معارك دموية في الكونغو والأسرة الدولية تدعو لوقف النار

مذكرة توقيف بحق بيمبا بتهمة «الخيانة»

TT

دارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في العاصمة الكونغولية كينشاسا أمس، لليوم الثاني على التوالي، بين الجيش النظامي والحرس المقرب من نائب الرئيس جان بيار بيمبا الذي أصدرت السلطات مذكرة توقيف بحقه بتهمة «الخيانة العظمى».

وقتل نحو 60 شخصا في كينشاسا منذ اندلاع المعارك بين الجيش النظامي وحرس بيمبا، خصم الرئيس جوزيف كابيلا. وتحدثت مصادر طبية عن نقل العديد من الجرحى الى مختلف مستشفيات كينشاسا. وقال المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة في الكونغو اللفتنانت كولونيل ديدييه رانشر، ان منطقة غومبي شمال كينشاسا حيث دارت اعمال العنف أصبحت بعد ظهر امس «تحت سيطرة الجيش الكونغولي». وتقوم قوات الجيش النظامي وحرس بيمبا بإخفاء قتلاهم في اسرع وقت ممكن حرصا على معنويات مقاتليهم ولعدم كشف خسائرهم للمعسكر الآخر. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن اصابة فرنسيين بجروح اول من امس خلال المواجهات في كينشاسا، مشيرة الى ان حياتهما «ليست في خطر». ولم يكن في وسع اي من السلطات العسكرية الكونغولية او الحكومة بعد ظهر امس اعلان حصيلة للاشتباكات التي شملت العديد من احياء كينشاسا. وأدانت الاسرة الدولية بالإجماع أمس هذه المعارك، داعية الى وقف فوري لإطلاق النار. فقد وجه الممثل الاعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا «نداء الى الاطراف المتناحرة في الكونغو لتسوية خلافاتها بالحوار». وقال ان «الاسرة الدولية عامة والاتحاد الاوروبي خاصة لن يقبلا بتعريض تجربة الكونغو في ارساء الديمقراطية، التي تعد نجاحا كبيرا بالنسبة الى القارة الافريقية، للخطر». والليلة قبل الماضية، دعا مجلس الامن الدولي على لسان سفير جنوب افريقيا دوميساني كومالو الذي يترأس المجلس للشهر الحالي، «الطرفين الى وقف فوري لتبادل اطلاق النار وتحمل مسؤولياتهما وتسوية خلافاتهما بالسبل السلمية». كما دعت بلجيكا الدولة المستعمرة السابقة الى «وقف فوري للمعارك». كذلك دعت جنوب افريقيا، الطرف الرئيسي في عملية السلام في الكونغو، «جميع القوى في جمهورية الكونغو الديمقراطية الى وقف الاقتتال فورا» وبدء مفاوضات. ودعت فرنسا وبريطانيا ايضا الى وقف لإطلاق النار واستئناف المفاوضات. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت «لا شيء يبرر المعارك التي تستخدم فيها اسلحة ثقيلة في عاصمة يقدر عدد سكانها بتسعة ملايين نسمة».