فرش وأسنان رقمية في معرض تقنية الأسنان الدولي في كولون

بمشاركة أكثر من 1700 شركة تمثل 50 بلدا في مجال الأشعة والتعقيم وصناعة مقاعد العلاج وإنتاج الحشوات

TT

في فيلم «رجل المارثون» يقوم طبيب الأسنان النازي (لورانس اوليفييه) بتعذيب عداء المارثون (دوستن هوفمان) بأدوات جراحة الأسنان لينتزع منه المعلومات عن أخيه الخائن. لكن شركات صناعة تقنية الأسنان تعد بإنهاء هذا «الكابوس» وتحويل غرفة طبيب الأسنان إلى غرفة علاج لا غرفة تعذيب. واستعرضت شركات انتاج مواد وأدوات طب الإسنان في كولون تقنيات متقدمة كفيلة بإنهاء آلام المريض على كرسي العلاج في غرفة طبيب الأسنان.

وذكر ماركوس هايباخ، رئيس اتحاد منتجي أدوات طب الأسنان، ان النزعة الاساسية في معرض هذا العام، 20-24 مارس (آذار) الجاري، هي دخول التقنية الرقمية في كافة عمليات العلاج في مجال طب الأسنان.

فالتقنية الإلكترونية الكومبيوترية تدخل في التشخيص والمعالجة والتعقيم وصناعة أطقم الاسنان والأشعة. وتم عرض أسنان صناعية «رقمية» تخبر عن حالها بعد زرعها في الفك، فراشي أسنان تخبر الإنسان عن حالة أسنانه وتحذر من التسوس ومواد نانوية تستخدم في حشو الأسنان وتخبر صاحبها ما إذا كان يصر أسنانه وهو نائم.

وشارك في «معرض تقنية الأسنان الدولي» هذا العام اكثر من 1700 شركة من 50 بلدا تتراوح اختصاصاتها بين صناعة أدوات العمل، إنتاج أجهزة الاشعة والتعقيم، وشركات صناعة مقاعد العلاج وإنتاج مواد الحشوات. وهذا يعني أن عدد الشركات المساهمة قد تضاعف منذ عام 1992، كما توسع المعرض من أربع قاعات إلى 12 قاعة خلال هذه الفترة نفسها. وأعلن اتحاد صناعة طب الاسنان الألماني أنه كان الرائد عالميا من ناحية المداخيل حيث حقق 3,5 مليار يورو عام 2006 يليه الاتحاد المماثل في الولايات المتحدة ثم اليابان.

وعرضت شركة «بروكتر وغامبل» فرشاة أسنان إلكترونية مزودة بشاشة صغيرة وأجهزة استشعار تكشف للمستخدم حالة أسنانه، كما تقدم بعض النصائح أثناء تنظيف الاسنان. ويمكن لصق الشاشة الصغيرة على مرآة الحمام ليتمكن المستخدم من قراءة التعليمات دون أن ينقطع عن تنظيف أسنانه. والفرشاة تحذر من وجود تسوس أو التهاب في اللثة، وتطالب الشخص بتقليل ضغط الفرشاة على الاسنان واللثة خشية الإضرار بميناء الاسنان واللثة. والفرشاة مزودة برأس يمكن فصله، وتخبر بنفسها عن الوقت المناسب لتغيير الراس الذي يحتوي على شعيرات الفرشاة. (السعر 160 يورو) وتنزل في السوق في الصيف القادم.

و 168 ألف يورو هو سعر جهاز الأشعة من شركة «سيروانا» الهولندية. يلتقط الجهاز صور الأشعة بثلاثة أبعاد خلال 14 ثانية لمنطقة الأسنان والفك. ويظهر كافة التفاصيل على الشاشة مباشرة. ويلتقط الجهاز 200 صورة خلال هذا الوقت القصير وبأقل ما يمكن من الاشعة. ويعول أطباء الأسنان على الجهاز، بالنظر لضآلة كمية الاشعة المستخدمة، بالاستغناء عن غرفة الأشعة.

وربطت شركة «كا فودال» الألمانية أدوات عمل الطبيب بكاميرا مصغرة تنقل كل ما يفعله الطبيب إلى شاشة في الغرفة يستطيع المريض أن يشاهدها. والكاميرا تنقل بدقة كل مواقع التسوس والالتهاب وتسهل عمل الطبيب من خلال الصور المكبرة. وعرضت نفس الشركة «كشتبان» يعمل كالكاميرا، يضعه الإنسان على سبابته، ويضعه في الفم فيطلق لونا أزرق يكشف مواضع التسوس في الاسنان ومواضع الالتهابات في اللثة.

ولأول مرة، أدخلت شركة «كولسر» نظاما جديدا لزرع الاسنان الصناعية بنظام لولبة السن في الفك بنظام سن من جزئين ويتثبت على الفك بطريقة الانطباق Click. وفي نظام اللولب قدمت شركة «زيمر» نظاما جديدا من جزء واحد قاعدي وآخر تاجي للسن.

وأدخلت شركة «فيتا» الألمانية جهازا رقميا يختار لون السن الصناعي المناسب لأسنان المريض عن طريق تحليل الطيف الضوئي، أي انه تخلى عن العنصر البشري في تقدير مدى انطباق اللون. والمهم في اسنان «فيتا» الجديدة ان لونها يتغير مع تقدم العمر لأن لون الأسنان يتغير كلما طعن الإنسان بالعمر. واعتبر المراقبون الاسنان المتغيرة اللون نهاية عصر استخدام المواد القاصرة للون في صناعة الأسنان.

عدا عن ذلك فقد طرحت شركة «توتناوير» جهازا لتعقيم الأدوات الطبية اسمه «ايليرا» ويستخدم أقل ما يمكن من الضغط والحرارة والكهرباء. كما عرضت شركة «كارل زايس» نواظير مكبرة جديدة وخفيفة وسهلة الحمل على الرأس تستخدم من قبل الأطباء لمشاهدة مواقع العمل في الفم بإنارة جيدة وصور مكبرة. وعرض العديد من الشركات سبائك جديدة من مادة السيراميك التي تستخدم في حشو الأسنان وفي صناعة تيجان الاسنان أيضا.

ويتوقع قطاع صناعة تقنية الاسنان أن ترتفع مداخليه بشكل كبير خلال السنوات القادمة بسبب ارتفاع معدل الحياة عموما في العالم. وبالنظر للتوقعات التي تتحدث عن تحول اكثرية سكان ألمانيا إلى مسنين عام 2050، فان القطاع يتوقع تطور وانتشار تقنية تركيب وصناعة الاسنان. كما ستركز الصناعة على تقنيات حماية الاسنان من التهاب اللثة لأن 85% من المسنين في أوروبا حاليا يعانون من هذه الاتهابات.