قادة الأرثوذكس الفلسطينيين يطالبون باستقالة البطريرك الجديد

المطران عطا الله حنا يقاطع الاحتفالات بالبطريرك ويعلن عن إجراءات إصلاحية مهمة

TT

بعد صمت دام حوالي السنتين، خرج قادة المسيحيين العرب الأرثوذكس في فلسطين واسرائيل، ومعهما المطران عطا الله حنا، ببيانات يعربون فيها عن القلق الشديد من تصرفات البطريرك المقدسي الجديد، ثيوفولوس، التي تهدد، كما يقولون، عقارات الكنيسة من خلال تسريبها الى جهات استيطانية متطرفة في اسرائيل. وستقود هذه التصرفات البطريركية الى أزمة جديدة وتفسيخ للصفوف.

فقد أصدر عدي بجالي، رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي في اسرائيل، بيانا، أمس، قال فيه ان عامين تقريبا مرا على تسلم البطريرك ثيوفيلوس منصبه داخل البطريركية الارثوذكسية المقدسية لكنه يتمنع عن القيام بتنفيذ تعهداته للرعية ومؤسساتها والالتزامات الموقعة منه شخصيا للحكومتين، الاردنية والفلسطينية، لا بل يتابع عمليات بيع الاملاك (لجهات اسرائيلية متطرفة تعمل على تهويد القدس). واضاف انه يتناسى معالجة الصفقات غير القانونية في باب الخليل ويقايض على بيع الكنائس الأرثوذكسية الفلسطينية والاردنية في اميركا الشمالية.

واتهم بجالي ثيوفيلوس بقيادة خطة لسلخ البطريركية المقدسية عن الأردن وفلسطين والتآمر على ما تبقى من البطريركية الارثوذكسية وطنيا وعقاريا وروحيا. وقال: «ان هذا الامر لم يعد سرا على اصحاب القرار في المملكة الاردنية الهاشمية التي تقوم بخطوات جدية لتدارك التدهور الحاصل لدى ثيوفيلوس كما انه لم يعد سرا لدى مجلس المؤسسات الارثوذكسي في مناطق السلطة الوطنية». وطالب في ختام بيانه باستقالة ثيوفولوس فورا.

أما في بيان لرئيس مجلس المؤسسات العربية الأرثوذكسية في فلسطين، مروان طوباسي، فأعرب عن القلق الشديد من ثيوفولوس وان الأمور تدل على ان شيئا لم يتغير بقدومه الى البطريركية.

وكان المطران عطا الله حنا قد قاطع الاحتفالات الدينية التي تجري احتفاء بثيوفولوس، احتجاجا على عدم اتخاذ اجراءات ضد الصفقات المشبوهة في باب الخليل والصفقات الأخرى التي يجري العمل عليها حاليا. وقال انه سيعلن في القريب عن اجراءات مهمة حول سبل تصليح الاعوجاج في البطريركية والخروج من الأزمة العاصفة بها التي تهدد بكارثة حتمية إذا لم يتم تدارك الأمر.

وجدير بالذكر ان ثيوفولوس وصل الى قيادة البطريركية اثر الاطاحة بالبطريرك السابق، ايرينيوس الاول، بدعوى انه وقع على صفقة لبيع عقارات باب الخليل الى شركات استيطان يهودية. وقد سارعت حكومتا الأردن وفلسطين، في حينه، الى سحب الاعتراف به والاعتراف بالبطريرك ثيوفولوس، وهو أحد الذين أطاحوا بايرينيوس الاول، بعد أن تعهد للأردن والسلطة الفلسطينية بابطال صفقة باب الخليل.

ولكن عند التحقيق في الموضوع تبين ان ايرينيوس الاول لم يبع شيئا ولم يوقع على الصفقة. بل انه رفع دعوى الى المحكمة الاسرائيلية لابطال الصفقة، باعتبارها غير موقعة ولذلك فإنها غير شرعية وغير قانونية. إلا ان ثيوفولوس توجه الى المحكمة مبلغا اياها ان ايرينيوس الاول لم يعد بطريركا ولا يحق له التقدم اليها بدعوى، مما فهم انه تخريب على ابطال الصفقة. إلا ان هذا الموقف لم يثر اهتماما من حكومتي الأردن وفلسطين فأبقتا على ثيوفولوس بطريركا.