قادة عرب: الأمل في قمة الرياض الخروج بموقف عربي واحد

قالوا إن حكمة واقتدار خادم الحرمين يوفران مناخا مؤاتيا لإنجاح القمة

TT

أعرب عدد من القادة والمسؤولين العرب المشاركين في أعمال قمة الرياض العربية التاسعة عشرة عن التفاؤل بأن تكون القمة تعزيزا لوحدة المواقف العربية من القضايا المختلفة ورص الصف العربي وتطوير مسيرة التضامن العربي وخدمة قضايا الأمة العربية.

وفي هذا الصدد أبدى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة عن سعادته بالمشاركة في مؤتمر القمة العربية، واعتزازه بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعبر عن ثقته بأن الحكمة والاقتدار اللذين يتحلى بهما خادم الحرمين الشريفين يوفران مناخا مواتيا لإنجاح القمة والوصول بها الى الغايات التي يتطلع اليها الجميع.

واشاد الشيخ خليفة في بيان أصدره عقب وصوله أمس للرياض بمستوى الجدية والمثابرة التي أعدت وهيأتها الحكومة السعوية لقمة الرياض والتي تمثلت في الاتصالات المكثفة التي أجرتها سواء في اطار الأسرة العربية أو مع الأطراف الاقليمية والدولية المؤثرة بهدف الوصول الى قواسم مشتركة تضمن الخروج برؤية موحدة ازاء القضايا المطروحة والوصول إلى قرارات تلقى قبولا وتفاعلا من المجتمع الدولي.

ونوه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز لاتفاق مكة بين الفصائل الفلسطينية، وعده مثلا واحدا للنجاح في الإعداد للقمة، ومساهما في إعطاء زخم لمبادرة السلام العربية التي تعكس ارادة عربية جماعية في الوصول الى سلام عادل ودائم قائم على مبادئ الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة والاتفاقات المبرمة في اطار تلك المبادئ والقرارات. واوضح «ان التجارب التي مرت بها الامة العربية أثبتت دوما أن قوتنا في تضامننا وتكاتفنا لمواجهة الأخطار التي تحدق بأمتنا بموقف عربي موحد».

وقال الشيخ خليفة في بيانه «اننا ونحن ندرك خطورة المرحلة التي تعقد في ظلها القمة العربية وحجم التحديات التي تواجهها نجد أننا أمام استحقاقات لا يجوز تأجيل البت بها أو التهاون في التعاطي معها، فالوضع القائم في العراق يتطلب وقفة عربية جادة لمساعدة هذا القطر الشقيق في استعادة أمنه واستقراره وبما يحفظ سيادته ووحدته، كما أن مراوحة الأزمة السياسية الحالية في لبنان الشقيق من شأنها تعريض الأمن والاستقرار فيه الى مخاطر جمة، وما ينطبق على العراق ولبنان ينطبق على اماكن توتر أخرى في العالم العربي».

واكد الشيخ خليفة بن زايد أنه بالنظر الى جدول أعمال القمة من زاوية التوترات والتحديات التي تواجهها هذه القمة «يجب أن لا يحجب الامكانات الواعدة التي تتوفر للأمة العربية» معربا عن ثقته بأن «القادة العرب حريصون على جعل هذه القمة نقطة ارتكاز جديدة ومنعطفا هاما في العمل العربي المشترك».

فيما أشاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين من جانبه بالجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وحكومته لإنجاح أعمال المؤتمر، وأعرب في بيان صحافي لدى وصوله الى الرياض عن أمله في أن تفضي القمة العربية إلى موقف عربي موحد تجاه كل ما يواجه الامة العربية من تحديات، مؤكدا أن العمل مكثف لحشد الدعم والتأييد لمبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002 .

وعبر العاهل البحريني عن أمله في دفع عملية السلام واستئنافها بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي استنادا إلى مبادرة السلام العربية التي يمكن من خلالها توفير مظلة السلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتتعايش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل، وشدد على ضرورة قيام القمة العربية باتخاذ خطوات ملموسة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد أهمية استمرار المباحثات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني للوصول إلى صيغة تؤدي إلى السلام المنشود، داعيا إلى أهمية احترام التعهدات والاتفاقات الخاصة بعملية السلام، وأعرب في بيانه عن الامل في تعزيز وحدة الصف الفلسطيني بعد إعلان تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة تنفيذا لبنود اتفاق مكة الذي وقع برعاية خادم الحرمين الشريفين، مؤكدا ضرورة معالجة عملية السلام لجميع المسارات بما فيها المساران السوري واللبناني لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى تضامن مملكة البحرين مع لبنان لأجل تعزيز وحدته واستقلاله.

وحول الوضع في العراق أكد حرص البحرين على بذل القمة العربية مزيدا من الجهود لتمكين الشعب العراقي من تأكيد سيادة العراق الوطنية ووحدته واستقلاله ومساعدته في تجاوز الصعوبات التي تعترض مسيرته، معربا عن أمله في نجاح جهود الحوار الوطني التي تبذلها حكومته ليتمكن العراق من استعادة دوره العربي الفاعل لينعم بالامن والاستقرار والسلام.

من جانبه قال السيد فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان، في بيان صحافي أمس، «نأمل ان يتوصل اللقاء الى خطوات ايجابية على صعيد التعاون المشترك بين الاسرة العربية تحقيقا لطموحات المواطن العربي في العيش الكريم على ارضه بعيدا عن الصراعات التي القت بظلالها على المنطقة»، وقال «نظرا لطبيعة التحديات التي تواجهها دول المنطقة فانه يستوجب اجراء تقييم شامل لمسبباتها والعمل على ايجاد الوسائل الناجحة للتعامل معها والحد من تفاقمها وصولا الى تحقيق متطلبات الامن والسلام والتآلف والتآخي بين الشعوب كأحد المرتكزات الاساسية للنهوض بمجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإعادة الإعمار للدول المتأثرة بمسار الاحداث التي تشهدها الساحة الاقليمية».

من جانبه نوه الرئيس اللبناني العماد إميل لحود بسعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته إلى لم الشمل العربي وتحقيق أقصى درجات التعاون والشراكة المصيرية بين أبناء الأمة العربية الواحدة.

وأوضح لحود في بيان صحافي أصدره لدى وصوله أمس الى الرياض للمشاركة في أعمال القمة العربية، أن القمة تنعقد وسط تحديات تواجهها المنطقة العربية سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان، مؤكدا أن هذه الظروف «تدعو قادة العرب الى بذل كافة الجهود والإمكانات من أجل رص الصف العربي وعدم تمكين الفتن والمؤامرات من الإمعان في تشتيت وإضعاف وتهميش الدور العربي في المنطقة والعالم».

وطالب بدعم لبنان «كي يبقى قويا ويتعافى اقتصاده من جديد وتتخطى مؤسساته السياسية أزمتها الراهنة ليسير مجددا على طريق الازدهار والنهوض والإشعاع».

وأعرب الرئيس اللبناني عن شكره لجميع الدول العربية التي دعمت وساندت لبنان سياسيا واقتصاديا منذ حرب اسرائيل الأخيرة وخاصة المملكة العربية السعودية.

إلى ذلك، أعرب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر عن تحياته والشعب القطري لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وللشعب السعودي التقدم والرفعة والازدهار.