موسى: نحن في مفترق طرق.. فإما سلام حقيقي مقبول أو تزايد التوتر

قال إن العرب أعدوا أنفسهم للدخول في عملية سلام وأكد أن الوضع العراقي بحاجة لحل سياسي

TT

دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اسرائيل أمس للقبول بمبادرة السلام العربية بدلا من أن تطلب اجراء تعديلات فيها.

وقال موسى للقادة العرب ان رد الاسرائيليين كان طلب اجراء تعديلات على المبادرة. وأضاف مخاطبا الاسرائيليين ان عليهم القبول بها أولا، وتابع قوله بان المنطقة على مفترق طرق فاما التحرك قدما نحو سلام حقيقي أو تصعيد للموقف.

وأكد أن انعقاد القمة العربية التاسعة عشرة في رياض المملكة العربية السعودية وعلى أرضها المباركة يسجل رسالة ذات دلالة في أن الانعقاد السنوي المنتظم للقمة العربية أصبح آلية راسخة في إدارة العمل العربي المشترك منذ إقرارها في القاهرة عام 2000 ، وهنأ المملكة وخادم الحرمين الشريفين على رئاسة هذه القمة.

وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كما عرفناه ونعرفه قادر بحكمته وأصالة خصاله وثبات مواقفه على الريادة الواعية في المسيرة وعلى استنهاض الهمم وشحذ العزائم ازاء تحد واضح لكيان بل لكينونة هذه الأمة.

وعبر عن التقدير للرئيس عمر حسن احمد البشير رئيس جمهورية السودان رئيس الدورة السابقة على جهوده المميزة وادارته النشطة منذ تولي رئاسة أعمال القمة العربية في العام السياسي العربي المنصرم وعد استمرار النزاع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية لب الاضطراب واساس التوتر في المنطقة على اتساعها فيما يتعلق بالوضع الاستراتيجي في المنطقة.

ورأى ان ذلك يستوجب ازاء انحياز سياسات دولية مؤثرة الى سياسة اسرائيلية ممعنة في تحدي فرص السلام العادل والشامل الذي تسبب في شل عملية السلام اعادة النظر في هذه السياسة اذا كان للشرق الاوسط ان يستقر وللسلام ان يقوم.

وأضاف ان غياب الوساطة الامينة أضرت ضررا بالغا في الفرص المتاحة لاحداث نقلة نوعية في المنطقة ومع ذلك فاننا نتابع حركة دبلوماسية نرجو ان تكون متوجة لاستئناف عملية السلام، ومن ثم نرجو لها النجاح خاصة اننا في سباق حازم مع الزمن مع استمرار الممارسات الاسرائيلية في تغيير الوضع الجغرافي والديموغرافي في الاراضي العربية المحتلة.

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية في تقريره عن امله في أن تكون تلك الحركة الدبلوماسية ذات بركة وبدون دوائر مغلقة حتى لا نجد انفسنا بعد فترة في نفس المربع ونكون قد اتحنا للسياسة الاسرائيلية الوقت الذي تحتاجه لفرض امر واقع جديد في الاراضي المحتلة ليحتج علينا به سواء في القدس او ما حولها أو في الاراضي المحتلة بشكل عام.

وأكد ان العرب اعدوا انفسهم للدخول في عملية سلام تنهي النزاع العربي الاسرائيلي وتشهد التطورات في الاسابيع الماضية بذلك وعلى رأس ما حققه العرب يأتي اتفاق مكة الذي تم برعاية من خادم الحرمين الشريفين في اطار مواجهة موقف خطير تتعرض له المنطقة.

وربط هذا الاعداد بالاتفاق الفلسطيني على قيام حكومة الوحدة الوطنية متمنيا لها التوفيق في دفع العمل الفلسطيني نحو تحقيق السلام العادل في اطار المبادرة العربية للسلام.

ووجه التحية للدول التي اتخذت قرارها الصائب بالاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة والتعامل معها وعلى رأسها حكومة النرويج. وطالب بوقف الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني، واصفا هذا الحصار بأنه غير عادل ولا يخدم إلا اهداف الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف ان هدف العرب واضح ومسجل في مبادرة السلام التي تلزم كل العرب وتشكل اطار قبولهم والشروط اللازمة للسلام الشامل معهم بما يتطلب انتهاء الاحتلال العسكري في الاراضي الفلسطينية والجولان السورية وشبعا اللبنانية وقيام العلاقات المستقبلية مع اسرائيل تحت ظروف السلام الشامل وقيام الدولة الفلسطينية الحقيقية. وتابع عمرو موسى قائلا اذا كانت السياسة الاسرائيلية تريد من العرب ان يعدلوا مبادرتهم لتشكل في النهاية تنازلات عربية من دون مقابل وترتب حقوقا لاسرائيل من دون التزامات وذلك بعد اقتراح استبعاد عنصري الارض والبشر والتركيز على طلب التطبيع.

ودعا الاسرائيليين الى ميدان التفاوض للوصول الى حل عادل ومقبول من الجميع يتماشى مع صحيح القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام.

وأضاف اننا في مفترق طرق فاما ان نتحرك نحو سلام حقيقي مقبول.. نحن جاهزون له.. او استمرار بل تزايد وضع التوتر الاقصى والكثيرون جاهزون له. واكد أن الموقف العربي تجاه قضية العراق منذ سقوط النظام السابق واضح ويتمثل في مساعدة العراق الجديد على عبور الازمة الضخمة التي كانت واضحة انها في سبيلها الى الظهور فور وقوع الحرب عام 2003 .

