الداخلية السعودية: اعتراف المعتدي على القنصلية الأميركية بقتل رجل أمن في مكة

شقيق العريف الزهراني: أخي مات شهيدا

TT

اعلنت امس وزارة الداخلية السعودية عن توصلها الى قاتل أحد رجال الامن في مكة المكرمة في شهر رمضان العام الماضي وذلك بعد تحقيقات استمرت قرابة السنتين تبين فيها ان الجاني هو نفسه الذي تم القبض عليه في حادثة اطلاق النار على حراسات القنصلية الاميركية في جدة في 12 مايو (ايار) 2006 والمتأثر بالافكار الارهابية والتحريضية وهو ما اعترف به الجاني وصدقه شرعا.

وكان العريف محمد الزهراني قد تعرض الى أطلاق ناري من مجهول في الـ27 من شهر رمضان الماضي 30 اكتوبر (تشرين الاول) 2005 عندما كان يؤدي واجبه لتنظيم حركة المرور بالقرب من أشارة أم الجود ونقل على أثرها الى مستشفى النور حيث أصيب بطلق ناري في مؤخرة رأسه وتوفي على اثره. واوضح اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية «ان الاعتداء الآثم الذي استشهد فيه العريف محمد مسفر الزهراني نتيجة إطلاق النار عليه من مجهول في مكة المكرمة أثناء تأديته لعمله في خدمة زوار ومعتمري بيت الله الحرام في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك كان محل متابعة أمنية مستمرة أسفرت عن الحصول على أدلة مادية ساهمت في حصر الاشتباه والكشف عن سمات وأسلوب الجاني الذي ارتكب جريمته وفر من مكان الحادث وغادر المنطقة وقام بإخفاء السلاح في أحد الجبال بمنطقة الباحة».

واضاف «بفضل من الله فقد توصل التحقيق إلى أن من ارتكب هذا الحادث هو من سبق أن تم إيقافه لقيامه بإطلاق النار في محافظة جدة وفق ما سبق الإعلان عنه بتاريخ 14/4/ 1427هـ ، حيث أكدت ذلك الأدلة المادية التي توفرت في مكان إخفاء السلاح بناءً على تقرير المعمل الجنائي، وقد أيد ذلك باعترافه المصدق شرعاً معللا دوافعه بتأثره بالأفكار الضالة». وكانت سلطات الامن السعودي القت في 12 مايو 2006 في جدة غرب السعودية القبض على مسلح إثر إطلاقه النار على مقر القنصلية الأميركية في شارع فلسطين بجدة وذلك بعد إصابته إصابة طفيفة في كتفه. وكان الجاني في العقد الثالث من العمر أطلق النار من سيارته الماكسيما 2001 خلال مروره بجوار السفارة، مما دفع برجال الأمن لملاحقته ومحاصرته بالقرب من منطقة القنصلية في الشارع المجاور لها وإغلاق جميع المنافذ عليه. وتبادل المسلح إطلاق النار مع رجال الأمن مما أسفر عن إصابته بطلق ناري، فيما اصيب رجل أمن بإصابات طفيفة ويجري علاجه في مستشفى الملك فهد الحكومي القريب من موقع الحادثة. وحسب مصادر خاصة بـ«الشرق الأوسط» فان الجاني هو شقيق مطلوب أمني تم القبض عليه في المدينة المنورة مع منظري الفكر الارهابي خلال 2004، في حين اشارت ذات المصادر ان الجاني كان يعمل معلما للغة العربية في الابتدائية السعودية الاولى في منطقة الباحة بعد ان تم نقله بناء على ظروفه النفسية الى مدينته ومسقط رأسه الباحة بجوار عائلته وهي الفترة التي نفذ فيها جريمتي قتل رجل الامن والاعتداء على حراسات القنصلية الاميركية.

وفي السياق نفسه اكتفى علي الزهراني وهو الشقيق الاكبر للعريف محمد الزهراني الذي قتل في مكة بالتعبير عن شكره للجهات الامنية التي توصلت الى قاتل شقيقه وقال «لقد وجدنا كل دعم ومساعدة من قبل وزارة الداخلية التي اشترت لهم منزلا متكاملا في حي الشرائع وصرفت راتب شهري لوالدة الشهيد، مشيرا الى ان الشهيد لديه أربعة من الابناء وأربع من البنات».

واضاف «اخي رحل شهيدا وهذا عزاؤنا الوحيد، مؤكدا الاثر البالغ الذي تمر فيه اسرة القتيل الزهراني منذ ان فارق الحياة العام قبل الماضي».

يشار الى ان عائلة الزهراني تسكن في مخطط الشرائع بمكة المكرمة 15 كيلومترا عن الحرم المكي الشريف وكان محمد العائل الوحيد لاسرته بعد وفاة والده قبل خمس سنوات.