رايس تتراجع عن بحث قضايا الحل الدائم للقضية الفلسطينية

TT

أذعنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للموقف الإسرائيلي الرافض لطرح قضايا الصراع الرئيسية مع الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقدته صباح أمس في القدس المحتلة في ختام زيارتها لإسرائيل، قالت رايس انه لم يحن بعد الوقت لاجراء مفاوضات حول «الوضع النهائي» لكنها اكدت انها اتفقت مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) على اللقاء مرة كل اسبوعين، وستشارك شخصيا في بعض هذه اللقاءات.

وأجمعت وسائل الاعلام الإسرائيلية صباح أمس على أن التغيير في موقف رايس جاء نتيجة اللقاء الذي جمعها مساء اول من امس مع اولمرت الذي رفض بغضب اقتراحها الانتقال لبحث قضايا الحل الدائم. واشارت وسائل الاعلام الإسرائيلية الى أن رايس وأولمرت اتفقا في النهاية على عدم التطرق لقضايا القدس واللاجئين والحدود الدائمة في ظل التسوية النهائية. وذكرت صحيفة «هآرتس» امس أن خلافاً نشب بين رايس وأولمرت حول هذه القضية، وأن هذا الخلاف هو الذي اجبر رايس على تأجيل عقد المؤتمر الصحافي الذي كان من المقرر ان يتم الليلة قبل الماضية الى صباح امس، مشيرة الى أن رايس قبلت في النهاية موقف أولمرت. وحسب الصحيفة فقد شدد أولمرت على مسامع رايس أن اسرائيل لا يمكنها بحال من الأحوال أن تقبل بالقفز عن المرحلة الأولى من خريطة الطريق التي تنص على وجوب قيام السلطة الفلسطينية بتفكيك حركات المقاومة ووقف العمل المسلح ضد القوات الاسرائيلية، ووضع حد للتحريض ضد الدولة العبرية. واوضح اولمرت أن أقصى ما يمكن أن يوافق على بحثه هو فكرة اقامة الدولة المؤقتة والترتيبات الأمنية المطلوبة لذلك. وصبت رايس جام غضبها على حكومة الوحدة الوطنية وقالت انها عقدت سبل التوصل الى تسوية وبل عطلت عملية السلام.

وعن اتفاق مكة، الذي تحمله مسؤولية تشكيل الحكومة، قالت «قبل فترة وقع اتفاق مكة، واعتقد أننا نرحب بجهود الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنهاء العنف والاقتتال بين الفلسطينيين، ولكن الاتفاق عقد الأمور لان تشكيل حكومة غير ممتثلة لشروط الرباعية الدولية وشروط السلام يعقد الأمور في الطريق نحو الدولة الفلسطينية». واضافت ان ابو مازن واولمرت سيبدآن بالاجتماع مرة كل اسبوعين للتقدم نحو تسوية سلمية. واشارت الى ان لقاءات أبو مازن واولمرت ستهدف الى التوصل لاتفاقات بشأن وقف اطلاق صواريخ القسام ووضع حد لتهريب السلاح الى القطاع، مقابل البحث في خطوات لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين. واستباقا لقمة الرياض التي تبدأ اعمالها اليوم طالبت رايس من الدول العربية عقد مصالحة مع إسرائيل. وقالت «هدفي أيضا عقد مصالحة عربية إسرائيلية. على الدول العربية أن تمد يدها إلى إسرائيل لتبين لإسرائيل أن لها مكانا في الشرق الأوسط» معتبرة أن هذه المصالحة ضرورية جدا لدعم المسيرة السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وهاجمت الحكومة الفلسطينية بشدة الموقف الأميركي كما عبرت عنه رايس. وقال الدكتور غازي حمد الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» إن تصريحات رايس تعكس التخبط الأميركي وعجز ادارة الرئيس جورج بوش عن اتخاذ موقف محدد من الصراع، عبر مواصلة اعطاء الانطباع المضلل بأن حكومة الوحدة هي التي تتحمل المسؤولية عن الجمود في العملية السياسية. واعتبر حمد أن الإدارة الأميركية تحاول أن تخدم الموقف الإسرائيلي الرافض لرفع الحصار، سيما في ظل تزايد مظاهر تفككه. وأشار الى أن تصريحات رايس تأتي في اطار حرص الولايات المتحدة لتضليل الرأي العام العالمي ووقف عجلة الانفتاح على حكومة الوحدة الوطنية. وتابع القول إن حديث رايس «الممجوج» عن رؤية الرئيس بوش للدولتين هو حديث مضلل، حيث أن هذه الإدارة تدفع «ضريبة كلامية» فقط من أجل هذه الرؤية، التي اكد انها غير قائمة في الواقع. وكشف حمد النقاب عن حدوث تقدم جدي في الجهود للتوصل لتسوية بشأن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط. وأضاف أن هناك تطورات كبيرة في هذا الملف مستدركاً أنه لم يتم بعد التوصل لاتفاق نهائي بشأن القضية.