مدريد تطلب من الرباط تمكينها من التحقيق مع القائد العسكري لـ «الجماعة المقاتلة»

الدار البيضاء: محمد الشياظمي

TT

تقدمت السلطات القضائية الاسبانية بطلب إلى نظيرتها المغربية من أجل تمكين قاضي التحقيق الاسباني المختص في قضايا الإرهاب، خوان ديل إيلمو، من إجراء مقابلة مع سعد الحسيني، قائد الجناح المسلح في الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة، في إطار الانابة القضائية الدولية، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة في مدريد بحسب مصادر مطلعة من مدريد.

ولم تحدد السلطات المغربية رسميا موعد إجراء هذه الانابة نظرا لظروف التحقيقات الجارية في إطار تفجيرات مقهى الانترنت بحي سيدي مومن الهامشي في الدار البيضاء قبل أقل من أسبوعين، في حين رجحت مصادر اخرى أن يزور القاضي الاسباني المغرب في غضون الأسبوعين المقبلين. وسيستمع قاضي التحقيق الاسباني في اطار الانابة القضائية الدولية إلى إفادات الحسيني حول عدد من الملفات بعد ما ورد اسمه في التحقيقات المتعلقة بتفجيرات 11 مارس (آذار) بمدريد، ونظرا لكونه قائد الجناح المسلح في الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية التي اعتقل عدد من أعضائها في إسبانيا، وتشتبه السلطات الاسبانية في أن بعضهم ممن يتابعون في محاكمات مدريد لهم علاقة بالحادث، ولا تزال المحاكمات جارية في صددها.

من ناحية أخرى، من المنتظر أن توجه السلطات القضائية الفرنسية بدورها خلال الأسابيع المقبلة طلبا إلى نظيرتها المغربية من أجل تسهيل ظروف إجراء إنابة قضائية دولية مع الحسيني، في سياق تحقيقات تباشرها السلطات الأمنية الفرنسية لها علاقة بموضوع الارهاب، وكذا بخصوص مواطنين فرنسيين سافروا إلى العراق من أجل قتال القوات الأميركية. وأفادت تحقيقات بوجود علاقات غير مباشرة مع قادة الجماعة الاسلامية بالموضوع.

يشار إلى أنه خلال السنوات الماضية، تكررت زيارات عدد من المسؤولين الأمنيين والمحققين في عدد من الدول إلى المغرب في سياق تحقيقات أمنية، من بينهم محققون كنديون وبريطانيون تابعون لجهاز اسكوتلنديارد وفرنسيون وأميركيون سواء في إطار الانابة القضائية الدولية أو في إطار زيارات سرية بعيدة عن الاجراءات القانونية المعروفة في هذا السياق. وفي سياق التحقيقات الجارية مع الحسيني بعد الاستماع له ابتدائيا من طرف عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط، أفاد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن القاضي الشنتوف، قرر إجراء مواجهة خلال الأيام المقبلة بين الحسيني، وقياديين آخرين في الجماعة المغربية الاسلامية المقاتلة.

ويتعلق الامر بنور الدين نفيعة، الذي سبق له أن سافر إلى أفغانستان أيام حكم حركة طالبان، واعتقل في موريتانيا وسلم من طرف سلطات نواكشوط إلى المغرب. وتقول التحقيقات إن نفيعة، يعتبر قائد الجناح الاعلامي في الجماعة، والطيب تيزيني، قائد الجناح المالي، من أجل تدقيق معلومات حول التنظيم المغربي وأشكال عمله. على صعيد آخر، أنهى خبراء جنائيون تابعون لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) زيارتهم إلى المغرب بعدما حلوا به في سياق التحقيقات حول تفجير مقهى الانترنت بالدار البيضاء، واطلع المحققون خلال إعداد تقاريرهم الأمنية على ملف التحقيق مع الحسيني من لدن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء من دون الالتقاء به أو مواجهته.

وتضمنت تقارير المحققين الأميركيين التي قدم أحدها إلى المسؤولين الأمنيين المغاربة حصيلة أولية عن التحقيقات وبعض التحليلات. الى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» ان السلطات الاسبانية طلبت من نظيرتها المغربية تشديد الحراسة على المنشآت الاسبانية في المغرب، على خلفية معلومات لدى مدريد تقول ان هذه المنشآت مستهدفة من لدن تنظيم ارهابي. وقالت مصادر مطلعة ان الرباط أخبرت مدريد بأنها لا تتوفر على معلومات تفيد بوجود مثل هذا التهديد، ومع ذلك باشرت السلطات المغربية بتعزيز الحماية للمؤسسات الاسبانية.

وفي موضوع ذي صلة، تواصل غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في مدينة سلا المجاورة للرباط، اليوم النظر في ملف خلية «أنصار المهدي»، المتابعة بتهمة تكوين عصابة إجرامية، لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، والمس الخطير بالنظام العام.