بيريس: السلام فقط يعزز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط

الأصوات المتعقلة في الولايات المتحدة تزعج تل أبيب

TT

أعلن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس، ان الحل الوحيد أمام إسرائيل لكي تعزز مكانتها في الشرق الأوسط هو التوجه الجاد والمثابر والعنيد نحو السلام والسعي لتسوية الصراعات في المنطقة، بدءا بالفلسطينيين وحتى بقية الجيران.

وكان قد نقل عن بيريس انه لدى الادلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق الحكومية في اخفاقات الحرب في لبنان، ان كل الذين يتحدثون عن اخفاقات هنا وهناك، لا يفقهون طبيعة الأمور في المنطقة ولا يدركون حقيقة الصراع. فالمسألة ليست مسألة القوة وحجم القوة وحدودها وليست مسألة خطأ عسكري هنا أو هناك، انما هي رؤية لاستراتيجية السلام. فعندما يحل السلام لا تبقى هناك مشكلة حرب.

وأجرى بيريس مقارنة بين الوضع في لبنان اليوم وبعد الوضع الذي ساد ويسود المناطق الفلسطينية المحتلة، فقال: ان اسرائيل لم تربح الحرب في لبنان ولكنها في الوقت نفسه لم تخسرها. وما جعل الانطباع يسود انها ربحت هما أمران، الأول وجود الصراعات الداخلية في اسرائيل والانشغال في الهجمات المتبادلة للقيادات الاسرائيلية والصحافة من جهة و«وجود شخصية قيادية قديرة في قيادة حزب الله، هو الشيخ حسن نصر الله ، من جهة أخرى.

وقال بيريس ان نصر الله ، «الذي يتقن الحديث المنمق ويفلح في اقناع المواطنين في العالم العربي عموما وفي لبنان خصوصا هو ان الحرب انتهت بانتصار، على الرغم من ان في نتيجتها النهائية تم تدمير ربع لبنان. وعلينا الحذر من نقل النموذج اللبناني الى قطاع غزة أو الضفة الغربية، لأن في الأمر تدهورا خطيرا ونتائج مبهمة لا أحد يعرف ما بداخلها في الواقع.

المعروف ان الأسبوعين المقبلين سيشهدان تحركات سياسية نشطة في الشرق الأوسط، حيث سيصل كل من كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميريكية، وأنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، ووزراء عديدين آخرين. وسيكون موضوع البحث كيف وبأية خطوات سيتم التقدم لإحداث الانفراج في العملية السلمية. ولكن اسرائيل تضع شرطا أوليا على أي تقدم وهو أن يتم اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير، جلعاد شليط، علما بأن ألمانيا تؤدي دورا في التفاوض على بنود الصفقة.

ومن جهة اخرى، ذكرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، ان أصوات عديدة ترتفع في الولايات المتحدة الأميركية في الآونة الأخيرة تدعو ادارة الرئيس جورج بوش الى اتخاذ سياسة أميركية متوازنة في الصراع في الشرق الأوسط والكف عن التأييد الأعمى لاسرائيل.

وأعربت المصادر الاسرائيلية عن قلقها من تكاثر هذه الأصوات ومن صب جل اتهاماتها على السياسة الاسرائيلية الرسمية وعلى سياسة «ايبك»، كبرى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة التي تؤيد اسرائيل بلا حدود.

وأشارت هذه المصادر الى الملياردير، جورج سوروس، الذي كتب يقول انه يطالب بتغيير السياسة الأميركية تجاه اسرائيل لتصبح سياسة نقدية وغير متحيزة فقط بدافع الحب لاسرائيل كونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. وكتب في مقاله ان على اسرائيل أن تبادر الى التفاوض مع حركة «حماس» وان تقبل مبادرة السلام العربية. واضاف ان التفاوض حول المبادرة العربية من شأنه أن يخلق أجواء جديدة في المنطقة ستجعل «حماس» تغير موقفها وتعترف باسرائيل.

كما اشارت المصادر الى الكاتب نيكولاس كريستوف، الذي انتقد سياسة الرئيس بوش حول الشرق الأوسط وقال ان السياسة الحالية هي التي تساعد «حماس» وغيرها من القوى الراديكالية. وأعربت مصادر الخارجية الاسرائيلية عن انزعاجها الشديد من نشاط منظمتين يهوديتين تعملان في الولايات المتحدة ضد حكومة اسرائيل وسياستها وضد مؤتمر «ايبك» (يهود الولايات الأميركية)، هما «حركة سلام الآن» فرع واشنطن، ومنظمة «مركز النشاط الديني لليهود الأميركيين». وفي اسرائيل يتهمون المنظمتين بالتخريب على السياسة الأميركية. بيد ان قادتها طالبوا الرئيس بوش بأن لا ينجر وراء إسرائيل، بل أن يساعد على اتخاذ حلول متوازنة من الصراع .

وهناك موقع مشهور في الانترنت يدعى (ipf)، طالب الحكومة الأميركية بدراسة الوضع في المنطقة والسعي لتغييره. وقال ان على واشنطن أن تجري التوازن المناسب في السياسة الشرق الأوسطية، وتبتعد عن التحيز وتفتح الباب أمام حوار مع العرب على أساس المبادرة العربية.