رايس تحمل خطة جديدة في رابع جولة لها بالمنطقة خلال 4 أشهر

ستطالب أولمرت بإعطاء الفلسطينيين أفقا سياسيا والفلسطينيين بمنح بداية اعترافات

TT

تبدأ وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس جولة جديدة في منطقة الشرق الاوسط وسط تساؤلات المراقبين حول ما اذا ستكون هذه الجولة إضافة الى مجهودات السلام ام الى الجمود والشعور بخيبة الأمل. وحاولت رايس لعامين خلال السنوات الأخيرة لها بالوزارة إحراز تقدم في مسألة إقامة دولة فلسطينية. إلا ان اهدافها احبطت بفعل الأحداث على ارض الواقع. إذ ان مساعيها الى إحداث حوار على نحو منتظم بين رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، على سبيل المثال، تعارضت مع الموقف السياسي غير الثابت لأولمرت وقرار عباس للتوصل الى اتفاق مع حركة «حماس»، وهي خطوة اثارت غضب الجانب الاسرائيلي.

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون اميركيون ان رايس ستتوجه الى منطقة الشرق في رابع جولة لها خلال اربعة اشهر وهي تحمل معها خطة جديدة. إذ ستسعى الى حث الجانب الاسرائيلي على منح الفلسطينيين «افقا سياسيا»، في ما يتعلق بقيام الدولة الفلسطينية، مع مطالبة الجانب الفلسطيني في نفس الوقت بالتوصل الى «أفق سياسي» للجانب الآخر، أي بدايات اعتراف تمنح الحكومة الاسرائيلية مساحة أكبر تسمح لها بإبرام اتفاق مع الفلسطينيين.

ومن المقرر ان تلتقي الوزيرة الاميركية بممثلي المجموعة الرباعية العربية ـ مصر والأردن والسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ـ في اسوان اليوم. ويلعب أعضاء المجموعة الرباعية دورا مهما في مساعي تحقيق السلام في الشرق الاوسط، إذ تساعد، على سبيل المثال، في تدريب وتجهيز قوات الأمن الفلسطينية.

وتتمتع الدول الأعضاء في هذه المجموعة بدور فاعل في جامعة الدول العربية التي تعتزم عقد قمة لها في الرياض الاسبوع المقبل. ويتوقع دبلوماسيون ان تقدم الجامعة العربية مجددا مقترح سلام قدم لإسرائيل عام 2002 (مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت)، وهو عرض يتضمن الاعتراف بإسرائيل اذا تراجعت الى ما وراء حدود الاراضي التي احتلتها عام 1967 وسمحت للاجئين الفلسطينيين بالعودة. إلا ان المسؤولين الاسرائيليين يواجهون مشاكل هائلة في ما يتعلق بمطلب عودة اللاجئين، ويعتقد الاسرائيليون ان الفلسطينيين يجب ان يسكنوا دولة فلسطينية، بيد انهم عبروا خلال الشهور الاخيرة عن تأييدهم، لصيغة غير واضحة تماما تستند الى مبادرة السلام العربية التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد. وقالت رايس الاسبوع الماضي ان المبادرة العربية «تتحدث عن الحاجة الواضحة الى مصالحة عربية اسرائيلية مصاحبة لحل النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني».

وتعتزم ايضا التنقل على نحو متكرر بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني خلال عطلة نهاية الاسبوع الحالي. وقال عباس للتلفزيون الاسرائيلي يوم اول من امس انه جرى التوصل الى «إطار» مع الجانب الاسرائيلي بمساعدة مصر من الممكن ان يؤدي الى إطلاق سراح جندي اسرائيلي محتجز في غزة. وكان احتجاز جلعاد شاليط في يونيو (حزيران) الماضي قد شكل عقبة في المحادثات بين الجانبين. وأبدت كوندوليزا رايس مرونة الى حد ما في الجانب الاميركي تجاه حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وكان الاتفاق الذي توصل اليه عباس قد فاجأ ادارة بوش، إلا ان مسؤولين اميركيين أشاروا بعد ان اصبح الاتفاق واقعا الى احتمال السماح بإجراء اتصالات ببعض الوزراء الفلسطينيين ـ وهو امر استبعد تماما في السابق ـ وذلك لمصلحة السلام.

وكانت المجموعة الرباعية الاخرى، المكونة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، قد وضعت سياسة حول تقديم المساعدات للفلسطينيين وتقديم مصادقة دولية على مساعي كوندوليزا رايس. ويقول دبلوماسيون ان من ضمن أهداف وزيرة الخارجية الاميركية الجمع بين المجموعة الرباعية الدولية والمجموعة الرباعية العربية بحضور جميع الأطراف. وقال الرئيس بوش لعدد من الصحافيين يوم امس الاول انه «ليس من السهل جمع كل الأطراف للسير في الاتجاه الصحيح»، وأضاف معلقا ان دفع عملية السلام الى الأمام امر ضروري للولايات المتحدة ولوزيرة الخارجية.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ"الشرق الاوسط"