باريس: مواجهات في محطة قطارات تقتحم الحملة الانتخابية

تبادل الاتهامات بين معسكري ساركوزي ورويال

TT

باريس ـ ا.ف.ب: لاح شبح اضطرابات الضواحي في حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد مواجهات وقعت اول من امس في مترو باريس وادت الى تبادل اتهامات بين المرشحين الابرزين اليميني نيكولا ساركوزي، والاشتراكية سيغولين رويال.

وبعدما حمل معسكر المرشحة الاشتراكية، منافسها اليميني مسؤولية «اجواء التوتر» السائدة مندداً بادائه في وزارة الداخلية التي غادرها الاثنين الماضي، رد ساركوزي معتبرا ان اليسار اختار الوقوف الى جانب «المخالفين».

واندلعت الصدامات بعدما قام عناصر من الشرطة باعتقال شخص استخدم المترو بدون بطاقة في محطة «غار دو نور» وهي من محطات القطارات الرئيسية تعبرها خطوط قطارات كثيرة يصل بعضها بين العاصمة وضواحيها الفقيرة. وقامت مجموعات من الشبان بمناصرة الرجل المستهدف فواجهت الشرطة وحطمت واجهات محلات وآلات توزيع اوتوماتيكية. وذكرت مشاهد المشادات والمواجهات بأعمال الشغب التي هزت ضواحي المدن الفرنسية الكبرى على مدى ثلاثة اسابيع في خريف 2005 وادت الى فرض حال الطوارئ. وادت المواجهات اول من امس الى اصابة 9 اشخاص هم ثمانية من العاملين في المحطة وشرطي بجروح طفيفة، وفق ما افاد مركز الشرطة.

وطلب الرئيس جاك شيراك من وزير الداخلية الجديد فرنسوا باروان خلال مجلس الوزراء «عرض الوضع» بعد هذه الاحداث.

وقال باروان ان الرجل الذي استقل المترو بدون بطاقة مهاجر غير شرعي وهو «صاحب سوابق معروف لدى اجهزة الشرطة». واعتبرت رويال امس ان المواجهات في المحطة تثبت «فشل» اليمين في الموضوع الامني «على طول الخط» منذ 2002 وتولي ساركوزي حقيبة الداخلية. وقالت: «بالطبع يتحتم على المسافرين دفع ثمن بطاقتهم، لكن تحول عملية تدقيق بسيطة الى مواجهات عنيفة بهذا الشكل يشير الى خطأ في مكان ما».

ومن جهته قصد ساركوزي امس محطة القطارات هذه ليستقل قطارا الى ليل (شمال) واعلن هناك ان «ثمة عددا من القيم التي ينبغي فرضها مجددا، وهي قيم السلطة والاحترام». وقابل بعض الحاضرين وصول ساركوزي بالصفير والهتاف. ويشدد خصوم ساركوزي على ان الوضع في الضواحي ينطوي على خطورة كامنة وانه لا يمكن لساركوزي الذي تعارضه شريحة كبيرة من الشبان زيارة هذه المناطق خشية التعرض لحوادث. وافادت اذاعة «ار تي ال» الاسبوع الماضي ان شرطة مكافحة الشغب تلقت تعليمات بتجنب دخول الاحياء «الحساسة» لعدم اثارة شرارة يمكن ان تشعل الضواحي مجددا في خضم الحملة الانتخابية، غير ان ادارة الشرطة نفت النبأ.