غيلاني يتأسف للأميركيين لمشاركته في تفجير سفارة واشنطن في دار السلام

TT

قدم التنزاني المعتقل في غوانتانامو أحمد خلفان غيلاني، اعتذاره، وأعرب عن أسفه على مساعدته لأولئك الذين نفذوا الاعتداء على السفارة الأميركية في دار السلام عام 1998. وأقر غيلاني بدوره في شراء المتفجرات التي استعملت في الاعتداء، لكنه اكد مع ذلك انه لم يكن يعلم ما كان الغرض منها بحسب نص الاعتراف، الذي نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أول من أمس.

وجاء في الاعتراف «لم أكن أعرف ماذا كانوا يفعلون، ولكني ساعدتهم». واضاف «لذلك اعتذرت من الولايات المتحدة على ما قمت به». وأوضح المعتقل امام ضباط لجنة عسكرية تولت استجوابه «انا متأسف لما حصل لتلك العائلات التي فقدت أصدقاءها واعزاء على قلبها».

وبرر غيلاني ما قام به بأنه يتبضع لغيره داخل مجموعة كان يعيش معها، لكنه ابقي على جهل، لما كان يحوكه الآخرون من مؤامرات. وقال انه كان حاضرا، عندما اشترى رجل عرف بأنه شيخ احمد سليم سويدان، السيارة التي استخدمت في الاعتداء، لكنه لم يشترها، وانه قيل له انها ستستخدم في الصومال. وأكد ان رجلا يدعى فهد محمد ارسله لشراء مادة « تي.ان.تي»، قائلا له انها صابون لغسل الأحصنة. وأضاف «لكن الرجل الذي اعطاني اياها، قال لي انها «تي.ان.تي»، مضيفا «عندما عدت الى فهد، سألته ما الغرض من شراء «تي.ان.تي» ولماذا لم يقل لي شيئا». وتابع بحسب التقرير «فهد أجابني انها (مخصصة للاستخدام) في مناجم الماس في الصومال، وايضا لمعسكر تدريب صومالي». وأقر بأنه اشترى هاتفا جوالا، لكنه اكد انه كان مخصصا لمصري يدعى مصطفى الذي قاسمه اياه. وطالب غيلاني باستدعاء خلفان خميس محمد المسجون في الولايات المتحدة، للادلاء بشهادته. لكن رئيس المحكمة اعلن رفضه لهذا الطلب. واعترف أيضا بأنه توجه بعد الاعتداء الى افغانستان، حيث تلقى تدريبا على المتفجرات في معسكر للقاعدة. وكان اعتقل في 25 يوليو (تموز) 2004 في باكستان، حيث كان يعيش في منزل أحد اقارب خالد شيخ محمد الرأس المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتبمر (ايلول)، على الولايات المتحدة.

يذكر أن غيلاني هو أحد 14 مشتبها فيهم، نقلوا الى غوانتانامو في سبتمبر، بعد ان احتجزتهم وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي ايه) سرا عدة اعوام. ومثل تسعة منهم امام لجنة عسكرية تدرس وضعهم كـ«مقاتلين اعداء». وبحسب محضر ملخص للتهم التي عرضت اثناء جلسة الاستجواب، يتهم غيلاني بأنه اشترى المتفجرات والشاحنة التي استخدمت في الاعتداء على السفارة الاميركية في دار السلام، في السابع من اغسطس (آب) 1998.

كما يتهم بأنه كان في السيارة التي استخدمت للاستطلاع في الاعتداء، وان اتصالا هاتفيا اجري مع كينيا من هاتفه الجوال قبل ساعة من وقوع الاعتداء، التي تزامن تقريبا مع الاعتداء على السفارة الأميركية في نيروبي. واعتقل غيلاني، وهو مواطن تنزاني في مطلع العقد الثالث من عمره، مع زوجته وخمسة اشخاص آخرين يشتبه في انتمائهم الى شبكة القاعدة، بعد عملية مشتركة بين اجهزة الاستخبارات الباكستانية والأميركية، وعقب تبادل لإطلاق النار استمر عشر ساعات بمدينة غوجرات، التي تبعد حوالي 125 ميلا الى الجنوب من اسلام اباد، في منتصف عام 2004. وورد اسم غيلاني في قائمة مكتب التحقيقات الاتحادي لأكثر   22 شخصية مطلوبة لدى السلطات الأميركية، ورصدت مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله. وتجري جلسات الاستجواب بشكل مغلق، وقد نشر البنتاغون حتى الآن ستة تقارير خاضعة للرقابة عن جلسات الاستجواب. ويتعلق التقرير السادس بجلسة استجواب محمد فريق بن امين زبير، وهو ماليزي متهم بتسليم 50 الف دولار من القاعدة، لتمويل الاعتداء على فندق ماريوت في جاكرتا في 5 أغسطس 2003، وقد قتل اثنا عشر شخصا في ذلك الاعتداء واصيب 144 بجروح. وزبير كان حاضرا الجلسة، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريح شفهي. يشار إلى أن أكثر من 200 شخص قتلوا في الهجومين المتزامنين على السفارتين الاميركية في كل من كينيا وتنزانيا عام 1998. و]غلب الضحايا كانوا من الكينيين، بينما قتل فقط 11 شخصا في الهجوم على السفارة الامريكية في دار السلام.