شهود عيان: ميليشيات تدعمها الشرطة ترتكب مجزرة ضحاياها عشرات المدنيين في تلعفر

بعد الصهاريج.. استخدام صواريخ مملوءة بالكلور في هجوم بالفلوجة

TT

ناشدت الجبهة التركمانية العراقية كافة الجهات الرسمية والإنسانية التدخل السريع لإيقاف ما اسمته «مجزرة» في مدينة تلعفر، الواقعة غرب الموصل في شمال العراق. واضافت الجبهة في بيان، «قامت الميليشيات وبإسناد من أجهزة الشرطة بمداهمة منازل الأهالي من أهل السنة الموجودين في حي الوحدة وحسن كوي ومفرق المحراب واقتيادهم خارج منازلهم، ومن ثم تنفيذ جريمة نكراء بحقهم، حيث بلغ عدد المغدورين، الذين تم نقلهم الى مستشفى تلعفر 40 جثة، في حين ما زالت العشرات من الجثث ملقاة في الطرقات، حيث يصعب إخلاؤها، وتقف أجهزة الدولة ساكتة وعاجزة عن معالجة الموقف».

واوضح مسؤول اعلامي في الجبهة التركمانية في تلعفر، ان قوات الجيش نزعت اسلحة عناصر الشرطة وحجمت نشاطها، وقامت باعتقال اعداد كبيرة منها ظهر أمس، لمساهتها في اسناد الميليشيات في عمليات المداهمة والاعدام، موضحا ان الكثير من العوائل في المناطق، التي تمت مداهمتها، لا تزال مفقودة، من دون معرفة هل تم اختطافها ام انها هربت من منازلها قبل وصول الميليشيات، موضحا ان عشرات الجثث لا تزال ملقاة في الشوارع.

وقال مصدر طبي في مستشفى تلعفر، لم يكشف اسمه، لـ«الشرق الاوسط» إن المستشفى استقبل 60 جثة كان اصحابها قد اعدموا رميا بالرصاص، موضحا ان المعدومين هم نساء ورجال واطفال من عوائل تلعفر السنية، مضيفا ان اعدادا كبيرة من الجثث ملقاة على الارض في ممرات المستشفى، لعدم وجود اماكن كافية، وموضحا ان جميع الجثث تحمل اثار اعيرة نارية في الرأس. ورجح مسؤولون محليون ان تكون هذه المجزرة انتقاما لما حدث اول من امس من تفجيرات في منطقة شيعية بالمدينة، ذهب ضحيتها العشرات. وقال شهود عيان ان اعدادا كبيرة من الميليشيات نزلت الى الشوارع، تساندها قوات الشرطة، بعد ان وقعت ثلاثة تفجيرات لسيارات مفخخة، اول من امس، وقامت بمداهمة منازل السنة واقتيادهم الى الشوارع وتنفيذ عمليات الاعدام بصورة علنية. وقال هشام الحمداني، رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى لـ«الشرق الاوسط»، ان مسلحين قطعوا الطريق الواصل بين مدينة الموصل وتلعفر، ومنعوا سيارات الإسعاف المحملة بالإمدادات الطبية من دخول القضاء لإسعاف ضحايا الانفجارات الثلاثة، فيما قال شهود عيان ومصادر من الجبهة التركمانية، ان عناصر الشرطة منعت وصول القتلى والجرحى، جراء هجمات الميليشيات، الى المستشفى. وتقطن تلعفر اغلبية تركمانية سنية، ويقطنها ايضا عرب سنة وشيعة وشهد عاما 2004 و2005 عمليتين عسكريتين نفذتهما القوات الاميركية والعراقية، بهدف مطاردة الملسحين، وهجر المدينة على اثر هذه العلميات اكثر من مائة الف نسمة، وبعد ذلك نشطت الميليشيات والجماعات المسلحة وبدأتا بتنفيذ هجمات مختلفة.

من ناحية ثانية، قال مصدر امني عراقي، ان هجوما شنه مسلحون «بصواريخ محملة بمادة الكلور» وسيارات مفخخة، استهدف مديرية شرطة الفلوجة، ومقرا للقوات الاميركية أمس، اسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة. ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى النقيب في الشرطة عبد الستار الجميلي قوله، ان «مسلحين هاجموا مقر قيادة شرطة الفلوجة ومقرا للقوات الاميركية من ثلاثة محاور مستخدمين صواريخ محملة بمادة الكلور وصهريجا مفخخا بالكلور واسلحة ثقيلة، ما ادى الى مقتل عنصرين من الشرطة». وتابع ان «صهريجا محملا بمادة الكلور حاول اقتحام مقر القوات الاميركية»، لكن لم يتم التأكد من وقوع ضحايا هناك. واوضح الجميلي ان مسلحين شنوا هجوما من الجهة الشمالية بواسطة اسلحة ثقيلة وقنابل يدوية فاشتبكت معهم قوة عراقية واميركية، ما اسفر عن مقتل ثلاثة منهم، وفرار الاخرين. واكد ان قوات الامن العراقية فرضت طوقا محكما حول المدينة، مانعة دخول وخروج اي شخص حتى اشعار اخر اثر الهجوم.

وقد اكد الجيش الاميركي في 17 الحالي ان مسلحين فجروا ثلاثة صهاريج تنقل مادة الكلور، وسط ارتال من السيارات وتجمعات مدنية في الانبار، ما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 350 اخرين باعراض تسمم. ووقع اثنان منها جنوب الفلوجة والاخر شمال شرق الرمادي. وتبنى مسلحو القاعدة مؤخرا تكتيك الغازات السامة، فقد شهد العام الحالي حوالي عشر هجمات بواسطة الكلور وغـازات اخرى.