«وفدان رسميان» لبنانيان في القمة

TT

غادر وفدان «رسميان" لبنانيان بيروت امس للمشاركة في اعمال القمة العربية الـ 19 في الرياض، حيث من المتوقع ان يتجلى الانقسام اللبناني هناك في ظل عدم الاعتراف المتبادل بأحقية تمثيل لبنان في القمة والخلاف حول مشروع القرار المتعلق بلبنان.

وقد غادر رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود عند الثانية من بعد ظهر امس الى الرياض على متن طائرة خاصة، للمشاركة في القمة العربية، يرافقه الوزيران المستقيلان فوزي صلوخ ويعقوب الصراف ومدير التشريفات في القصر الجمهوري السفير مارون حيمري والمستشار الاعلامي رفيق شلالا وقائد الحرس الجمهوري بالوكالة العميد الركن خليل مسن ووفد اداري وامني واعلامي مؤلف من 70 شخصاً.

وكان سبقه عند الواحدة إلا ربعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يرافقه وزير الاقتصاد سامي حداد ومسؤول المراسم في رئاسة الوزراء السفير رامز دمشقية. وانضم اليهم في الرياض وزير الخارجية بالوكالة طارق متري.

وكان في استقبال الرئيس السنيورة في مطار قاعدة الرياض العسكرية، نائب امير منطقة الرياض، الامير سطام بن عبد العزيز، وسفير المملكة لدى لبنان عبد العزيز خوجة وامين عام وزارة الخارجية السفير هشام دمشقية والقائم بالاعمال اللبناني في السعودية زياد عيتاني وعدد من اركان السفارة.

وعلى الفور، انتقل الرئيس السنيورة الى مقر اقامته في قصر المؤتمرات حيث ادلى بتصريح (وزع نصه في بيروت) قال فيه: «ان مشاركة رئيس وزراء لبنان هي مشاركة طبيعية جدا، ففي كل مؤتمرات القمة العربية التي كانت تعقد على مدى كل السنوات الماضية كان يشارك فيها كل رؤساء الوزراء. وكنا نتمنى ان يكون لبنان ممثلا بوفد واحد، لكن الظروف يبدو انها لن تسمح. وتلك الظروف يعرفها كل اللبنانيين». واضاف: «الان وصلنا الى المملكة العربية السعودية. ونحن كلنا امل في ان تكون لهذه القمة نتائج كبيرة، ان شاء الله، على الصعيد العربي ومنها لبنان. وكلنا نعلم مقدار المسائل والقضايا الشائكة التي تعاني منها امتنا ومناطق كثيرة من العالم العربي. وشعبنا العربي ينتظر من الملوك والرؤساء العرب ان يقوموا، ان شاء الله، بخطوات تنعكس على القضايا الاساسية التي نشكو منها جميعا».

وسئل السنيورة عن ملاحظات الرئيس لحود على ما تضمنته الورقة اللبنانية، فاجاب: «اعتقد ان الموقف التضامني مع لبنان ليس امرا حصل البارحة، بل كلنا نعلم انه كان نتيجة الاجتماع الذي حصل في القاهرة قبل اكثر من ثلاثة اسابيع... وكان ينبغي ان تكون الملاحظات على هذه الافكار في ذلك الوقت فلماذا تأخر الى اليوم؟ كل هذه الملاحظات نجدها نابعة من موقف اتخذه فخامة الرئيس بشأن موقفه من الحكومة التي يعتبرها غير موجودة».

واعتبر ان «المسائل التي تواجهنا كبيرة جدا. ويجب ان نرتفع الى المستوى الذي تحتاجه منا امتنا والقضايا العربية الكبرى... واعتقد ان هناك جهدا عربيا مستمرا بالمساعي الخيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية. واعتقد ان هذا سيأخذنا، ان شاء الله، الى العودة الى كلمة سواء بحيث يكون اللبنانيون جميعا قادرين على ان يتعاملوا سوية ويجلسوا سوية ويقروا بأمر اساسي انه ما من طريق آخر غير طريق الحوار المؤدي الى بحث جميع هواجسنا. وحتى موضوع المحكمة يجب ان يكون امرا يتفق عليه اللبنانيون ولا يختلفون حوله، فاهمية المحكمة ليست فقط في معرفة الذين ارتكبوا هذه الجرائم النكراء منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وبعد ذلك كل المراحل، بل ان اللبنانيين متفقون على ضرورة حماية حرياتهم وديمقراطياتهم».

