القمة العربية تبدأ أعمالها اليوم.. تحت شعار التضامن

دبلوماسي عربي: ملف الصحراء لم يطرح على القمة ولا علاقة لغياب الملك محمد السادس بهذا الأمر * لحود يؤكد في الرياض أن الأزمة اللبنانية «سحابة صيف»

TT

يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد ظهر اليوم الأربعاء، وقائع مؤتمر القمة العربية، في نسختها التاسعة عشرة، والتي تتولى بلاده رئاستها خلال دورتها الحالية، وسط مقاطعة ليبية لها.

وبدأ قادة الدول العربية بالتوافد إلى العاصمة السعودية الرياض، منذ يوم أمس، حيث كان أول الواصلين رئيس جمهورية جزر القمر، فيما كان من ضمن الواصلين أيضا، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان في استقباله الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ومرت العلاقات السعودية السورية، إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان، في مرحلة فتور وجمود، عبَر عنها المسؤولون السعوديون والسوريون في حينه.

وسيبقى المقعد الليبي فارغا طيلة يومي القمة، نظرا لإعلان ليبيا مقاطعتها لقمة الرياض، فيما يغيب عنها على مستوى القادة، سلطان عمان، والذي سيمثله فهد بن محمود آل سعيد رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بالسلطنة.

وتأكد أمس، عدم مشاركة الملك محمد السادس العاهل المغربي في أعمال قمة الرياض، حيث سيرأس الوفد المغربي المشارك في القمة، مولاي رشيد، شقيق ملك المغرب.

وترددت أنباء أمس، على لسان مصادر عربية، أن عدم مشاركة الملك محمد السادس، تعود لحذف بند مقترح الحكم الذاتي للصحراء، من جدول أعمال القمة العربية، وهو الطلب الذي تقدم به المغرب لحشد الدعم العربي لمقترحه الرامي لمنح الصحراء الحكم الذاتي، والذي لم يتبق على إيداعه في مجلس الأمن الدولي سوى أيام قليلة.

وأمام ذلك، نفى دبلوماسي عربي قريب من هذا الملف لـ«الشرق الأوسط»، تلك الأنباء، والتي وصفها بـ«المفتعلة». وقال إن ملف الصحراء المتنازع عليه، ليس مكانه الجامعة العربية، كما أن الرباط لم تتقدم به بتاتا إلى القمة.

وسيشارك وفدان لبنانيان في أعمال القمة العربية، الأول برئاسة العماد إميل لحود رئيس الجمهورية، والآخر يترأسه فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني، ممثلا للحكومة. ووصل السنيورة اولا إلى الرياض وكان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض ثم وصل الرئيس لحود الذي استقبله ايضا الأمير سطام بن عبد العزيز.

ولا تزال الأزمة السياسية في لبنان، بين الحكومة والمعارضة، بعيدة عن أي حل واضح لها. وأكد لحود في تصريح صحافي أمس، أن الأزمة السياسية التي تمر ببلاده حاليا، ما كان يجب أن تطول وتتعقد إلى هذا الحد، معتبرا إياها «سحابة صيف عابرة، لن تمنعه طويلا من التعافي واستعادة دوره الحضاري والثقافي والسياسي»، فيما لفت إلى أن المحن الماضية التي مرت على لبنان، خير دليل على انتصار قوة الحياة على مخططات الشر والفتن والعنف.

ودعا لحود قادة الدول العربية، إلى تقديم المزيد من المساندة والتفهم، من أجل تعزيز مسيرة الوحدة الوطنية اللبنانية، والتي قال إنها تشهد في هذه المرحلة مخاضا صعبا. وستشهد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية، والتي ستعقد بعد الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا (بالتوقيت المحلي)، مشاركة كل من بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، ومواي كيباكي رئيس كينيا، الرئيس الحالي لمنظمة إيقاد، ويو ناس تورا وزير الخارجية النرويجي، والذين وصل ثلاثتهم أمس إلى الرياض.

وفي الرياض، اعتبر صائب عريقات كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية، والذي وصل أمس برفقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أن مبادرة السلام العربية، رسالة العرب للعالم أجمع، مؤكدا أن السلام هو الخيار الاستراتيجي بالنسبة للفلسطينيين. إلا انه قال إن هذا الخيار له ثمن، وهو «أن تقوم اسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 والانسحاب من القدس والأراضي السورية ومزارع شبعا».

ورأى عريقات، في المحاولات الإسرائيلية الرامية لتعديل المبادرة العربية قبل قبولها، بأنها إملاءات وليست مفاوضات، مؤملا أن تخرج قمة الرياض بالتأكيد على استمرار المساعدات المالية، لما قال إنه سيعزز صمود الشعب الفلسطيني، وكسر الحصار المفروض عليه.

وأبدى كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية، أمله، في أن تخرج لقاءات القادة العرب، باستراتيجية واضحة لما يواجه الأمة العربية من تحديات في كثير من دولها، وصولا للقدرة على مواجهتها، «بعيدا عن الشعارات التي لا طائل منها، أو التنازلات التي لا كرامة معها».

إلى ذلك، قال محمد دحلان كبير مستشار الأمن القومي الفلسطيني، أن الأمة العربية لا يكفيها أن تقدم مبادرة سياسية كما حصل في مبادرة الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002 حتى لو كان هناك إجماع عربي عليها. ورأى دحلان في تصريحات له من مقر إقامته في فندق الماريوت في الرياض، «أن من الضروري أن يكون هناك آلية للتنفيذ والتطبيق والتواصل مع المجتمع الدولي لدعم هذه المبادرة»، مشيراً إلى أن المبادرة تضع الامور في نصابها، مشددا على ضرورة أن يكون هناك آلية عربية من مجلس وزراء الخارجية العرب، وبذلك سيكون للمبادرة صدى جاد». وحول آلية ذلك أكد ان وزراء الخارجية اتفقوا أول من امس، بان يكون هناك تحرك بقيادة السعودية لوضع آلية جادة لتفعيل هذه المبادرة». وحول ما ينتظره الفلسطينيون من هذه القمة قال دحلان «نأمل والقمة تعقد في السعودية التي احتضنت مؤتمر المصالحة في مكة أن توفق في تفعيل القرارات السابقة التي لم تر النور أو جزء منها لم يطبق بجانب القرارات التي ينتظر ان تطرح اليوم على طاولة القادة، وأن تدعم حكومة الوحدة الوطنية مالياً بشكل جاد ومباشر كي تستطيع حكومة الوحدة الوطنية أن تقوم بأعبائها وتشق طريقها نحو مستقبل افضل وأن يكسر الحصار المفروض عليها حتى نضمن نجاحاً للحكومة الفلسطينية».

وذكرت انباء نشرت في اسرائيل أمس أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيبلغ القمة العربية موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ان المبادرة العربية جيدة وتشكل تحديا ويمكن ان تكون مع عدد من التحفظات اساسا لدفع عملية السلام قدما».