الجيش الإسرائيلي يحول قرية بالضفة الغربية لساحة تدريب

مقتل طفل فلسطيني في اشتباكات بين عناصر من فتح وحماس

TT

حول الجيش الإسرائيلي قرية بيت ليد الصغيرة في الضفة الغربية، بفعل المناورات الحربية، التي أجرتها القوات الإسرائيلية بكامل عتادها القتالي لساحة تدريب، مما خلق ذعرا بين الأهالي.

ولم يطلق رصاص خلال هذه التدريبات، ولكن هدير طائرات الهليكوبتر وهي تنزل الجنود في الحقول القريبة ودخولهم الى قرية بيت ليت وسط صيحات قتالية باللغة العبرية أثارت فزع السكان.

ويعتقد السكان ان هذه المناورات تدريب على القيام بعمليات عسكرية في مدينة نابلس القريبة بالضفة الغربية، التي كثيرا ما شن فيها الجيش غارات لاعتقال ناشطين منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.

وقالت عفاف عمر، وهي مدرسة تبلغ من العمر 55 عاما لرويترز «كنت ميتة من الخوف». واضافت انها القت بنفسها على الارض فورا، طلبا للحماية، عندما واجهت جنودا اسرائيليين يتدربون على الاستيلاء على قريتها في وقت سابق من الشهر الحالي، اثناء توجهها الى المدرسة في الصباح.

ويعيش نحو 6200 شخص في بيت ليد الواقعة على الطريق بين مدينتي طولكرم ونابلس في وسط الضفة الغربية المحتلة. وقدمت جماعة ييش دين الإسرائيلية لحقوق الإنسان شكوى للجيش الإسرائيلي، قائلة ان مثل هذه التدريبات تشكل خرقا للقانون الدولي، الذي يلزم اي قوة محتلة ضمان سلامة السكان المحليين.

وقال الجيش في بيان «لم يتم اغلاق طرق ولم يتم ازعاج الناس في بيوتهم. وبوجه عام لم يكن هناك اتصال بالسكان وكل شيء جرى وفقا للاجراءات والاوامر». وقال سكان بيت ليد ان هذه المناورات عادة ما تبدأ بعد منتصف الليل وتنتهي بعد شروق الشمس. وجرت ثلاث مناورات منذ فبراير (شباط).

وقال سكان انه مع تسابق الجنود بين البيوت المصنوعة من الحجر، من دون ان يدخلوها يسقط بعضهم «جرحى»، لكي تقوم باخلائهم سيارات اسعاف عسكرية تنطلق عبر شوارع القرية. وقالت ايمان كامل، وهي ام لخمسة أولاد، «عندما يأتون الى القرية لا يستطيع اولادنا ان يناموا من شدة الخوف، نحن الكبار خائفون فما بالك بالاطفال».

وذكرت منظمة ييش دين، التي تصف نفسها بأنها منظمة من المتطوعين المعارضين لاستمرار انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني في الاراضي المحتلة، انها حصلت على شهادة من جندي شارك في مناورة بيت ليد. وقال الجندي، الذي لم يذكر اسمه، لانه غير مخول بالتحدث عن المناورة، «الطريقة التي تجولنا بها هناك مخزية.. كانت تبدو مجنونة واعتقد ان السكان اصيبوا بنوبات قلبية».

وقال السكان ان الجنود لم يتحرشوا بهم، ولكن رئيس مجلس القرية سلامة الدريدي قال لرويترز، انه اذا تلقى اخطارا مسبقا من الجيش بشأن اي تدريبات تجرى في المستقبل سيكون ذلك محل تقدير. واضاف «يجب ان يقوموا بتدريباتهم خارج المناطق المؤهولة بالسكان، بدلا من ارهاب القرية باكملها، نحن لا توجد عندنا مقدرة لصدهم، نحن مدنيون، ولكن بما انهم قادمون لا محالة فليبلغونا قبل ان يأتوا، لاننا لا نستطيع ان نصدهم، انهم جيش».

وفي المواجهات الفلسطينية قتل طفل في قطاع غزة وأصيب شخصان بجروح، بينهما امرأة خلال اشتباك وقع مساء أول من امس شمال غزة، بين مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني (فتح).

وقالت المصادر الطبية ان «الطفل حسن ابو ندي، 4 اعوام، قتل وجرح ثلاثة فلسطينيين، بينهم سيدتان خلال الاشتباكات التي اندلعت، عندما هاجم عناصر من حماس منزلا لاحد عناصر كتائب شهداء الاقصى، المنبثقة عن حركة فتح، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت مصادر طبية وامنية فلسطينية قد اعلنت ان «فلسطينيا قتل وجرح ثلاثة آخرون في اشتباكات مسلحة الخميس بين عناصر قريبة من حركتي فتح وحماس اندلعت الخميس في حي الشجاعية في قطاع غزة».

وتأتي هذه الحوادث بعد ايام من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة التي تم الاتفاق عليها بين فتح وحماس في الثامن من فبراير الماضي، في مكة المكرمة في اتفاق اوقف ايضا المواجهات الدامية بينهما التي اوقعت عشرات القتلى.