وزير الدفاع العراقي لـ«الشرق الأوسط»: لدينا 12 فرقة.. وتعداد رجالنا 150 ألفا

العبيدي: جيشنا سيصبح جاهزا لتسلم الأمن مع اكتمال أسراب الهليكوبترات

TT

أكد وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي، جاهزية الجيش العراقي لتسلم الملف الامني، مع تكامل بناء أسراب طائرات الهليكوبتر. وقال العبيدي لـ«الشرق الاوسط» في لندن، «لقد عملنا في الجيش العراقي، ومنذ البداية مع القوات المتعددة الجنسية، بشكل جيد لان تكون هناك تقارير عمليات جاهزية وهناك تقارير شهرية عن عمل كافة الفرق».

واضاف العبيدي «جاهزية الجيش العراقي جيدة جدا، ولدينا خطة لتكامل قواتنا نعمل بموجبها، وقدرات جيشنا تتطور وستكون لدينا قدرة كافية لان نعتمد على انفسنا وتقديراتنا، ان قواتنا الان في الدرجة الثانية وهذا يعني ان لدينا القدرة على القيام بفعاليات مختلفة، ونحن بحاجة الى اسناد ناري قد يكون قوة جوية، او اسنادا مدفعيا، اغلب الاسناد الحالي هو اسناد جوي قريب يعتمد على طائرات الهليكوبتر، وعندما تتوفر هذه الطائرات لدينا سنتحول الى الدرجة الاولى ونعتمد على انفسنا».

وشدد العبيدي، الذي يزور لندن للتباحث حول مسائل تسليحية وموضوع انسحاب القوات البريطانية وتدريب القوات العراقية، على ان «التحدي الكبير هو المنظومة الادارية (الارزاق، الوقود، الماء، النقل، الطبابة والاخلاء والتصليح) وهي منظومات كبيرة ومعقدة جدا وتحتاج الى بنية تحتية، والحكومة تدعمنا مع القوات المتعددة الجنسية على اعادتها بالكامل، وجزء من وجودي هنا في بريطانيا هو العمل مع القوات البريطانية على دعم القوات العراقية، التي تعمل معها على بناء المنظومة الادارية».

وابدى وزير الدفاع العراقي استعداد قواته لتسلم الملف الامني في البصرة، في حالة انسحاب القوات البريطانية، وقال «نحن نعمل ومنذ زمن على ان نتسلم مواقع القوات البريطانية تدريجيا وبشكل مخطط له ومدروس بدقة، ولا يمكن ان نقبل أي خلل في هذه الخطط، ومع ذلك نحن نضع في اعتباراتنا حدوث الاسوأ ونحتاط له، ونحن متهيئون تماما لسد أي فراغ امني في حالة أي انسحاب مفاجئ».

وفي ما يتعلق ببناء القوتين الجوية والبرية في الجيش العراقي، قال وزير الدفاع العراقي «بناء القوة الجوية يسير بشكل جيد، وحاجتنا الراهنة الان لطائرات الهليكوبتر، وفي نهاية هذه السنة ستكون عندنا 44 طائرة اميركية وحتى نهاية السنة ستكون عندنا اسراب استطلاع في الوسط والشمال والجنوب والغرب والشرق، جزء من هذه الاسراب سيكتمل بناؤه العام المقبل، حسب اتفاقياتنا مع الدول المجهزة». واستطرد قائلا «كما ستكون عندنا 6 طائرات للنقل البعيد واخرى للنقل المتوسط، اما القوة البحرية فستصلنا 4 زوارق دورية ايطالية متطورة جدا ضمن عقد كلف 104 ملايين دولار، وهناك عقد بحدود 40 مليون دولار مع ماليزيا لشراء ست زوارق دورية متطورة، وبدأنا العمل بمشروع اعادة تأهيل ميناء ام قصر».

