غوانتانامو: توقع عقوبة «مخففة» على الأسترالي هيكس بعد اعترافه بالإرهاب

TT

اختار الاسترالي ديفيد هيكس الاعتراف بدعم الإرهاب امام محكمة عسكرية استثنائية في قاعدة غوانتانامو بعد خمس سنوات على اعتقاله في افغانستان. فقد وقف هيكس ،31 عاما، اول من امس، متجهم الوجه ويداه مكبلتان الى جانب محاميه العسكري الذي اعلن قرار موكله بالاعتراف بتهمة تقديم «دعم مادي للارهاب». وكان متوقعاً ان يعلن مساء امس عن العقوبة التي اقرتها المحكمة بحق هيكس. وبموجب اتفاق دبلوماسي قائم منذ فترة طويلة فان هيكس سيقضي عقوبته في استراليا.

واشار الادعاء مسبقاً الى انه لن يطلب انزال عقوبة السجن المؤبد. وقال الكولونيل موريس ديفيس رئيس هيئة الادعاء ان السنوات الخمس التي امضاها هيكس في غوانتانامو واعترافه بذنبه قد تكون عوامل مخففة تؤخذ بالاعتبار في تحديد الحكم عليه. لكنه نفى ان يكون هناك صفقة وراء قرار هيكس، وقال «ما كنت لأصفها هكذا بل ان المتهم اختار الاعتراف بذنبه بتهمة معينة».

وكان الادعاء اعتبر ان هيكس مدرب الخيل سابقا والذي اعتنق الاسلام، كان يتوق لان يصبح مجاهدا وقد تدرب مع تنظيم القاعدة فيما تحدثت عائلته عن توتره في صغره. وقد اصبحت قضية هيكس من اهم المواضيع السياسية في استراليا. فبينما رحبت الحكومة المحافظة التي ضغطت على واشنطن للاسراع بمحاكمة مواطنها، بقرار ديفيد هيكس لكنها عبرت عن اسفها لتأخر الاجراءات الاميركية، رأت المعارضة في ذلك «خطوة يائس».

وعبر وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر عن ارتياحه قائلا «ان هذه القصة تأتي على نهايتها من اجل خير الجميع». كما رحب رئيس الوزراء المحافظ جون هاورد بالنبأ لكنه اسف لبطء الاجراءات الاميركية، وقال «اعتبرنا دوما ان هيكس يجب محاكمته لكن مدة العملية اقلقتنا على الدوام».

يشار الى ان هيكس الملقب بـ«طالبان الاسترالي» معتقل في قاعدة غوانتانامو منذ يناير (كانون الثاني) 2002. وهو اول معتقل يمثل امام المحكمة العسكرية الاستثنائية التي انشأها الكونغرس العام الماضي لمحاكمة «المقاتلين الاعداء» بعد إلغاء المحكمة العليا الصيغة السابقة التي عرضتها ادارة الرئيس جورج بوش. وقال داونر «لدينا اتفاق مع الاميركيين يتيح (لهيكس) تمضية ما تبقى من عقوبته في سجن استرالي».

واعترف هيكس بتهمة تقديم دعم لمنظمة ارهابية لكنه نفى تهمة التآمر لارتكاب جرائم اخرى كما قال محامو الدفاع. وقام هيكس بهذه الخطوة بعد ساعات من زيارة شقيقته ووالده تيري هيكس اللذين لم يرهما منذ اغسطس (آب) 2004. وقال والده في وقت سابق ان لقاءه بابنه كان مؤثرا وانه رآه بمظهر «مريع جدا».