واشنطن: مستعدون لاستقبال أعداد إضافية من اللاجئين العراقيين

الأمم المتحدة: أعداد العراقيين القادمين إلى الدول الصناعية في تزايد

TT

بينما رجحت مسؤولة اميركية ان يرتفع عدد اللاجئين العراقيين الذين سيمنحون حق اللجوء في الولايات المتحدة، أعلنت الامم المتحدة في احصائية لها عن ارتفاع اعداد اللاجئين العراقيين الى الدول الصناعية.

وقالت الن ساربري مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للسكان واللاجئين والهجرة، إن رقم 7000 ليس رقماً نهائياً بل ان العدد قابل للزيادة حتماً، وأعلنت ان مؤتمراً اقليمياً سيعقد الشهر المقبل حول اللاجئين العراقيين في جنيف. وقالت ساربري التي عادت من جولة في المنطقة شملت سورية والأردن، إن التقديرات التي توفرت لها حالياً حول عدد اللاجئين العراقيين في دول الجوار، تضع سورية في مقدمة هذه الدول التي تستضيف لاجئين عراقيين، حيث يوجد حوالي 1.2 مليون لاجئ في سورية، في حين يستضيف الاردن 750 ألف لاجئ، ومصر 120 ألف لاجئ ولبنان 40 ألف لاجئ ، بيد انها اشارت الى انها لا تمتلك ارقاما عن عدد اللاجئين العراقيين في ايران، خاصة ان معسكرات اللاجئين هناك كانت قد أغلقت عقب سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين. وقالت إن اعداد اللاجئين لا يمكن القول إنها دقيقة ونهائية.

وقالت ساربري إن عدداً كبيراً من اللاجئين العراقيين شرعوا في العودة الى بلادهم قبل فبراير (شباط) 2006، بيد ان تفجير «مرقد الامامين» في سمراء ذلك الشهر جعل عدداً يقدر بحوالي 300 الف ينزحون من جديد.

وقالت في لقاء مع مجموعة من المراسلين امس في واشنطن، إن برنامج المساعدات الذي اطلقته واشنطن لمساعدة اللاجئين العراقيين لا يهدف الى توطينهم في دول الجوار خاصة سورية والاردن، كما ان الدولتين لا ترغبان في استضافتهم «كلاجئين» بل «أشقاء عرب»، خشية ان تتكرر تجربة المخيمات الفلسطينية في البلدين.

وأضافت إن واشنطن تركز حالياً على توفير الدراسة للتلاميذ العراقيين، مشيرة الى ان هناك 200 ألف طفل عراقي في سن الدراسة لجأوا الى كل من سورية والأردن، وقالت إن منظمات دولية غير حكومية قالت إن الاولاد الذين يتابعون دروسهم في المدارس السورية، يتعايشون مع ظروف صعبة. بل يتعرضون لمضايقات ذات طابع عنصري، لكن الأمر يختلف بالنسبة للبنات. وأشارت ساربري الى ان معظم المسيحيين العراقيين الذين فروا من بلادهم يفضلون التوجه نحو سورية، نظراً لوجود مسيحيين سوريين. وأشارت الى ان توفير دعم إضافي للبرنامج من طرف الكونغرس، سيجعل الرقم يرتفع حتماً، كما ان السفارات الاميركية يمكن ان تمنح حق اللجوء لآخرين خارج نطاق العدد المشار اليه، اضافة الى ما ستقترحه المنظمات غير الحكومية. وقالت إن واشنطن أعربت عن استعدادها لاستقبال سبعة آلاف شخص بعد ان اعلنت المفوضية العليا للاجئين ان هناك 20 ألفا تنطبق عليهم الشروط. وقالت إن الدفعة الاولى الذين تنطبق عليهم شروط اللجوء عددهم حالياً 400 من سورية و 700 من تركيا. وأعلنت ساربري ان مؤتمراً حول اللاجئين العراقيين سيعقد في جنيف يومي 17 و18 ابريل (نيسان) المقبل، وستشارك فيه جميع دول المنطقة بما في ذلك سورية وإيران.

الى ذلك، اشارت الاحصاءات الاولية التي نشرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، امس، الى ان العراقيين قد شكلوا اكبر مجموعة من طالبي اللجوء الى الدول الصناعية في عام 2006.

ففي ذلك العام، طلب 22 ألف عراقي اللجوء الى هذه الدول مقابل 12500 في 2005، أي بزيادة تقدر بـ 77% بحسب المعلومات التي جمعتها المفوضية من حكومات خمسين دولة صناعية.

وقالت المفوضية «ان الزيادة التي تعكس تزايد العنف الطائفي في العراق»، كانت كبيرة جدا أثناء الفصل الاخير من عام 2006 مع 8100 طلب لجوء في 36 دولة قدمت معطيات شهرية.

وأضافت المنظمة «ينبغي العودة الى عام 2002 الذي سبق سقوط النظام العراقي السابق لنعثر على اكثرية عراقية بين طالبي اللجوء». وفي تلك السنة، سجلت الدول الصناعية رقما قياسيا من 50 ألف طلب لجوء لعراقيين.

وكانت السويد في عام 2006 اول وجهة للعراقيين بين الدول الصناعية مع حوالى تسعة آلاف طلب لجوء تليها هولندا (2800) وألمانيا (2100) واليونان (1400).

ويقيم حاليا حوالي مليوني عراقي خارج بلادهم التي تقع ضحية أعمال عنف، وخصوصا في الدول المجاورة مثل سورية (مليون) والأردن (750 ألفا) وهؤلاء لا تشملهم الاحصاءات المتعلقة بالدول الصناعية.