3 قتلى في اشتباكات بين فتح وحماس .. وتواصل عمليات الخطف بين الجانبين

في تدهور أمني هو الأخطر منذ توقيع اتفاق مكة

TT

في تدهور امني هو الأخطر منذ توقيع اتفاق مكة، ارتفع عدد القتلى على خلفية الاشتباكات بين انصار حركتي فتح وحماس الليلة قبل الماضية، الى ثلاثة، بعد أن انتقلت شرارة الأحداث من اقصى شمال القطاع الى مدينة غزة. وتركزت الاشتباكات الليلة قبل الماضية وفجر أمس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بين افراد من عائلة حلس والقوة التنفيذية الأمر الذي ادى الى مقتل سمير حلس. ووقعت الاشتباكات عندما تدخلت قوة من التنفيذية لإنقاذ عناصر تابعين لها اختطفتهم عائلة حلس التي أحرقت جيبين لها. وإثر هذا التطور سادت الاضطرابات في الحي الذي يعتبر معقلاً لحركتي فتح وحماس.

وفي المنطقة الوسطى من قطاع غزة، عثر على جثة مواطن فلسطيني في منطقة جحر الديك، المتاخمة للخط الفاصل بين القطاع وإسرائيل. واكدت المصادر الفلسطينية إن القتيل هو فريد دغمش، وبدت على جثمانه آثار إطلاق نار، في حين لم تتضح ملابسات وظروف عملية القتل. وتبادلت حركتا فتح وحماس عمليات الاختطاف. وقام مسلحون مجهولون باختطاف الدكتور حمدان الصوفي المحاضر بالجامعة الإسلامية، وأحد قادة حركة حماس المحليين، عقب خروجه من مسجد عمار بن ياسر بمدينة غزة. واتهمت حماس عناصر من فتح باختطافه، وحذرت من مغبة المساس به. وقال ايمن طه ممثل حماس في المكتب المشترك للحركتين إن انفجار عمليات العنف يأتي من أجل القضاء على حالة الوفاق السائدة في الاراضي الفلسطينية بعد التوقيع على اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.واتهمت فتح حماس باختطاف ثلاثة من نشطائها في شمال غزة. وذكرت مصادر في الحركة أن مسلحين من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس اختطفوا في بلدة بيت حانون باسل الزعانين ومحمد الكفارنة، وإبراهيم العثامنة.

في المقابل اتهم عبد اللطيف قانوع الناطق باسم حماس في شمال القطاع نشطاء فتح بمهاجمة احد مساجد بيت لاهيا، وكسروا أبوابه وعبثوا بأثاثه ومحتوياته. وقال قانوع إن مجموعة من عناصر فتح باشرت برمي الحجارة على منازل أفراد وكوادر حركة حماس في مخيم جباليا الأمر الذي يؤكد أن الأحداث منظمة».

وكان أحد عناصر كتائب الاقصى التابعة لفتح قد قتل مساء اول من امس في اشتباك بين الحركتين. واختلفت روايتاهما حول الأحداث. ففي حين قالت فتح إن عناصر من حماس والقوة التنفيذية حاصرت منزل القيادي في كتائب الاقصى سميح المدهون، وأطلقت النار عليه، مما ادى الى مقتل رامي سرور احد مرافقيه، وجرح عدد اخر، قالت حماس إن النار اطلقت من منزل المدهون على مجموعة من الشبان المدنيين كانوا يتواجدون على سطح أحد المنازل القريبة. واضافت أن مرافقي المدهون قاموا بتركيب قذيفة «آر بي جي» ومحاولة إطلاقها باتجاه الشباب لكنها انفجرت بالخطأ بين أيديهم ما أدى إلى مقتل سرور وإصابة ستة أشخاص كانوا متواجدين داخل المنزل. ونفت حماس ان تكون عناصرها قد حاصرت منزل المدهون.

من ناحيته قال مفوض العلاقات الوطنية في حركة فتح عبد الحكيم عوض إن منزل المدهون تعرض لإطلاق نار كثيف تلاه إطلاق قذيفتي هاون على منزله ومن ثم اندلعت الاشتباكات في محيط المنزل. موضحا ان سيارات تعود ملكيتها لأبناء فتح في الشمال تتعرض يوميا للخطف من قبل عناصر مسلحة. الى ذلك أوعز وزير الداخلية الفلسطيني الجديد هاني القواسمي الى قادة الاجهزة الامنية بضرورة الاسراع في اتخاذ التدابير اللازمة والاستعداد للسيطرة على الوضع في اقرب وقت ممكن وذلك تحسبا لانتشار اعمال العنف الى بقية انحاء غزة. وعلى خلفية مختلفة قررت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رفح، امس رفع الغطاء التنظيمي عن كل متهم في عمليات قتل أو حرق أو اعتداء على ممتلكات الأهالي في المدينة. وفي بيان وقعت عليه، طالبت الفصائل الشرطة بتطبيق القانون في اعقاب تجدد الاشتباكات بين افراد احدى العائلات في المدينة. وأكدت القوى أنها تنظر بخطورة بالغة تجاه تجدد الشجار العائلي، الذي اتسع في الشارع وبات يهدد أمن المواطنين وطلاب المدارس والآمنين في بيوتهم، إضافة إلى استخدام السلاح في وجهة لا تخدم الشعب الفلسطيني ونضاله بل تلحق به أفدح الأضرار.

وطالبت فتح في شمال غزة، حماس برفع الغطاء التنظيمي عن المتسببين في الاحداث المؤسفة التي اسفرت عن مقتل سرور. وطالب المفوض الاعلامي لحركة فتح حسن والي في مؤتمر صحافي بمحاسبة كل المتسببين في اثارة الفتنة والفوضى التي حدثت أول من أمس. وناشد والي مسؤولي حماس التعقل وعدم الانجرار الى دائرة الاقتتال الداخلي التي ستجلب على الشعب الفلسطيني مزيدا من القتل، مشدداً على التزام حركة فتح بالتهدئة رغم انها تفقد كل يوم عناصرها، وذلك في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى قدسية اتفاق مكة، الذي أنهى حالة الاحتقان في الشارع الفلسطيني.