موسى أكد توافق الجانبين اللبنانيين على تعديلات جعلت الورقة اللبنانية إلى القمة «ورقة واحدة»

مصادر دبلوماسية عربية تحدثت عن مساع سعودية لجمع الأسد والسنيورة

TT

تكثفت الاتصالات في الرياض لإيجاد توافق حول بنود ورقة «التضامن مع الجمهورية اللبنانية». وبعد اللقاءات التي عقدت بين اعضاء الوفد اللبناني الذي يرافق الرئيس اميل لحود ومسؤولين في الجامعة العربية تم التوافق على عقد لقاء يسبق انعقاد القمة. وهذا ما حصل، اذ تم لقاء بين الرئيس لحود ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والسفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة، خصص للبحث في الملاحظات الرئاسية على ورقة التضامن مع لبنان. وسبقت اللقاء اجتماعات مكثفة عقدها الرئيس لحود مع عدد من قادة الدول العربية شرح خلالها ملاحظاته على الورقة و«اخطار اقرارها كما هي من دون تعديلات».

من جهته، واصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لقاءاته في الرياض. وقد زار امس العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مقر اقامته. وقال، رداً على سؤال احد الصحافيين، ان المساعي التي تبذلها المملكة العربية السعودية مستمرة بشأن لبنان «لكن ليست هناك مبادرة بالمعنى الحقيقي لذلك». وافادت مصادر الوفد المرافق للحود ان سعود الفيصل استفسر خلال اللقاء مع لحود عن مضمون النقاط السبع التي هي محل اعتراض في صيغة الورقة اللبنانية، فتولى الرئيس لحود شرح ما تتضمنه هذه الورقة، معتبراً ان من شأنها «نسف القرار 1701 عبر سلخ مزارع شبعا عن السيادة اللبنانية ووضعها تحت الوصاية الدولية، ونزع سلاح المقاومة حسب ما ورد في فقرتها الرابعة» مبيناً ان هذه النقاط لم تقر في مجلس الوزراء وكانت محل تباين وخلاف وتم الاكتفاء بأخذ العلم بها. كما ان هذه النقاط لم يعتمدها مؤتمر روما.

وأوضحت المصادر التعديلات التي تم التوافق عليها خلال اللقاء. وهي في البندين الاول والثاني عبر تقديم مبدأ الدعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها على موضوع الدعم للحكومة، والتفاف الشعب اللبناني حول دولته ومؤسساته. وفي البند الخامس المتصل بدعم وتبني خطة النقاط السبع التي تقدمت بها الحكومة اللبنانية تم استبدال الصيغة لتصبح «الترحيب بخطة النقاط السبع». اما في البند الثاني عشر المتصل بالمحكمة ذات الطابع الدولي فتم التوافق على الاشارة الى «الاخذ بالاعتبار توافق اللبنانيين واعتماد الانظمة والاصول الدستورية». وفي البند السادس عشر عدم حصر الاشارة الى مساعي الامين العام للجامعة العربية والرئاسة الحالية والسابقة للقمة بالتشاور مع الدول العربية والحكومة اللبنانية، انما الاشارة الى التحرك الذي شمل جميع المؤسسات الدستورية. وقالت المصادر ان «هذه الصيغة التوافقية للتعديلات على الورقة اللبنانية تنتظر الجلسات المغلقة للتداول بها واقرارها بشكلها النهائي».

وكان مصدر حكومي لبناني قد ذكر امس ان الرئيس اللبناني اميل لحود قد طلب ادخال تعديل على مشروع القرار المتعلق بلبنان، وذلك عبر استبدال كلمة «حكومة» في موقعين بكلمتي «دولة» و«المؤسسات الدستورية».

كما طلب لحود عدم الاشارة الى تأييد خطة «النقاط السبع» التي وضعها السنيورة إبان الحرب الإسرائيلية الاخيرة في لبنان، والتي تشير الى حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية.

وبحسب مصدر دبلوماسي عربي، تمكن لحود من تعديل القرار بحيث لا يتضمن كلمة «تأييد» النقاط السبع بل يكتفى بكلمة «الترحيب» بها، فيما قال المصدر الحكومي اللبناني ان «الجامعة العربية ترغب ألا يكون هناك غالب ومغلوب عبر إدخال هذه التغييرات الصغيرة».

