البوسنة: الصرب يستعدون للانفصال عبر استفتاء عام

TT

بدأ صرب البوسنة الاستعداد للانفصال عبر استفتاء عام، ووضعوا لافتات كبيرة يعلنون فيها عن تقديم طلب إلى برلمان الحكم الذاتي، الذي يسيطر عليه الصرب في بنيالوكا، (240 كيلومترا شمال سراييفو) يدعو لاجراء استفتاء على الانفصال عن البوسنة، وذلك يوم 29 مارس (آذار) الجاري.

وحملت اللافتات ولوحات الاعلانات الكبيرة التي رفعها الصرب عبارات تدعو للانفصال مثل «الاختيار لنا»، أي البقاء أو الانفصال عن البوسنة. و«نرفع أصواتنا من أجل الحرية» و«من أجل الاستفتاء» و«الانفصال عن البوسنة» و«لن نغير من شعارنا».

وكان الاتحاد الاوروبي قد طلب تغيير شعار الحكم الذاتي الذي يسيطر عليه الصرب في بنيالوكا لأنه لا يعبر عن حقيقة التعدد الإثني في المنطقة، إضافة لشعار «لنا ما لنا» و«لهم ما لهم»، أي تقسيم البوسنة على أساس الخارطة الادارية لاتفاقية دايتون، 51 في المائة للبوشناق المسلمين والكروات، و49 في المائة للصرب. وكانت جمعيات أهلية صربية قد ذكرت بأنها جمعت 50 ألف توقيع على انفصال صرب البوسنة. وتأتي هذه التحركات عقب تصريحات صدرت في بلغراد من قبل رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا، ووزير الخارجية فوك دراشكوفيتش ونائب زعيم الحزب الراديكالي الصربي، توميسلاف نيكوليتش، دعت جميعها لانفصال الصرب عن البوسنة، على غرار كوسوفو، وهو ما رفضه منسق الشؤون الاثنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والامين العام لحلف شمال الأطلسي جاب دي هوب شيفر في زيارته الأخيرة لسراييفو الاسبوع الماضي، والمبعوث الدولي إلى البوسنة كريستيان شوارتز شيلينغ، حيث أكد الجميع على أنه «لا توجد أي علاقة بين البوسنة والاوضاع في كوسوفو»، إذ أن «البوسنة دولة مستقلة عضو في الامم المتحدة وحدودها الدولية تم ضمانها في اتفاقية دايتون بتوقيع الرئيسين السابقين لصربيا وكرواتيا سلوبودان ميلوسيفيتش وفرانيو توجمان». وتأتي هذه التطورات بعد أن قرر الاتحاد الاوروبي، تخفيض عديد قواته «يوفور» في البوسنة من 6000 جندي إلى 1500 جندي، وهو ما تم بالفعل في نهاية فبراير (شباط) الماضي. ووفقا لما ذكره التلفزيون البوسني أمس، فإن مكتب قيادة العمليات العسكرية التابع لقوات يوفور سيتم غلاقه أيضا. وقال البيان «وإلى جانب حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بهما البوسنة الديمقراطية في الوقت الراهن، مثل انضمام سراييفو لبرنامج حلف شمال الأطلسي «الشراكة من أجل السلام»، دافعا قويا الاتحاد الاوروبي لتخفيض عديد قواته، وهو ما أشار إليه بيان قوات «يوفور» سالف الذكر.