مؤتمر الطيران العربي:11111 حادثا إرهابيا في 2005 تدعو لإجراءات مشددة لضمان أمن النقل الجوي

الأمير سلطان: الظروف والمتغيرات على الساحة السياسية تجعل من الصعب الحكم باختفاء ظاهرة الإرهاب

TT

كشفت دراسة دولية أمنية أن حالة الاختراق الأمني التي تسببت في أحداث خطف الطائرات التي تسببت في حادثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، كانت نتيجة الاسترخاء الأمني الذي يعقب تواتر السنوات التي لا يحدث فيها حوادث خطف خطيرة، خاصة بعد فترة الهدوء التي أعقبت المواسم الساخنة لخطف الطائرات بين عامي1969 و1985.

وقال اللواء الدكتور محمد فتحي عيد، وهو عضو هيئة التدريس في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومدير عام الشؤون التعليمية في الجامعة، خلال ورقة عمل صباحية في افتتاحية جلسات مؤتمر أمن الطيران العربي الثاني المنعقد بمدينة جدة حول الإجراءات المتخذة للحد من جرائم خطف الطائرات قال اللواء عيد، إنه على الرغم من «انخفاض عدد حوادث الطائرات اعتبارا من عام 1997 إلا أن حوادث الإرهاب عامة قد زادت بل وقفزت من 651 حادثا عام 2004 إلى 11111 حادثا عام 2005 وقفز عدد القتلى من 1907 قتيلا عام 2004 إلى 14602 قتيلا عام 2006.

وتناولت المحاضرة قضية خطف الطائرات باعتبارها شكلا من أشكال الإرهاب المتفق على تعريفه وعلى مكافحته دوليا. ولكنه ليس الشكل الوحيد الذي يستهدف الطائرات أو ركابها بل هناك أفعال أخرى لا تندرج تحت المفهوم القانوني للخطف وإن كانت تستهدف تغيير مسار الطائرة أو تفجيرها في الجو أو تدميرها أو إتلافها حتى لا تتمكن من الطيران. وهذه الأفعال وغيرها مثل تدمير منشآت الملاحة الجوية ومراقبتها إذا كان من شأنها جعل سلامة الطائرة عرضة للخطر تمثل شكلا آخر من أشكال الإرهاب المتفق على تعريفه ومكافحته دوليا.

وبينت الدراسة أن سبب انخفاض عدد حوادث الطائرات بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 هو الإجراءات المشددة التي اتخذتها الدول لتأمين الطائرات والمطارات باستخدام التقنيات الحديثة ورفع مستوى أداء العنصر البشري وتقييد حرية السفر إلى دول غربية وعربية ثم تأتي بعد ذلك الاتفاقيات الدولية الصادرة في شأن مكافحة خطف الطائرات وسلامة وأمن الطيران المدني.

من جهته دعا الدكتور عبد الله كسناوي مدير أمن المطارات بوزارة الداخلية السعودية الى الاهتمام بأمن المطار الشامل وقال ان هناك ضرورة للعمل وفق منظومة متكاملة مترابطة تسير فيها الإجراءات السليمة لخدمة المسافرين جنبا إلى جنب مع الإجراءات الأمنية وتتكامل فيها الجهود لتحقيق درع حصين ضد محاولات الاختراق واستهداف أمن الطائرات. ودعا الى الاهتمام بكل ما يحيط بالمطار معالجة أوضاع المرافق الموجودة في المطار سواء بمعالجة الثغرات وحماية أسوار المطار من الاقتحام وترتيب أوضاع العمالة إلى جانب خلق منظومة متكاملة تغطي امن المطار.

وفي الجلسة المسائية للمؤتمر تحدث البروفسور مايكل ميلدي من جامعة ماكجيل بمونتريال بكندا عن 45 دقيقة غيرت مجرى أمن الطيران العالمي، في إشارة منه لأحداث 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، وقال إنها تعكس رعبا من نوع جديد «تم اختطاف أربع طائرات ذات الحجم الكبيرة والمملوءة بالوقود في الولايات المتحدة الأميركية، ليتم تنفيذ سيناريو معد مسبقا من قبل 19 شخصا، وكان بعضهم محترفا في قيادة الطائرة نحو أهداف محددة، تمثل معالم أميركية في المجال التجاري والعسكري والحكومي».

وأشار إلى أن مقتل 3 الاف شخص وجميع أفراد أطقم الطائرات المنكوبة، في أكبر كارثة من صنع الإنسان، وفرض حظر جوي لمدة ثلاثة أيام، وإعادة توجيه مئات من الطائرات إلى دولة كندا المجاورة. وخلق الحدث صدمة كبيرة في البلاد، فعلى مدى عشر سنوات لم يحدث أن اختطفت أو هوجمت طائرة نهائيا، مما جعل مفردة «الارهاب» تطرح عالميا بعد ذلك الحادث. وكان المؤتمر افتتح أعماله ليلة أول من أمس برعاية الامير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، حيث ألقى كلمته نيابة عنه الأمير فهد بن عبد الله بن محمد مساعد وزير الدفاع السعودي لشؤون الطيران المدني الذي افتتح أعماله تحت عنوان «لنعمل معا» والذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني بجدة.

وأوضح ولي العهد السعودي في كلمته أن الظروف والمتغيرات على الساحة السياسية «تجعل من الصعب علينا الحكم باختفاء ظاهرة الإرهاب وانحسار وتيرة الأعمال العدائية الموجهة ضد مصالح الطيران المدني وسلامة النقل الجوي».

ودعا الأمير سلطان بن عبد العزيز الدول والمنظمات وشركات النقل الجوي لحماية صناعة النقل الجوي من أعمال التدخل غير المشروع والى «بذل الجهود المتواصلة لتوفير الأمن والسلامة لحركة الطائرات، وحماية المطارات والمرافق الأرضية وتأمين سلامة المسافرين والعاملين بها على حد سواء». مشددا على أهمية استمرار الجهود في دعم الدراسات والبحوث العلمية المتعلقة بأمن الطيران وسلامته.

وكان المؤتمر انعقد وسط إجراءات أمنية مشدد، حيث تم استخدام نفس الوسائل والأجهزة الأمنية الحديثة التي تستخدم في المطارات، وطال التفتيش الأمتعة والحقائب بالإضافة للاشخاص عند مداخل الفندق والقاعة التي شهدت المؤتمر. فيما أقيم معرض دولي مصاحب للمؤتمر، تنافست من خلاله كبريات الشركات العالمية العاملة في مجالي الطيران والنقل الجوي.