خاتمي: الحوار حول الملف النووي يحتاج إلى عقل.. فليمنح الله العقل للأميركيين

أكد أن حصول طهران على الطاقة النووية إرادة قومية عليا

TT

أكد محمد خاتمي الرئيس الإيراني السابق، أن حصول إيران على الطاقة النووية هو إرادة قومية ووطنية عليا، ولن يستطيع أي شخص أن يقف في طريق هذا القرار، وأشار إلى عزم إيران على الاسراع باستبدال الطاقة الحالية بطاقة نووية، مشددا على أن استخدامها سيكون مقصورا على الأغراض السلمية. وأضاف خاتمي، في محاضرة له اول من أمس حول «حوار الحضارات» بمكتبة الإسكندرية: «نحن موقعون على معاهدة حظر الأسلحة النووية، وحسب البند الرابع لهذه المعاهدة، من حقنا الحصول على هذه الطاقة، بل يجب أن نحصل على مساندة وكالة الطاقة الذرية في هذا المجال». وتساءل: إذا كانت أسلحة الدمار الشامل خطر، لماذا يسمح لإسرائيل بامتلاك ما لا يقل عن 200 رأس نووي، بينما يمنع الآخرون؟ كيف تحل هذه الإشكالية؟ وحول الأزمة الناشبة حاليا بين أميركا وإيران بشأن ملف طهران النووي، أعرب خاتمي عن أمله في أن يتم حلها بالحوار من دون الوصول إلى أزمات، وقال «طبعا الحوار يحتاج إلى أهلية وعقل.. فليمنح الله العقل للأميركيين». وأضاف خاتمي: «هناك آليات يمكن الوصول إليها من خلال المفاوضات لنزع عدم الثقة. فحتى نهاية رئاستي، كانت هناك مفاوضات لا بأس بها. لقد قلنا للأوروبيين مرارا: لا تماطلوا، ولا تسوفوا، فالوقت يمضي بسرعة، وعليكم أن تحددوا موقفكم حتى لا تسيئوا الظن الإيراني تجاهكم. وهكذا وصل الحال إلى المحطة التي نحن فيها الآن».

وأعرب خاتمي عن أسفه لحال الدول الإسلامية، التي تصنف اليوم ضمن التقسيمات العالمية، في عداد الدول النامية، قائلا :إن الدول الإسلامية لا تعيش في ظروف مناسبة في مجالات العلم والأبحاث العلمية، وإفرازها الرئيسي في عالمنا المعاصر أي التكنولوجيا». وأرجع ذلك إلى اضطرابات الفكر والعقل وسوء التفاهم. مشيرا إلى أن «البعض يلجأ للتعويض عن انعدام الفكر وما يفرز من تخلف عبر التشبه بالغرب، ويحاول البعض الآخر أن يخفي كل ذلك وراء ظواهر الدين، معرضا عن باطنه، الذي يؤكد كل التأكيد على استخدام العقل والفكر بعيدا عن مظاهر التقديس للدين وللمتدينين، التي تسيء إلى الإسلام». وحول آرائه في حوار الحضارات والثقافات، قال خاتمي «إن التطورات قدمت أرضية جديدة إضافية لضرورة إقامة مثل هذا الحوار، فقد اقترحت على الأمم المتحدة أن يكون عام 2001 عاما لحوار الحضارات، وجاءت أحداث 11 سبتمبر في نفس العام، وعلى أثر تلك الأحداث فالمتشددون في الغرب عسكروا العلاقات الدولية بحجة مكافحة الإرهاب». مضيفا «أنا أعتقد أن الأثمان الباهظة التي قدمتها البشرية في مجال الحروب الاستباقية أو العنف، الذي اجتاح العالم يجعل البشرية عطشى أكثر إلى حوار الحضارات».

وحول رؤيته للإصلاح، وهل يتحقق من خلال تحسين الواقع الاقتصادي، أم بالتفاهم بين الثقافات وحوار الحضارات، أم بالقوة قال: ان الإصلاح يجب أن يكون شاملا، لكني أعتقد أن الأولوية لإصلاح الفكر. إذا لم نصلح الفكر، لن نستطيع أن نحقق أي إصلاح، لاسيما الفكر الديني. فالإصلاح موجود على مستويات مختلفة، لأنني أعتقد أنه لا طريق للبشرية غير طريق الديمقراطية.