سقوط طائرة بصاروخ في محيط مطار مقديشو كانت تقل 11 شخصا

اتفاق لوقف النار بين وجهاء العاصمة الصومالية والإثيوبيين في اليوم الثالث للعنف

TT

تضاربت الأخبار من مقديشو حول طائرة شحن أصيبت بقذيفة وسقطت محترقة أثناء إقلاعها من مطار مقديشو. وأكد المتحدث باسم الحكومة الصومالية حسين محمد محمود ان الطائرة التي تحطمت امس وعلى متنها 11 شخصا، أصيبت بصاروخ، منددا بـ«هذا العمل العنيف والمنافي للسلام في الصومال». وقال محمود لوكالة الصحافة الفرنسية في مقديشو ان «3 صواريخ اطلقت على الطائرة فأصيبت بأحدها». واضاف ان «الطائرة اصيبت بصاروخ اطلقه مثيرو شغب، نحن ندين هذا العمل العنيف والمنافي للسلام والمصالحة في الصومال». ولم تتوافر حتى الان حصيلة عن هذا الاعتداء.

ومن جهة اخرى، قال متحدث باسم بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الصومال ان الطائرة التي سقطت في مقديشو كانت تقل 11 شخصا يحتمل أن يكونوا من مواطني روسيا أو روسيا البيضاء.

وقال الكابتن بادي أنكوندا لرويترز «كان هناك 11 شخصا على متن الطائرة.. من السابق لأوانه القول ان كانت أصيبت بصاروخ أم لا. نتحرى».

وفي نفس الوقت، أعلن متحدث باسم وجهاء محليين امس أن الجيش الإثيوبي المنتشر في مقديشو أبرم اتفاقا لوقف إطلاق النار مع السلطات التقليدية في العاصمة الصومالية لإنهاء المعارك المستعرة في المدينة منذ أول من أمس.  وذكر أوغاس عبدي طاهر محمد أحد زعماء الهاوية ـ كبرى القبائل في مقديشو ـ أن زعماء محليين وقعوا بعد مناقشات جدية للوضع السياسي الحالي وعودة العنف اتفاقا مع المسؤولين العسكريين الإثيوبيين على تطبيق وقف إطلاق النار. وقال إن الإثيوبيين سيبقون في ثكناتهم ولن يشاركوا في القتال إلى جانب القوات الصومالية والهاوية ولن يطلقوا أي رصاصة وسيحترمون وقف إطلاق النار.

وفي اليوم الثالث على التوالي، اندلع امس قتال عنيف في العاصمة الصومالية مقديشو بين مسلحين والقوات الاثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية المؤقتة في التصدي لتمرد يخشى كثيرون أن يؤدي لنشوب حرب أهلية من جديد. وسمع شهود الدبابات الاثيوبية تطلق نيرانها قرب قاعدة حكومية أقيمت في المقر السابق لوزارة الدفاع التي شهدت معارك متكررة بين المسلحين وبين الحكومة وحلفائها الاثيوبيين منذ الاربعاء الماضي. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات.

وقتل 16 شخصا على الاقل وأصيب مئات هذا الاسبوع في أكثر الاشتباكات دموية منذ ان سيطرت القوات الحكومية والقوات الاثيوبية المساندة لها على العاصمة الصومالية من الاسلاميين قبل ثلاثة اشهر. وفر الاف من السكان بسبب الهجمات شبه اليومية في مقديشو والتي ألقيت مسؤوليتها على عاتق فلول الاسلاميين ورجال العشائر المستائين من مسعى الحكومة لاعادة ارساء دعائم الحكم المركزي في الصومال بعد 16 عاما من انعدام القانون. ويقول سكان ان أعمال العنف الاحدث تتزامن مع حملة تقودها الحكومة لنزع السلاح قوبلت بمقاومة ولا سيما من عشيرة هاويي التي تهيمن على مقديشو. وتقول حكومة الرئيس عبد الله يوسف انها تريد تأمين المدينة التي ينتشر فيها السلاح قبل مؤتمر للمصالحة تقرر عقده في 16 أبريل (نيسان) المقبل.

ويعتبر كثيرون من أفراد عشيرة هاويي عملية نزع السلاح محاولة من يوسف وهو من عشيرة دارود المنافسة لتهميشهم.

وقال أحمد ديري وهو شيخ عشيرة هاويي ان كبار أفراد العشيرة اجتمعوا مع الجيش الاثيوبي ومسؤولي أمن أمس الخميس لطرح شكواهم. واضاف لرويترز «من الاسئلة التي طرحناها.. لماذا يتم نزع سلاح عشيرة واحدة واستهدافها بقذائف المورتر بشكل يومي... اذا لم يستمع أحد لنا فسنقاتل حتى اخر رجل».

وقال باسكال هوندت من اللجنة الدولية للصليب الاحمر «القتلى لا يصلون للمستشفيات ونزول موظفينا الى الشوارع أمر خطير للغاية لذا لا توجد أي طريقة لمعرفة عدد القتلى حتى الآن».

وأضاف من العاصمة الكينية نيروبي «الاطباء والممرضون تمكنوا بالعمل ليلا ونهارا من مواصلة علاج الجرحى. لكننا قلقون للغاية بسبب الوضع».

ويرى محللون ان وتيرة العنف قد تتصاعد لان من المرجح أن تستغل الفصائل الساخطة الغضب الشعبي من أي محاولة لنزع السلاح قسرا وأيضا من وجود قوات أجنبية. وقدر الصليب الاحمر أن 300 أصيبوا هذا الاسبوع. وقال اريك لاروش منسق شؤون المساعدات الانسانية في الصومال «هذا وضع مأساوي».

ومن جهة اخرى، انتشر نحو 200 جندي من قوة السلام الافريقية في الصومال امس في بناية تقع عند مفترق طرق استراتيجي بمقديشو يتعرض لهجمات منتظمة وذلك بهدف ارساء الامن في المنطقة، على ما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وانتشر نحو مئتي جندي اوغندي مجهزين بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة على متن 12 آلية مدرعة وتموقعوا عند مفترق الطرق الذي يسمى كي4. والموقع هادئ حتى الان.

واوضح الكولونيل الاوغندي بيتر الويلو قائد العملية «جئنا لارساء الامن في هذا الموقع والقيام بدوريات انطلاقا من هنا. ان كي4 مفترق طرق استراتيجي لا بد ان يمر منه كل شخص مهما كانت وجهته». ويفترض ان يرتفع عديد قوة السلام الافريقية في الصومال التي بدات انتشارها في السادس من مارس (اذار) الى ثمانية الاف رجل لكن حتى الان انتشر 1500 جندي اوغندي فقط على الارض وجميعم في مقديشو. وكانت قوة السلام الافريقية منتشرة حتى الان في مواقع استراتيجية في المطار الدولي والميناء وحول فيللا صوماليا، مقر الرئيس الصومالي.