«قطيعة» بين بري والحريري ترافقها توقعات عن احتمال عودتهما إلى جلسات الحوار الثنائي

السفير السعودي غادر بيروت.. والآمال بالحل قبل القمة تتراجع

TT

تراجع الأمل باحتمال التوصل الى حل للازمة اللبنانية، قبيل انعقاد القمة العربية الاسبوع المقبل، رغم بعض الاشارات التي لا يزال رئيس البرلمان نبيه بري يطلقها، فقد حل ما يشبه القطيعة بين بري ورئيس تكتل «المستقبل» النائب سعد الحريري، وتزامن ذلك مع مغادرة السفير السعودي عبد العزيز خوجة بيروت للمشاركة في تحضيرات القمة.

وكان خوجة قد اتصل هاتفياً ببري قبيل مغادرته، كما زار الحريري. وقال في تصريح ادلى به ان «الرجلين اعربا عن تفاؤلهما وابديا رغبة وتصميماً على مواصلة الحوار لما فيه خير لبنان واللبنانيين». واوضح قبيل توجهه الى الرياض ان «كل سفراء المملكة في الدول العربية استدعوا الى بلدهم لمناسبة انعقاد القمة العربية».

ونقل زوار بري عنه امس قوله، انه ما زال متفائلا ولم يغلق باب الحوار.

اما السفير المصري حسين ضرار فقد زار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، مشيراً الى انه على أبواب القمة العربية، «كان يتوقع ان تصل الازمة الى الحلول المرضية، لتريح الأوضاع في لبنان اولا وتريح الأجواء في القمة العربية»، وقال: «كانت الآراء متوافقة على أهمية الاستمرار في التحذير من الاخطار المتأتية من المواجهة المذهبية أو استغلال الدين في السياسة أو العكس، بل يجب الفصل بين الاثنين فصلا تاما».

ولم يستبعد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون أن تلتئم جولة جديدة من الحوار في عين التينة، موضحا أن المشاركة في القمة العربية بوفدين في حال حصولها تختلف عن المشاركة في قمة الخرطوم، لأن الخلاف حول تشكيل الوفد وليس مضمون البيان حول لبنان. وتوقع أن تعقد جولات جديدة من اللقاءات في عين التينة قبل القمة العربية، موضحا أن التوافق من قبل الأكثرية حول الإستراتيجية، وحول الأمور المقبولة، وغير المقبولة في الحوار هو تام، ومؤكدا انه يجري ايضا قبل القمة نوع من الحوار الجانبي على الصعيد الإقليمي، وربما مع سورية، وكل هذه الحوارات تتمحور حول ربع الساعة الأخير قبل انعقاد القمة العربية.

واتهم وزير العمل المستقيل طراد حمادة فريقاً داخل السلطة الحالية، بأنه «لا يريد تسوية سياسية، وهو يعطل دائما كل الاتفاقات ويعود بنا الى نقطة الصفر». واعتبر ان «الاجواء التفاؤلية التي احيطت باجتماعات عين التينة لم تتبدد، إنما يوجد من يثير الغبار في وجه ما تحقق حتى الان. وقال: ماذا إذا تم توافق داخلي قوي يتمثل في تيارين كبيرين مثل المعارضة وتيار «المستقبل»، وبما يمثل في كل توجهاته واتجاهاته وتفرعاته، وأيضا إذا حصل تفاهم إقليمي عربي مهم لانقاذ لبنان من الازمة التي نحن فيها. أعتقد ان من يقف أمام هذا التوافق الاقليمي والعربي والاسلامي واللبناني الداخلي يعود بنا الى تجارب سابقة للاسف، دفع ثمنها سياسيا، ولكن الان يبدو أنه يريد ان يدفع الشعب اللبناني ثمن مواقفه السياسية المتطرفة».

وحمّل عضو كتلة حزب الله النائب امين شري، «الاكثرية مسؤولية افشال الحوار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري». وسأل في تصريح ادلى به امس «من يكون قد أطلق النار على الحوار؟ أليس من طالب بعقد الحوار في المجلس النيابي؟ وهل سعد الحريري مفوض من جميع قوى 14 آذار؟ ألم يحاول النائب وليد جنبلاط ، من خلال تصريحاته وباقي النواب الذين تداعوا الى المجلس النيابي فرض جلسة عامة بالقوة، بعدما فسروا المادة 33 من الدستور بطريقة خاطئة؟». وقال: «ان النائب سعد الحريري لم يرفض صيغة 19-11 انما كانت نقطة عالقة، وكان يبحث عن مخرج لحكومة الوحدة الوطنية ضمن طروحات متعددة». واكد ان «حزب الله لا يزال يفوض الى بري استكمال الحوار»، الذي أمل في ان «يستأنف كي لا نذهب الى القمة العربية منقسمين على انفسنا».

واكد عضو كتلة «التغيير والاصلاح»، التي يرأسها العماد ميشال عون النائب نبيل نقولا، ان التيار «الوطني الحر» يؤيد قيام محكمة ذات طابع دولي. كما يؤيد الكلام الصادر عن الرئيس نبيه بري. معتبراً ان «هناك مشكلة داخل قوى الموالاة، وكلام النائب سعد الحريري وكلام النائب السابق غطاس خوري عن انه يريد سلام الشجعان موجه في الدرجة الاولى الى الحلفاء». وقال: «على الشيخ سعد الحريري ان يختار بين المحكمة الدولية، التي توصلنا الى معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري او الانجرار وراء غرائز حلفائه واجنداتهم الخارجية وخططهم التقسيمية».