وسئل السنيورة اذا كان سيكون له رد خلال الجلسات المغلقة اذا طرح موضوع التعديلات على الورقة اللبنانية، فاجاب: «لماذا نحاول استباق الامور. نحن نريد ان نؤكد دائما على ضرورة التوصل الى موقف عربي جامع من كل القضايا ويجب دائما ان نتفاءل بالخير».

وسئل: اذا حاول جلالة الملك عبد الله جمعك بالرئيس اميل لحود فهل تلتقي به؟ فاجاب: «أساسا في المرة الاخيرة كنت انا من بادر الى الاتصال به، فعندما عدت من باريس بعد مؤتمر باريس ـ 3 بادرت للاتصال بفخامة الرئيس. وبالتالي ليس هناك من مانع سوى ما قام به فخامته من انه يعتبر هذه الحكومة غير موجودة. واعتقد انه يجب ان نعود الى حقيقة ان هذه الحكومة موجودة وعليها ان تقوم بدورها وعلينا ان نعود الى الطريق الذي يوصلنا الى معالجة القضايا بشكل بعيد عن التوتر». وعُلم ان الرئيس السنيورة سيجلس خلال الجلسة الافتتاحية في المكان المخصص لكبار الشخصيات. اما في الجلسة المغلقة فسيجلس الى جانب رئيس القمة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وامامه سيجلس امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.

وكان السنيورة، وفي اطار الاجراءات الامنية، غادر بطائرة خاصة الى قبرص. ثم تبعه الوفد المرافق الى هناك وتوجهوا جميعا في طائرة واحدة من قبرص الى الرياض.

على صعيد المواقف، نفى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ان يكون له اي دور في اعداد مشروع قرار التضامن مع لبنان الذي اقره وزراء الخارجية العرب. وقال ان الاعداد تم بين موظفي وزارة الخارجية والوزير طارق متري ورئاسة الحكومة. وان وزارة الخارجية لم ترسل منه نسخة الى رئاسة الجمهورية، بعدما وافق عليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في القاهرة». واشار الى «ان ما تضمنه مشروع القرار كان جرى تضمينه ورقات سابقة. ولكن بعض المصطلحات وبعض الكلمات المستخدمة باتت تتنافى والوضع القائم حاليا. لذلك فان التعديلات التي يطلبها رئيس الجمهورية هي من اجل موافقة اللبنانيين جميعا على هذه الورقة».

وفي رسالة وجهها الى القمة، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني القادة العرب الى «عمل مشترك لانقاذ لبنان من الاخطار التي تهدد حاضره ومستقبله وصيغته الحضارية وعيشه المشترك بين المسلمين والمسيحيين بسبب التدخلات الخارجية التي تحاول ان تستقطب لبنان الى صراعاتها الدولية والمحلية». واسف الرئيس السابق امين الجميل امس «لما يحصل في القمة العربية في الرياض، خصوصا في ما يتعلق بالوفد اللبناني». ورأى انه «كان من الافضل تشكيل وفد لبناني مشترك»، رافضا استثناء الحكومة واعتبارها غير دستورية. واشار الى «ان الوزراء المستقيلين يتقاضون رواتبهم على اساس انهم وزراء. والبعض منهم يمارس صلاحياته ويوقع على معاملات رسمية. فكيف نطالب بالشيء وبعكسه؟».

ورأى الجميل ان عودة الامين العام لجامعة الدول العربية الى لبنان «تقتضي حدا ادنى من ترتيب الوضع الداخلي والتفاهم على ضرورة الوصول الى حل. نحن امام مأزق لاسيما في ما يتعلق بأحد بنود التفاوض وهو المحكمة الدولية» لافتا الى الموقف السوري الاخير «العلني والرسمي بأن سورية لن تتجاوب مع المحكمة ذات الطابع الدولي اذا ما تشكلت ولن تبعث برعايا سوريين للمثول امام هذه المحكمة، ما يعني ان سورية تعلن مسبقا امتناعها عن اي تعاون مع المحكمة الدولية».