الزوبعي يخرج من العناية المركزة.. و«التوافق» تنفي تورط أحد حراسه في محاولة اغتياله

السلطات تحتجز أفرادا من حماية نائب رئيس الوزراء.. و«القاعدة» تتبنى الهجوم

TT

أكد بيان رسمي حكومي، أمس، أن صحة نائب رئيس الوزراء العراقي عبد السلام الزوبعي الذي أصيب بجروح في تفجيرين أحدهما انتحاري، استهدفا مقره في بغداد اول من امس «مستقرة ولا توجد ضرورة في الوقت الحاضر لنقله الى خارج العراق لتلقي العلاج».

وكانت مصادر أمنية عراقية قد أعلنت مقتل تسعة اشخاص بينهم شقيق الزوبعي وإصابة 15 آخرين بجروح عندما اقترب انتحاري «يرتدي حزاما ناسفا من الزوبعي أثناء الصلاة» في مصلى أقيم في مقره الواقع في منطقة السكك قرب وزارة الخارجية في وسط بغداد. وأشارت الى ان «الانتحاري فجر نفسه بالتزامن مع انفجار سيارة مفخخة في المكان».

الى ذلك، قال المتحدث باسم خطة أمن بغداد العميد قاسم عطا الموسوي لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «العملية مخطط لها بعناية، وحاليا نحتجز بعض عناصر الحماية التابعين له (...) التحقيقات مستمرة معهم وتوصلنا الى بعض الخيوط التي يمكن ان توصلنا الى المنفذين». وأكد أن «حالته الصحية مستقرة. خضع لعملية جراحية بالصدر امس (اول من امس) وتم استخراج شظية ووضع في العناية المركزة بعد خروجه من العملية (...) صحته حاليا مطمئنة».

وينتمي الزوبعي، 48 عاما، الى «مؤتمر أهل العراق» بزعامة عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق، أكبر كتل العرب السنة في البرلمان (44 نائبا). وأعلن تحالف مجموعات سنية تابع لـ«تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» مسؤوليته عن الاعتداء، مهددا بالتعرض لجميع اعضاء الحكومة العراقية، وذلك في بيان نشر على موقعه الالكتروني.

وأكد مصدر في جبهة التوافق العراقية، استقرار الحالة الصحية للزوبعي. ونسبت وكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) الى الدكتور ظافر العاني عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق: «أجريت عملية جراحية للزوبعي في مستشفى ابن سينا وسط بغداد وقد تجاوز مرحلة الخطر». وأضاف: «تم نقله صباح اليوم (امس) من العناية المركزة وأصبح وضعه الصحي أكثر استقرارا». وأشار إلى أن «الحادث يشير لحجم الاختراق الكبير للمؤسسة الامنية وحماية الشخصيات»، مضيفا أنه «من الصعوبة التكهن في الوقت الحالي بالجهة التي تقف وراء الهجوم»، نافيا أن يكون المنفذ من أفراد حماية الزوبعي. من جهته، أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، أمس، ان الحكومة العراقية لن تتأثر بالاعتداء على الزوبعي. وقال نائب الرئيس العراقي خلال مؤتمر صحافي في طوكيو، حيث اختتم أمس زيارة رسمية لليابان دامت اربعة ايام «فليعلم الارهابيون اننا لن نرحل عن العراق». ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «سنواصل مسيرتنا لإرساء الديمقراطية وضمان الاستقرار في البلاد رغم الهجمات الارهابية». من ناحية ثانية، انتقد الهاشمي اصرار الديمقراطيين الاميركيين على انهاء الانسحاب الاميركي سريعا من العراق. وقال ان «عددا كبيرا من الديمقراطيين يمارسون ضغوطا على البيت الابيض لإتمام انسحاب سريع من العراق. وهذا الامر لن يخدم المصالح الاميركية ولا الغربية ولا حتى المصالح العراقية»؛ في إشارة الى قرار وافق عليه مجلس النواب اول من امس يقضي بسحب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية اغسطس (آب) 2008.

وأدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق أشرف قاضي بأقوى العبارات، محاولة اغتيال نائب رئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي. ووصف قاضي محاولة الاغتيال وحسب بيان لمكتبه أمس بـ«العمل الجبان والخسيس»، محذرا من «ان استهداف القادة السياسيين يقصد به إذكاء جذوة الانقسام وتقويض جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار في البلد». وأشار قاضي إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي التقى الزوبعي الخميس الماضي خلال زيارته المفاجئة للعراق، بعث برسالة شخصية إلى الزوبعي أدان فيها هذا الهجوم الشنيع وتمنى له الشفاء العاجل والتام.