سكان البصرة يخشون من تحول مدينتهم إلى ميدان مواجهة عسكرية بين بريطانيا وإيران

TT

أثارت الأنباء التي تناقلها صيادو شط العرب والخليج العربي في محافظة البصرة، أمس، عن تحركات لقطع عسكرية بحرية بريطانية في المنطقة، حفيظة الشارع بالمحافظة الذي أكد رفضه تحويل أراضي ومياه المدينة إلى ساحة مواجهة مرتقبة بين القوتين البريطانية والإيرانية.

وأكد عدد من مواطني المحافظة لـ«الشرق الأوسط» إن تعزيز القوات البريطانية لقطعها البحرية وإبعاد الصيادين عن مناطق الصيد في الخليج العربي، يوحي بالاستعداد لتهيئة ساحة للعمليات العسكرية في جنوب المحافظة على خلفية قيام القوات الإيرانية باحتجاز خمسة عشر بحارا بريطانيا الخميس الماضي.

وقال أحمد العاشور (موظف) «إن استخدام المياه والأراضي العراقية في البصرة من قبل القوات البريطانية في عملية عسكرية ضد جمهورية إيران الإسلامية، هو عمل مرفوض ليس من قبل أهل البصرة فحسب بل من جميع العراقيين». وأضاف «إن أية مواجهة بريطانية ـ إيرانية ستجر العراق إلى حرب نحن في غنى عنها، بل ستجلب لنا المزيد من ويلات الحروب».

وشدد غالب خزعل (صحافي) «على أن البصرة يكفيها جروحها التي لا زالت مثخنة بها جراء الحروب السابقة ابتداء من حرب الخليج الأولى عام 1980 ومرورا بغزو الكويت واجتياح قوات التحالف لها مرتين بعد تحولها الى ساحة للعمليات في حروب الخليج الثلاث، وحتى العنف الطائفي الذي ما زال مستمرا بها». وقال «ان من المؤكد عند قيام القوات البريطانية بأي عمل عسكري ضد إيران ستقوم القوات الإيرانية بالرد، ومن ضمن الأهداف المرشحة للضربة الإيرانية القواعد البريطانية في البصرة والتي يقع بعضها داخل أحياء سكنية مكتظة بالسكان، مما يلحق بأهالي المدينة خسائر جمة هم لا ناقة لهم فيها ولا جمل».

وأوضح محمد كاظم الجوراني (مترجم) أن القوات البريطانية «تسعى لضرب إيران بغية إزالة العار الذي لحقها جراء خنوع بحارتها الخمسة عشر وعدم مقاومتهم للبحرية الإيرانية، وخاصة بعد إعلان الجنرال إيريك هورنر الذي عمل ضمن القيادة المشتركة للقوات الأميركية والبريطانية في العراق، أن القوات الأميركية كانت سترد في شكل مختلف عن القوات البريطانية وستطلق الرصاص على الحرس الثوري لو حصل وتعرض جنود أميركيون لعملية احتجاز من جانب الإيرانيين...».

وأكد منهل معلا (عسكري متقاعد) أن «استحواذ أزمة الرهائن في إيران على أذهان الرأي العام في بريطانيا، وضع حكومة توني بلير تحت ضغط شديد، ولاسيما عقب الرد الإيراني الرافض لدعوته من أجل إطلاق المحتجزين واتهام طهران لهم بالتجسس.