وفي المعلومات الرسمية انه تم خلال اللقاء «التداول في الملاحظات التي ابداها رئيس الجمهورية حول ورقة التضامن مع لبنان التي اقرها مجلس وزراء الخارجية العرب تمهيداً لرفعها الى القمة. وعرض الرئيس لحود وجهة نظره حيال النقاط التي اقترح تعديلها، مؤكداً «ان الغاية من هذه المقترحات تأمين نجاح القمة وخروجها بمواقف تعزز التضامن اللبناني حيال القضايا المتداولة في لبنان»، منوهاً بالجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذا السياق.

وبعد التداول ثم التوافق على «ادخال تعديلات على عدد من بنود الورقة بحيث تصبح اكثر تجاوباً مع توجهات اللبنانيين وخياراتهم الوطنية الثابتة».

وقد عكس موسى بعد اللقاء هذه الاجواء الايجابية بالتأكيد انه «تم التوصل الى تفاهم ومن الناحيتين». واشار الى انه تم «التحدث في اطار التوافق على ما طرح من قبل الجميع» جازماً بان «الورقة اللبنانية اصبحت ورقة واحدة».

وقبيل انعقاد القمة التقى الرئيس لحود نظيره اليمني علي عبد الله صالح بحضور الوفدين اللبناني واليمني. وشكر للرئيس اليمني الدعم الذي قدمه للبنان خلال العدوان الاسرائيلي في يوليو (تموز) الماضي والمساعدات اليمنية التي قدمت الى اللبنانيين. وقد اكد الرئيس اليمني «وقوف الشعب اليمني الى جانب الشعب اللبناني الشقيق» متمنياً «ان يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها وان يتوحدوا في مواجهة المستجدات الاقليمية والدولية».

كذلك التقى لحود والوفد المرافق امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي تمنى ان «يستعيد لبنان عافيته وقوته ويتمكن شعبه من الخروج من المحنة الراهنة اكثر تماسكاً وصلابة ووحدة» معتبراً ان «لبنان المستقر ثروة لابنائه وللعرب وللعالم». بدوره شكر لحود لأمير الكويت الدعم الذي قدمته بلاده للبنان خلال الظروف القاسية التي مر بها نتيجة العدوان الاسرائيلي.

وكان لحود التقى ليلاً في مقر اقامته في الرياض، وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حضور الوزيرين المستقيلين فوزي صلوخ ويعقوب الصراف. وتم البحث في المواضيع المدرجة على جدول اعمال القمة لاسيما الورقة اللبنانية، حيث تم التشاور في النصوص المقترحة والتعديلات المنوي ادخالها عليها. الى ذلك، افادت مصادر دبلوماسية عربية في الرياض ان الجانب السعودي سعى، منذ وصول الوفد السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد الى الرياض للمشاركة في القمة، لتأمين عقد لقاء بين الرئيس الاسد ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. وذكرت المصادر ان المسعى السعودي لتحقيق هذا الخرق الايجابي مستمر، وان الجانب السعودي يعوّل كثيراً على تحقيق هذا اللقاء باعتبار انه «سيكسر الجليد القائم حالياً بين سورية وبعض الاطراف اللبنانيين».

هذا، وواصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لقاءاته في الرياض. وقد زار امس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في مقر اقامته في مجمع قصور الدرعية، بحضور وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري ووزير الاقتصاد سامي حداد. وتركز البحث حول الوضع في لبنان والتطورات على صعيد المنطقة.

وكان السنيورة التقى صباحا في قصر المؤتمرات رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية رئيس الدولة الموريتاني العقيد علي المحمد فال بحضور الوفد اللبناني المرافق.

وقال السنيورة رداً على ما تردد عن مبادرة للملك عبد الله بن عبد العزيز ناقشها معه ومع الرئيس السوري بشار الاسد: «ان المساعي الخيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز مستمرة. ولكن ليس هناك من مبادرة بالمعنى الحقيقي لذلك. هناك رغبة في استمرار هذه المساعي وفي التقدم على صعيد الحوار الجاري في لبنان وتعزيزه والذي يتم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، بصفته ممثلا للمعارضة، ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري. ويعلم الجميع مقدار ما نكنه من تقدير لهذا الجهد المبذول ونأمل استمراره. وطبيعي ان هناك مساعي خيرة تبذلها المملكة من اجل معالجة الكثير من المسائل في المنطقة والتي لها تداعيات ايجابية على الوضع اللبناني».