مسؤول أميركي: واشنطن ستبقي على القيود المفروضة على التعاملات البنكية مع حكومة الوحدة

رافضا التعليق على ما يشاع عن دعم الولايات المتحدة لقيادي فلسطيني ذي خلفية عسكرية

TT

قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، إن القيود المفروضة على التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية حالياً ستبقى كما هي. واضاف المسؤول، الذي رافق وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في جولتها للمنطقة، أن هذه القيود ستبقى، بما في ذلك القيود المفروضة على التعاملات البنكية مع هذه الحكومة. وفي تصريحات مع عدد من مراسلي الصحف الفلسطينية، تجنب المسؤول الإجابة على سؤال يتعلق بتقارير اعلامية تحدثت عن خطط أميركية بديلة، تقضي بدعم قيادي فلسطيني ذي خلفية عسكرية، يتمتع بقوة ونفوذ في أوساط الفلسطينيين، ويكون قادرا على إقناعهم بالتوصل الى صلح وسلام مع اسرائيل والتصدي للعناصر المتطرفة. وكشف المسؤول النقاب عن أن رايس طرحت اثناء لقائها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، فكرة عقد لقاءات موسعة للجنة الرباعية بمشاركة فلسطينية اسرائيلية والرباعية العربية، كما طرحت فكرة عقد مؤتمر دولي، رافضا الافصاح عن رد اولمرت على تلك الافكار.

وحول القمة العربية في الرياض، قال المسؤول الأميركي: «إن ما يمكن اعتباره نجاحا في هذه القمة، هو ان يتم وضع آلية عملية لتطبيق مبادرة السلام العربية على أرض الواقع، وعدم الاكتفاء بالاعلان عن تبنيها وتأييدها لهذه المبادرة»، مشيرا الى أن هذه المبادرة مقبولة لدى الادارة الأميركية ولا حاجة الى إدخال أي تغيير عليها. وأضاف: «ان الأجواء الاقليمية مشجعة لتحريك العملية السلمية مع الفلسطينيين بصورة كبيرة، خاصة ان هناك استعدادا ودعما عربيا لهذا التحريك». وشدد على أن ادارته لن تفرض أي حل على الاطراف، بل ستعمل على تقريب وجهات النظر وطرح الافكار بهدف التوصل الى قاعدة مشتركة، يمكن من خلالها الانطلاق في العملية السلمية، وهذا هو هدف اللقاءات المقبلة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ورئيس وزراء اسرائيل ايهود أولمرت.

من ناحية ثانية اعتبرت الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين، أن زيارة رايس لا يمكن أن تحدث تغييراً ايجابياً في المنطقة. وفي استطلاع اجراه مركز القدس للاعلام والاتصال، أن 82% من الفلسطينيين يرون ان زيارة رايس لها دور سلبي في المنطقة. من ناحية ثانية، اتهم عاطف عدوان احد قادة حركة حماس، ووزير الدولة السابق لشؤون اللاجئين، الادارة الاميركية بانتهاج سياسة منحازة الى اسرائيل. واضاف في تصريح صحافي، «للأسف، لدى استعراض السياسة الخارجية الاميركية في المنطقة في الماضي وقبيل القمة، يظهر الانحياز الأميركي المطلق، والدور السلبي الذي تقوم به». واعتبر عدوان أن حديث رايس عن المصالحة العربية ـ الإسرائيلية يهدف للالتفاف على مبادرة السلام العربية، مشيراً الى أن المبادرة العربية مرفوضة من قبل الإسرائيليين. واضاف أن الولايات المتحدة تريد ان تكون المصالحة بديلا عن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية.

وقال حاتم عبد القادر، القيادي في حركة فتح، ان الموقف الأميركي بشكل عام يفترض ان يكون اكثر ايجابية وجدية. وأضاف «نحن مرتاحون بشكل ما لتكثيف الجهود السياسية الاميركية، لكننا نريد ان تتمخض عن انجاز سياسي يرتكز على الشرعية الدولية ورؤية الرئيس بوش».. وشدد على أن المصالحة العربية ـ الإسرائيلية يجب أن تأتي بعد قيام اسرائيل بإعادة الحقوق الوطنية، داعياً الإدارة الأميركية الى أن تكون أكثر ايجابية عند معالجتها أسباب الصراع، بحيث تعدل سبل العلاج من الأمني الى السياسي.