بدء تحقيق رسمي في فرنسا مع رئيس مجموعة «توتال»

بشأن تقديم رشاوى مزعومة لإيران

TT

تزايدت المشاكل لمجموعة النفط والغاز الفرنسية توتال بعد ان وضع قاض فرنسي، الرئيس التنفيذي للمجموعة كريستوف دي مارجوري رهن تحقيق رسمي يوم اول من امس، واعتبره جزءا أساسيا من تحقيق بشأن رشاوى مزعومة لإيران.

والتهمة الموجهة الى دو مارجوري، 55 عاما، الذي تولى منذ فترة قصيرة الادارة العامة لشركة «توتال»، تتعلق بـ«رشوة موظفين أجانب في القطاع العام واستغلال أموال شركة». وأكدت شركة «توتال» توجيه الاتهام، مؤكدة في بيان ان الاتفاقات موقعة «ضمن احترام القانون».

وفرضت الرقابة القضائية على دو مارجوري بدون ان تكشف اجراءاتها المحددة. ولا يحق له مقابلة العديد من الاشخاص بينهم بعض الايرانيين وفي مقدمتهم الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني ونجله.

وهذه التهمة الثانية التي توجه الى دو مارجوري في ملف فساد بعد تلك التي وجهها اليه القاضي نفسه في اكتوبر (تشرين الاول) في اطار برنامج «النفط مقابل الغذاء»، الذي طبقته الامم المتحدة في العراق خلال فترة الحصار الدولي في عهد صدام حسين. وكان دو مارجوري آنذاك المسؤول الثاني في المجموعة بعد تييري ديماريه.

وكان دو مارجوري قد اقتيد الخميس الى قسم التحقيق المالي في قصر العدل في باريس، بعد ان أمضى أربعا وعشرين ساعة قيد التوقيف الاحترازي وليلة في مقر الشرطة المالية. وسئل دو مارجوري خلال فترة توقيفه الاحترازي ثم لدى مثوله امام القاضي حول العقد الذي وقعته «توتال» مع الشركة الايرانية النفطية الوطنية لاستغلال حقل غاز بحري يدعى حقل «جنوب فارس». بحسب ما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى الصعيد الاجرائي، يملك القضاء الفرنسي شهادة مسؤول في شركة النفط النرويجية «ستيت اويل» واردة في تحقيق نرويجي، يؤكد وجود سلسلة فساد في ايران قد تكون استفادت منها «توتال».

وأكدت توتال ان دي مارجوري وضع رهن تحقيق رسمي، وهي خطوة مبدئية قبل محاكمة محتملة، وقالت انه ترك مكتب القاضي. وما زال اكبر مسؤول في توتال تحت المراقبة القضائية؛ وهو اجراء يلزمه البقاء تحت تصرف القاضي، لكن توتال قالت انه لا شيء يمنعه من استئناف واجباته.

وبدأ مدعون في باريس التحقيق في العقد الموقع عام 1997 بشأن حقل جنوب فارس للغاز بين توتال وايران بعد اكتشاف 95 مليون فرنك سويسري (78.32 مليون دولار) في حسابات أحد الوسطاء المصرفيين في سويسرا. وتعتبر المجموعة النفطية الفرنسية «توتال» المجموعة الرابعة عالميا، في حين تحتل المرتبة الاولى في فرنسا وأوروبا لجهة رقم الاعمال والرسملة في البورصة.

وحققت توتال في 2006 أرباحا قياسية بقيمة 12.6 مليار يورو (+5%)؛ وهي أعلى أرباح صافية تسجلها شركة فرنسية على الاطلاق فيما بلغ رقم اعمالها 153.8 مليار يورو (+12%).