مناورات عسكرية إسرائيلية ـ أميركية ضخمة لمواجهة هجوم نووي

الشرطة تستعد لمنع المستوطنين اليهود من العودة للضفة الغربية

TT

انتهت في منطقة النقب جنوب إسرائيل، نهاية الأسبوع، أضخم مناورات عسكرية أميركية ـ إسرائيلية مشتركة، دامت ثلاثة ايام. وجرى خلالها التدريب على مواجهة هجوم بأسلحة غير تقليدية، وبيولوجية وكيماوية.

وشارك في المناورات أكثر من عشرة آلاف جندي وضابط من الطرفين، برزت في صفوفهم وحدة خاصة من المارينز ووحدة خاصة لمكافحة الهجمات الحربية بالأسلحة غير التقليدية. وشارك فيها سلاح الجو الإسرائيلي ودبابات إسرائيلية متطورة وصواريخ باتريوت الأميركية وصواريخ «حيتس» الإسرائيلية ـ الأميركية المشتركة. وتم خلالها التدريب بشكل خاص على فحص شبكة الحواسيب التي تراقب مدى التنسيق بين اسرائيل والولايات المتحدة في حالة تعرض اسرائيل لهجوم بالسلاح غير التقليدي.

وتم تلخيص المناورات بمنحها علامة نجاح كامل. ولكن مصادر عسكرية إسرائيلية أعربت عن تذمرها من أن الأميركيين رفضوا الاقتراح الاسرائيلي لجعلها مناورات أضخم، وقلصوا البرنامج المخطط، ومع ذلك اعتبرت هذه أضخم مناورات مشتركة بين الطرفين. وقالت هذه المصادر ان الجيش الأميركي قلص المناورات واستبعد عددا من التقنيات التكنولوجية والألكترونية المتطورة، لأنه قرر حجب أسرارها عن الجيش الاسرائيلي. وقالت ان التفسير الاسرائيلي لهذا التقليص هو أن الادارة الأميركية خلصت الى استنتاجات من حرب لبنان الأخيرة، مفادها ان من المفضل ألا يتم اشراك اسرائيل في كل الأسرار التكنولوجية الأميركية. وكشفت هذه المصادر ان اسرائيل تقدمت بخطط خاصة بها لهذه المناورات، إلا ان الأميركيين رفضوها بالكامل وجاءوا بمخطط جاهز فرضوا على الجيش الاسرائيلي الالتزام به.

من جهة، أعلنت الشرطة الاسرائيلية انها تستعد لمنع وصول ألوف المستوطنين اليهود المتطرفين الى مستعمرة «حومش» المهجورة شمال الضفة الغربية، غدا الاثنين، وهددت باعتقال كل من يقترب من المستعمرة وتقديمه الى المحاكمة.وكانت عدة منظمات استيطانية متطرفة قد أبلغت، في رسالة الى رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، في الأسبوع الماضي انها تنوي استئناف الاستيطان اليهودي في تلك المستعمرة، التي أخليت في اطار «خطة الفصل» (الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية) في أغسطس (آب) 2005. وعندما شعرت الشرطة الاسرائيلية وقوات الجيش ان المستوطنين جادون في تنفيذ هذه الخطوة، أبلغتهم خطيا بأن أرض المستعمرة المذكورة تعتبر منطقة مغلقة حسب القانون الخاص بخطة الفصل وكل من يصل اليها يورط نفسه في مخالفة جنائية عقوبتها السجن حتى سنتين.

والمعروف ان «خطة الفصل» نفذت في حينه وسط مقاومة شديدة من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من 25 مستعمرة (حوالي 10 آلاف مستوطن). وفي مستعمرة «حومش» تم اعتقال 17 مستوطنا بتهمة عرقلة عمل الشرطة. ومنذ تنفيذ الخطة، في زمن حكومة أرييل شارون، تسمع التصريحات الاسرائيلية القائلة إنها كانت خطأ فادحا في السياسة الاسرائيلية، وانها كانت من بين اسباب انتصار حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي أعقبتها.

واختار المستوطنون لحملة «العودة» الى المستوطنة اسم «نصحح الخطأ ونعود الى البيت». واعتبروا الأمر سهلا في هذه المستوطنة لأن قوات الجيش، وعلى عكس ما جاء في الخطة الأصلية، لم تترك المنطقة وظلت تحميها وتمنع الفلسطينيين اصحاب الأرض من الوصول اليها. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية انها ستمنع المستوطنين من الوصول الى المستوطنة، إلا إذا اتخذت الحكومة قرارا آخر في جلستها اليوم.