الأكثرية تفوض الحريري مجددا لحوار مع بري وفق «خطوط حمر»

TT

لم تغب السجالات السياسية عن الساحة اللبنانية، في ظل تضاؤل فرص الحل قبل انعقاد القمة العربية الاربعاء المقبل، فيما جددت قوى «14 اذار» تفويضها رئيس تكتل المستقبل النائب سعد الحريري تمثيلها في الحوار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثلا المعارضة مع تأكيدها على «خطوط حمر»، قال وزير الاتصالات مروان حمادة امس انها تتعلق برفض اعطاء «الثلث المعطل» للمعارضة وعدم المس بمجلس النواب.

وهاجم حمادة (كتلة النائب وليد جنبلاط) حزب الله بشدة امس، معتبرا «ان اللبنانيين امام الخيار: إما دولة لبنان والطائف والتعدد والانفتاح والديمقراطية والحريات السياسية والاقتصادية، واما دولة حزب الله». وقال في حديث ادلى به امس «ان على اللبنانيين التكيف مع الوضع الذي نشأ منذ سنوات واضحى ربما في فصله الاخير، أي الى جانب الحوار والانفتاح الذي تبديه الاكثرية النيابية والشعبية حيال اللقاء والحوار مع الرئيس نبيه بري، بصفته رئيسا لحركة «امل» قبل ان يكون رئيسا لمجلس النواب، والا لكان الحوار في المجلس وهذا ما تمنيناه مرارا، الى جانب هذا المسار الوفاقي، الذي اعدنا تأكيده امس في اعادة تفويض الشيخ سعد الحريري تفويضا واسعا وشبه مطلق ضمن مسلمات الرابع عشر من آذار، لا ننسى ان الخلاف لا يقوم على وزير بالناقص او بالزائد، بل على نظام سياسي وعلى تجاذب اساسي في البلد، بدا واضحا بعد مبادرات المعارضة في الاشهر الماضية، انطلاقا من الحرب وما جرى بعدها والاعتصام والتظاهر ومحاولة محاصرة بيروت والخروج من الحكومة، واعلانها غير شرعية من غير وجه حق اطلاقا، وهي شرعية بالكامل، كل ذلك جعل الموضوع ابعد من وزير».

واضاف: «اتخذت قوى الرابع عشر من اذار بالامس قرارا بالاجماع بتأييد الشيخ سعد الحريري وباعادة تفويضه وبتذكير الرئيس بري ومن يمثل في الحوار، بأن هناك خطوطا حمراء، ومنها قضية المجلس النيابي». وسأل كيف يريدون الجلوس في حكومة يتهمون كل اعضائها الآخرين بالعمالة للولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واسرائيل؟

واعتبر الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل ان «ما نعيشه ليس ازمة حكومية او عابرة»، معتبرا ان «هناك فريقا يستفيد من معطيات يعتبرها لمصلحته من اجل تغيير المعادلة اللبنانية»، ولافتا الى «وجود اصرار على قراءة جديدة وتفسير جديد لاتفاق الطائف والدستور والتأسيس لمتغيرات جذرية في تركيبة السلطة اللبنانية بشكل دائم وليس لهذه المرحلة الآنية التي نمر بها». واكد «ان الشروط التي تطرحها المعارضة تعجيزية لا يمكن ان نقبل بها»، معربا عن «انزعاجه من غياب المنطق في الكلام السياسي»، ومشيرا الى «اننا نعيش اليوم على الصعيد السياسي كلاما وأدبيات سياسية فارغة وعقيمة». وشدد على «ان الامور معقدة والحل مقفل».

واعتبر «أنه ليس سرا ان عنصرا مهما من الازمة هو المحكمة الدولية، والمسؤولون في سورية يعيشون حالة قلق»، مشيرا الى «كلام الرئيس بشار الاسد، الذي اعلن فيه ان بلاده غير معنية بالمحكمة، لن تسمح لاي مواطن سوري بان يحاكم خارج سورية». وخلص الى التأكيد «ان سورية قادرة على تعطيل المسيرة السلامية والحوار، وهي لن تسهل الامور طالما هناك سيف مسلط فوق رأسها».

وفي المقابل هاجم الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي فريق الاكثرية، معتبرا «ان من بيده الامر والربط ومن اصبح يملك الوصاية بفضل الاكثرية الوهمية، هو الذي يعطل الحلول من وراء الستار».

وقال في كلمة القاها في طرابلس بشمال لبنان امس: «ان الفرج آت لا ريب، لكنه يحتاج الى بعض الوقت. ونحن نقول ذلك، لاننا نرى ان من بيده الامر في الوصاية محشور في العراق، وهو يحتاج الى الورقة اللبنانية في مفاوضاته مع دول الجوار، التي يحتاج الى مساعدتها في حل ازمة العراق». واضاف: «طبعا اليوم نشاهد من فريق الاكثرية الوهمية هذا التصعيد الذي لن يخيفنا، لاننا نعلم ان هذا هو المطلوب منهم الان، لانهم ـ اي من بيدهم الامر ـ بحاجة الى تغطية ما يعانونه ومن اجل استعمال كل ذلك، اوراقا في المفاوضات».

وتوقع وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ المستقيل لقاءات جديدة مباشرة وغير مباشرة بين بري والحريري، واكد «وجود الحرص لدى الرئيس بري على متابعة الحوار انطلاقا من المناعة التي بواسطتها يمكن التصدي للذين يريدون القنص على الحوار الذي هو اساس الوصول الى الحلول المتوخاة».

ودعا الى «عدم قذف هذا الحوار بالسلبيات لعرقلة المساعي الجارية للوصول الى حل للازمة، خصوصا ان الاجواء لدى الرئيس بري والنائب الحريري تؤكد عزمهما على ارادة استمرار الحوار».