وعن استيعاب الجيش العراقي لضباط الجيش السابق، قال العبيدي «لقد كان الجيش العراقي سابقا يتكون من 50 فرقة، واليوم هناك 11 فرقة وستكون هناك قريبا 12 فرقة. وكقوة برية لا يتجاوز عدد افراد الجيش العراقي 150 الف عنصر، وهذا يعني نحن نختار النوعية من ضباط الجيش السابق ومن رتبة رائد فما دون، وسنتقبل البقية عندما تتطور الصنوف». مشيرا الى ان الولايات المتحدة «تساهم بـ25% من التسليح وتساعدنا في تدريب الجيش وتمنح ضباطنا مقاعد في الكليات العسكرية». وفي مؤتمر صحافي دعا اليه السفير العراقي لدى المملكة المتحدة وايرلندا في بناية السفارة العراقية وسط لندن، اول من امس، شرح وزير الدفاع العراقي موضوع وصول القوات الاميركية الاضافية، قائلا ان «من المقرر وصول لواءين من القوات الاميركية الى العراق. ووصل فعليا اللواء الاول ودخل الى بغداد، بينما دخل جزء من قوات اللواء الثاني الى ديالى، شرق العراق، وبقية القوى موجودة في الاحتياط وهذا يعني ان القوة الاميركية الاضافية وصلت كاملة الى العراق، وهناك قوات اخرى ستدخل العراق اذا شعرنا بحاجة اليها (اللواء يتكون من 4 الى 5 الاف عنصر حسب التشكيلات العسكرية الاميركية)».

وتحدث العبيدي عن تسليح الجيش العراقي قائلا: «بدأت المرحلة الجديدة للتسليح، المرحلة الاولى كانت مع بداية تشكيل الجيش (عام 2004) وبدأت باسلحة بسيطة معظمها شرقي يعتمد على بنادق الكلاشنكوف (أيه كيه 47) وعجلات بسيطة. حاليا بدأنا مرحلة جديدة من التسليح، وهو التسليح النوعي، وستبدأ القوات العراقية باستخدام الاسلحة الاميركية الخفيفة (رشاشات أم 16) و(ام 4) الشهر المقبل، وايضا تسلمنا مجموعة من طائرات الهليكوبتر (هيوي 2) وسنتسلم الشهر المقبل هليكوبترات (أم أي 17) لغرض معالجة العمليات الارهابية ومراقبة البنية التحتية». واضاف «خلال هذا الشهر سنكون لواءين آليين للفرقة الآلية التاسعة التي ستضم اربعة ألوية، واللواء الاخير هو لواء آلي مدولب وآلياته ستكون من نوع (بي تي آر 80) ومدرعات سريعة».

وحول عمليات الكشف والتمييز للاهداف أوضح العبيدي انه «تم التعاقد مع الولايات المتحدة على تزويدنا بطائرات استطلاع (كنغ اير) وبكامل مكوناتها، وستصل هذه الطائرات خلال هذا العام، وسيتم استخدامها لغرض الكشف والتمييز، ومراقبة انابيب النفط والكهرباء والحدود. كما ستدخل قريبا الى الخدمة 400 ناقلة اشخاص مدرعة مدولبة نوع (كوكر) من جنوب افريقيا، وسيكون في كل لواء من ألوية الفرق 14 فوجا آليا مجهزا إما بناقلة اشخاص مدرعة نوع (كوكر) او (بي تي أر 80).. التسليح يسير بشكل جيد وصحيح ومحسوب ضمن خطط وضعت بالتعاون مع القوات المتعددة الجنسية».

يذكر ان العبيدي كان برتبة عميد ركن في عهد النظام السابق ووصل الى مناصب مهمة، منها مدير معهد الدروع ومعاون عميد اكاديمية البكر للدراسات العسكرية، وقد تم سجنه من قبل نظام صدام حسين لعامين في سجن ابو غريب واحيل إلى التقاعد في نهاية التسعينات، ثم عاد الى الجيش برتبة فريق ركن وقائد للقوات البرية في وزارة الدفاع بعد السيطرة الاميركية على العراق واستقال من منصبه ليعين وزيرا للدفاع حيث ينص الدستور على ان يكون وزير الدفاع مدنيا.