محامي الأصوليين من روما لـ«الشرق الاوسط»: نريد أن نطوي ملف أبو عمر المصري

قال إنه يريد أن يعرف لماذا تحول موكله إلى مشتبه فيه بعد أن كان مجنيا عليه ؟

TT

قال منتصر الزيات محامي الاسلاميين، انه يريد ان يطوي ملف موكله ابو عمر المصري إمام ميلانو رجل الدين المصري، الذي اختطفه ضباط المخابرات الاميركية «سي آي ايه» قبل ترحيله إلى مصر حيث تعرض للتعذيب هناك.

وأوضح الزيات الذي وصل الى العاصمة روما امس انه بدأ في العاصمة الايطالية التحضير لقضية موكله، التي ستبدأ شهر يونيو (حزيران) المقبل. وافاد في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» انه سيذهب الى المحكمة الجنائية الايطالية اليوم من اجل الاطلاع على ملف الدعوى ضد 35 متهماً، بينهم 26 أميركيا من عملاء الاستخبارات المركزية «سي آي إيه».

وقال الزيات انه يريد ان يعرف الأسباب التي دعت الى جعل موكله ابو عمر المصري مشتبها فيه في ايطاليا بعد ان كان مجنيا عليه فقط». وأكد أنه مصر على رفع قضية تعويض ضد الحكومة الايطالية، وسيختصم فيها ايضا الاستخبارات الايطالية، مطالبا بـ 20 مليون يورو، عن الأضرار النفسية والعصبية التي لحقت بموكله من جراء تعرضه للتعذيب. وأشار الى انه سيقدم يوم الجمعة مذكرة الى المحكمة الدستورية الايطالية التي تنظر حاليا في طعن مقدم من الحكومة الايطالية يريد أن يجعل خطف موكله بمساعدة المخابرات الايطالية هو عمل من اعمال السيادة، مشيرا الى انه سيقدم طعنا بمذكرة قانونية ضد هذا الامر. الا انه كشف انه ارسل خطابا الى رئيس المحكمة الايطالية قبل مغادرته القاهرة، عرض فيه امكانية تحقيق تسوية ودية تعوض ابو عمر المصري، الذي خرج من السجن المصري في صورة حطام انسان غير قادر على العمل واعاشة اسرته. واشار الزيات محامي الاصوليين الى مصلحة مشتركة بين موكله والحكومة الايطالية لغلق هذا الملف بصورة نهائية. وقال ان المشكلة الحقيقية هي أن موكله أبو عمر ما زال ممنوعا من السفر وبالتالي لن يكون ممثلا أمام الجهات القضائية إلا من خلالنا. واوضح الزيات، سأراقب في روما ما يجري عن قرب، ونستطيع أن نقدم من الاوراق والمذكرات التي تؤيد موقفنا القانوني أمام المحكمة الدستورية. وقال «بصفة عامة موكلي أبو عمر يثق في عدالة القضاء الايطالي، وأن الاجراءات التي اتخذها القضاء الايطالي في مختلف مراحله حتى الآن مرضية وقد جرت رغم كل الضغوط التي بذلتها الحكومة الايطالية، لذلك نتصور أن الدستورية الايطالية سوف تنتصر لحقوق الانسان وكرامته التي هي أغلى من السرية أو الخصوصية التي تتمسك بها الحكومة الايطالية». يذكر ان أبا عمر، كان يعمل إماماً بأحد المساجد في مدينة ميلانو، قد تعرض للاختطاف من قبل عناصر المخابرات الاميركية والإيطالية، قبل نحو أربع سنوات، في فبراير (شباط) من العام 2003، للاشتباه في أنه على علاقة بـ«جماعة إرهابية». وقال الزيات «على الايطاليين أن يدافعوا عن كرامتهم التي امتهنها برلسكوني وسمح للاستخبارات الاميركية بخطف مواطن بريء، والقاهرة أطلقته مرتين لعدم ثبوت أي اتهامات بحقه». وجاء اختطاف رجل الدين المصري، في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الأمن الإيطالية تجري تحقيقاتها فيما إذا كان أبو عمر «متورط بالفعل في أنشطة إرهابية»، حيث عزز اختفاؤه من تلك الشبهات.