ديالى: بساتين البرتقال ومزارع الدولة تتحول إلى معسكرات للمتشددين

مسلحون عرب وأفغان يجوبون علانية بلدات المنطقة

TT

تفيد المعلومات الواردة من بعض المناطق المتوترة أمنيا والواقعة ضمن الرقعة الجغرافية لما يعرف بـ(المثلث السني) والذي أطلق عليه من قبل معظم العراقيين تسمية (مثلث برمودا)، او مثلث الموت بسبب اختفاء غالبية من يمر في تلك المنطقة الخطرة والتي تسيطر عليها الجماعات المتشددة بإحكام، بأن البساتين الخضراء والمزارع الخاصة والعامة التي تتميز بها تلك المناطق تحولت الى معسكرات لتدريب المتشددين على غرار معسكرات تنظيم القاعدة وحركة طالبان في افغانستان.

وأشارت تقارير استخباراتية سابقة صادرة من الجيش الاميركي والحكومة العراقية، الى ان الكثير من المقاتلين العرب والعراقيين وجدوا ملاذا آمنا في هذه الاماكن التي تمتاز بكثافة اشجارها ووعورة أرضيتها، والدعم الذين يقدم اليهم من قبل بعض أبناء العشائر هناك.

ويقول سعد ابو ربيع، 56 عاما، وهو من سكنة قضاء بهرز أحد اقضية محافظة ديالى «ان الصراعات دائرة في القضاء منذ فترة طويلة بين الجماعات المتشددة التي بدأت بكسب وغالبا اجبار ابناء المدينة على الانخراط والعمل في صفوفها، وبين القوات الحكومية من جهة اخرى، مما أجبر الكثير من العوائل هناك على ترك منازلها وممتلكاتها والنزوح الى مناطق اخرى أكثر أمانا»، مشيرا الى ان الكفة في هذه المعارك والصراعات تكون في صالح الجماعات المسلحة التي تتلقى دعما كبيرا من بعض العشائر في المدينة.

وأضاف ابو ربيع أن «جزءا كبيرا من أقضية ونواحي المحافظة سيطرت عليها الجماعات المتشددة التي تنتمي للقاعدة والتنظيمات المرتبطة بها كالجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين، وأنصار السنة، وكتائب التوحيد والجهاد، وحولتها الى معسكرات لتدريب المسلحين وتدريس أفكار التشدد بسبب عدم وجود القوة العسكرية الحكومية الكافية في تلك المناطق». وكشف أبو ربيع عن وجود ملحوظ لمقاتلين عرب وأجانب، وخصوصا الأفغان في مناطق متفرقة من المحافظة، يقومون بحمل السلاح ليلا ونهارا وأمام أنظار أهالي تلك الأحياء مع غياب واضح لأي وجود عسكري او حكومي فيها.

وأكد أبو ربيع أن تلك الجماعات والأفراد الأجانب قاموا بفرض قيود على استخدام شبكة الانترنت وتسلم البث التلفزيوني الفضائي واستخدام الهاتف الجوال ومنعوا النساء من السير في الشوارع من دون لبس الخمار.