الكونغرس يحرج بوش بربط اعتمادات الحرب بالانسحاب في 2008

الرئيس الأميركي يهدد بالفيتو ويتهم الديمقراطيين بوضع قيود تتطلب جيش محامين لتفسيرها

TT

حقق الديمقراطيون نصراً مدوياً على الرئيس الاميركي جورج بوش وذلك بربط موافقة مجلس النواب على تمويل الحرب في العراق بانسحاب القوات الاميركية من هناك صيف السنة المقبلة 2008 ولم يتركوا له خياراً سوى استعمال «الفيتو» الرئاسي. وصوت لصالح القرار 218 وعارضه 212، وهو ما اعتبر بمثابة «انقسام» المجلس الى فريقين حول الحرب. ويضم المجلس 233 ديمقراطيا و201 جمهوري. وقالت نانسي بيلوسي رئيسة المجلس بعد التصويت «الاميركيون فقدوا الثقة في الطريقة التي يدير بها الرئيس (بوش) الحرب في العراق ...الاميركيون يدركون حقيقة الامور بالنسبة لهذه الحرب لكن الرئيس لا يدرك ذلك».

وينص المشروع على تخصيص مبلغ 124 مليار دولار لتمويل العمليات العسكرية في كل من العراق وافغانستان، بيد ان ربط القرار بالانسحاب اقتصر فقط على العراق، على اعتبار ان القوات الاميركية توجد في إطار حلف الناتو في افغانستان. وكان مجلس النواب قد خصص من قبل اكثر من 500 مليار دولار لحرب العراق وافغانستان، كانت حصة العراق لوحده في حدود 350 مليار دولار. ويضع القرار الرئيس بوش في موقف صعب إذ اصبح مضطراً الى استعمال «الفيتو» لابطاله وهو ما سيعني ان المدة الباقية من رئاسته ستعرف مواجهة صعبة مع الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون. وحدد القرار الجديد شهر سبتمبر (ايلول) من العام المقبل او حتى قبل ذلك اذا لم تف الحكومة العراقية بالتزاماتها لسحب «جميع الجنود الاميركيين من العراق». بيد ان نتيجة التصويت المتقاربة ابانت كذلك عن انقسام وسط الديمقراطيين اذا صوت ضد مشروع القانون الديمقراطيون الليبراليون لانه لن يؤدي الى انسحاب القوات الاميركية فوراً كما كانوا يأملون، في حين صوت ضد المشروع بعض المحافظين من الديمقراطيين لانه يحد من حرية القادة العسكريين في الميدان.

واحدث قرار الرئيس بوش، اضافة 3400 جندي الى 21500 وارسالهم الى العراق، موجة غضب عارمة وسط الديمقراطيين الذين باتوا يعتقدون ان الرئيس الاميركي لا ينوي سحب أية قوات من هناك. وقال الجمهوريون إن القرار سيسمح اذا نفذ بهزيمة الولايات المتحدة في العراق. وامام الديمقراطيين الآن رحلة طويلة لاجبار بوش اتخاذ قرار بالانسحاب من العراق اذا ما قرر استعمال الفيتو. وقال زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ستني هوير ان «الشعب الاميركي يتوقع من الكونغرس ان يفعل شيئاً...لا فقط ان يقول لا لسياسة فاشلة». في حين قال النائب الديمقراطي جون مارثا الذي صاغ مشروع القرار «ما هدفنا اليه من هذا القرار هو ان يخوض العراقيون حربهم بأنفسهم». وفي رد فعل على التصويت على القرار، هدد الرئيس الاميركي جورج بوش امس باستخدام حق الاعتراض (الفيتو) ضد مشروع قانون لمجلس النواب يفرض موعدا نهائيا لسحب القوات الاميركية من العراق.

ووفقا لوكالة رويترز للانباء، فقد اتهم بوش الديمقراطيين الذين رتبوا التصويت بأنهم قاموا بتمثيل «عمل من المسرح السياسي» يعرفون انه لن يصبح قانونا على الاطلاق. واضاف «حددوا قيودا صارمة تتطلب جيشا من المحامين لتفسيرها. حددوا تاريخا تعسفيا للانسحاب من دون اعتبار للظروف على الارض»، وقال ان مشروع القانون يتضمن «جدولا زمنيا مصطنعا للانسحاب، وكما اوضحت منذ اسابيع فسوف استخدم حق الاعتراض اذا وصل الى مكتبي».