرية تبحث عن حل» مؤكدا انه يرفض بشدة الدخول في موضوع اعلان النوايا «فاما يكون حل او لا يكون». وحذر من ان اعلان النوايا ليس غاية بحد ذاته، بل الحل هو الغاية، متسائلا: «ماذا لو اعلنا نوايا حسنة... ولم نتفق بعد ذلك، الى اين سيؤدي ذلك؟ أليس الى خراب البلد؟».

ويشدد الحريري ـ كما نقل عنه زواره امس ـ على ضرورة التوصل الى حل وعلى نيته الصادقة مع كل قيادات «14 آذار» في الوصول الى حلول لأنهم يرون الى اين يمكن ان تذهب الاوضاع في حال عدم التوصل الى مثل هذه الحلول. ويسخر الحريري بشدة من الكلام عن خلافات وتباينات داخل فريق «14 آذار» مؤكدا ان لقاءه الاخير مع النائب وليد جنبلاط «كان احرّ من المعتاد».

ويلمس من يلتقي الحريري هذه الايام ما يفوق العتب على مواقف الرئيس بري الاخيرة، واستغرابه الشديد لمؤتمره الصحافي الاخير. وهو يعتبر ان بري تذرع بمواقف جنبلاط لعقد مؤتمر صحافي تحدث فيه عن «بعض» ما دار في اجتماعاتهما العديدة التي حصلت، بينما كان بامكانه ـ اي الحريري ـ ان يفعل ذلك ردا على الكثير من المواقف التي صدرت عن قيادات «8 اذار» والتي تحدثت عن التوصل الى حلول مع النائب الحريري «الذي ينتظر الموافقة الاميركية عليها».

ويسأل الحريري امام زواره عن أحقية بري بإذاعة ما جرى في الحوار بينهما او على الاقل بعضه، معتبرا ان هذا «يتناقض مع آداب التفاوض». ويعدّد في هذا الاطار التسريبات التي صدرت عن اطراف في المعارضة في ما خص حواره مع بري ومدى تناقضها مع مواقف حلفاء الاخير. فهو يقول (بري) ان اللجنة التي ستؤلف ستكون لبحث موضوعي المحكمة الدولية والحكومة فقط فيما يؤكد العماد ميشال عون انها ستشمل موضوع قانون الانتخاب ايضا. وبري يرتب الاولويات على طريقة الاتفاق على المحكمة ثم تشكيل الحكومة، فيما يعكسها عون بالكامل. وبري يعترف بان لا اتفاق على صيغة 19ـ11، فيما يؤكد «حزب الله» على وجود اتفاق حولها. ويخلص الحريري الى القول: «في كل موقف من هذه المواقف، كانت مناسبة مؤاتية لاقوم بما قام به (بري) فاعرض وجهة نظري على انها اتفاق واتهم الفريق الاخر. لكني تحملت ووسعت صدري احتراما لبري وايمانا بان الهدف هو الحل وليس تسجيل نقاط اعلامية».

ويكشف الحريري انه قدم الى بري اسماء وزراء لاختيار احدهم وزيرا محايدا، جازما بان هؤلاء «يشكلون بالفعل ضمانة باستقلاليتهم» ومتوقعا انه كان سيخوض معركة مع حلفائه في «14 اذار» للموافقة عليهم. واشار الى ان قمة تنازلاته كانت ابداء استعداده للتخلي عن وزير سني من حصته لاختيار الوزير المستقل (الملك) بدلا منه، متسائلا: «ما الذي استطيع تقديمه من تنازلات بعد؟». اما توقيت معاودة الحوار فهو متروك للزمن، لان الحريري ـ كما يجزم امام زواره ـ يرفض العودة الى الحوار في هذه الاجواء. ويقول: «لا شك في ان قوى 14 آذار وأنا منها، تؤمن بان الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل كل الأزمات وان الحوار لا بد ان يستكمل. لكن متى؟». هذا هو السؤال الذي يجيب الحريري عنه بأنه «امر غير معروف» مفضلا انتظار عودة التوازن الى مناخات وقواعد الحوار «فالقنص والتسريب وتسجيل النقاط الاعلامية ليست قواعد لحوار يؤدي الى نتيجة».

وفي غضون ذلك، كان حليف الحريري، رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع، يزور البطريرك الماروني نصر الله صفير حاملا اليه «كلمة صغيرة» من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ابلغه فيها انه حتى بعد انتهاء ولايته فانه مستعد للمساعدة ضمن إمكاناته. وقال جعجع ردا على سؤال: « للأسف، الازمة مستمرة على رغم كل الجهود التي نقوم بها وبالرغم من جهود النائب سعد الحريري من خلال المفاوضات التي يجريها مع الرئيس بري ولكن حتى الساعة لا توجد اي حلول».

وتعليقا على المؤتمر الصحافي لبري، قال: «المؤتمر كتير حلو. ولكن هناك مشكلة وحيدة غلط (اخطأ) لانه هناك الكثير من الوقائع التي طرحها وهي بعيدة عن الواقع وخصوصا في ما يتعلق بتمثيل القوات اللبنانية في الحكومة». وعن الاحاديث عن صفقة على حساب المسيحيين، قال: «من يفكر هكذا عقله صغير، لان المفاوضات التي تتم تشمل الجميع».