وقال ان الوضع في العراق بحاجة الى حل سياسي وليس الى معالجة امنية فقط محذرا في الوقت نفسه من مغبة الاستمرار في الانقسام والصدام في العراق بين طوائفه والسياسات التي تعمل على تأجيجه أو استثماره والتي يمكن ان تشعل حريقا اقليميا هائلا لن يخرج أحد منه منتصرا.

وقال من هنا كان القرار العربي الاستراتيجي بان انقاذ العراق مسؤولية وطنية عراقية في المقام الأول ونحن نتابع باهتمام السياسة التي تبدو بازغة للتواصل مع مختلف القوى السياسية العراقية من دون استثناء.. ان انقاذ العراق مسؤولية وطنية عراقية وفي الوقت نفسه مسؤولية عربية مثلما هي مسؤولية دول الجوار بمساعدة العراق للوصول إلى شاطئ السلام.. ومسؤولية دولية كذلك لتحقيق هذا الهدف.

ولخص الحل في العراق بانه يكمن في التوصل الى تفهم عام يحمي مستقبل العراق الواحد الحر ويطلقه نحو آفاق أرحب على قاعدة من الديمقراطية الحقيقية والبعد الطائفية والمذهبية في ظل الدستور الذي توافق عليه ويحتمي به الجميع. وبين موسى أن موقف الجامعة العربية واضح في قراراتها والتي من آخرها القرار المطروح امام هذه القمة والمرفوع من مجلس وزراء الخارجية بالمعايير التي يتطلبها حل الموقف، معربا عن استعداد الجامعة إلى استئناف مؤتمر المصالحة الجامع الذي عقد في رحاب الجامعة في نوفمبر 2005 .

وفيما يخص الوضع في لبنان قال موسى إن الوضع يبقى رهنا للتوافق بين زعمائه للتوازن بين مطالبهم واستحقاقاتهم.. وسوف نستمر في مساعينا العربية لتحقيق ذلك على اساس المقترحات التي قدمتها الجامعة العربية وامكانيات تطويرها والمساعي التي تبذلها السعودية والدول العربية المعنية وصولا إلى قرار المحكمة وكشف الحقيقة في الجريمة الكبرى التي أودت بحياة الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وهذا مطلب عادل وكذلك الى حكومة الوحدة الوطنية لتقود البلاد وسط العواصف التي يتعرض لها لبنان حاليا .. هذا مطلب وطني بالاضافة الى تمهيد الطريق للاستحقاقات الانتخابية القادمة رئاسية أو برلمانية.

وحول ازمة دارفور بين موسى أن الوضع محكوم بالاسراع في اطلاق العملية السياسية وتوسيع قاعدة اتفاق أبوجا للسلام في دارفور ليلتحق به غير الموقعين عليه وكذلك تحقيق التعاون بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وحكومة السودان فيما يتعلق بالنهج الخاص بنشر قوى حفظ السلام طبقا لما تم الاتفاق عليه في أديس ابابا.

وشدد على أهمية تضافر البعد التنموي مع الجانب السياسي في معالجة قضية دارفور والعمل على سرعة عقد مؤتمر الحوار بين أهل دارفور وتفعيل صناديق التنمية والتعويض واحتضان الدارفوريين في مؤسسات الحكم الاتحادي وتجنب الميل الذي استشرى نحو اتخاذ طريق العقوبات والقسر وسيلة لفرض حلول تؤدي الى اثارة الاطراف ضد بعضها البعض والى تعقيد الموقف، وقال إن التفاهم بين اطراف النزاع أساس مهم للوصول الى حلول دائمة ومستقرة وقد سرني كثيرا أن ارى الأمين العام الجديد للأمم المتحدة متفهما لأعباء قضية دارفور ولأهمية الوصول الى تفاهم بشأنها بين الاطراف الثلاثة الرئيسية الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وحكومة السودان، اضافة الى تمكين المنظمات الانسانية من اداء عملها الانساني المهم والمطلوب واهمية تركيز هذه المنظمات على مهمتها العظيمة هذه من دون تدخل في الموقف السياسي.

وتحدث عن المحور التنموي مبرزا الحركة الإيجابية في إطار منطقة التجارة الحركة العربية الكبرى. وأبان موسى أن التعاون العربي تلقى دفعة كبيرة بالمبادرة المصرية الكويتية المطروحة على هذه القمة والتي تقترح عقد قمة عربية تخصص للمسائل الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بهدف بلورة برامج وآليات عملية تعزيز وتفعيل الاستراتيجيات التنموية العربية لتكون لها عوائد سريعة ومباشرة للوطن العربي وتعزيز التكامل والاندماج الاقتصادي بين الدول العربية.

واقترح ان يكلف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة بعملية الاعداد لهذه القمة.

وأوضح في تقريره انه تم تنفيذ ما قررته القمة الثامنة عشرة في الخرطوم بشأن التعليم وتحديثه، مشيرا إلى انه سيقدم تقريرا لمحصلة العمل في هذا الشأن.

واوضح ان العمل يسير على قدم وساق لتنفيذ ما تناولته وثائق الاصلاح في قمتي تونس والجزائر، مشيدا بالخطوة الهامة التي خطتها موريتانيا نحو تحقيق وتوثيق المسار الديمقراطي داعيا الى الاهتمام بحركة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجارية في الوطن العربي.