إندونيسيا : ألف كرة خرسانية لسد فوهة بركان

الحمم الطينية غطت 12 قرية و 20 مصنعا وشردت 15 ألف شخص

TT

كيف يمكن السيطرة على بركان من الطين؟ اسقاط مئات من كرات خرسانية فيه.

في الاسابيع الاخيرة بدأ العمال باستخدام طريقة تم ابتكارها في معهد باندونغ للتكنولوجيا في اسقاط مئات الكرات الخرسانية من اوناش في فتحة ضخمة يطلق عليها العلماء اسم «الثقب الضخم».

ويشعر خبراء براكين الطين بالدهشة. فلم يحدث من قبل ان تمكن احد من وقف تدفق بركان من الطين، بهذه الطريقة المحلية.

إلا ان ساتريا بياكسانا وهو واحد من الجيولوجيين الثلاثة في معهد التكنولوجيا الذين صمموا الخطة، قال وهو يقف على فوهة بحيرة هائلة من الطين: لا تضحكوا.

وقال بياكسانا البالغ من العمر 42 سنة «لست عالما مجنونا يتقدم بأفكار مجنونة. ليست هذه مزحة» ويحمل بياكسانا درجة الدكتوراه في مغناطسية الصخور من جامعة ميموريال في كندا.

وقد بدأ الطين في التدفق من الارض قبل 10 اشهر عندما ثقب نفق رأسي خلال عملية البحث عن الغاز الطبيعي خزانا جوفيا على بعد 9 الاف قدم تحت الارض. ومنذ ذلك الوقت انتشر اكثر من مليار قدم مربع من الطين في مساحة تصل الى ميلين مربعين.

وقد دفن الطين 12 قرية و 20 مصنعا، بالاضافة الى الطرق وحقول الارز، وشرد 15 الف شخص. ولم يتوقف حتى الان، حيث تصل كمية الطين اليومية المتدفقة منه الى اكثر من 3.5 مليون قدم مكعب يوميا، ولا يعرف احد متى يتوقف.

واوضح بياكسانا «بعد مرور شهرين، تبين لنا انه لن يتوقف. ولذا بدأنا في محاولة التوصل الى طريقة لوقفه». والفكرة هي سد فتحة الفوهة بحوالي الف كرة خرسانية او اكثر معا مثل السلسلة من اربع كرات، اكبرها وزنها 175 رطلا.

واوضح بياكسانا ان وزنهم واحتكاكهم ببعض في نهاية النفق يمكن ان يؤدي الى ابطاء تدفق الطين. ولكن شكل الكرات سيسمح للطين بالمرور من حولها، بحيث يتجنب تجمع الضغوط التي يمكن ان تؤدي الى انفجارات في اماكن اخرى.

الا ان ريتشارد دافيز الجيولوجي في جامعة درهام في بريطانيا وخبير براكين الطين يشك في امكانية نجاح الفكرة. وقال «لا اعتقد ان تدفق الطين سيتوقف بهذه الكرات».

وقال ان الخطة يمكنها النجاح اذا كان شكل الخزان الجوفي مثل الساعة الرملية بحيث يسمح للكرات بالتجمع في نقطة ضيقة.

ورجع اختفاء الكرات وتحللها تحت ضغط من الطين الساخن. ورفض فكرة ان بعضها سينطلق مثل المدافع.

وقال ان الامر يبدو مثل «دافيد وجوليات. فأنت تلقي بهذه الكرات في هوة عمقها 700 متر وعرض فتحتها 50 مترا» الا ان المسؤولين اشاروا في الاونة الاخيرة الى انخفاض في معدلات تدفق الطين بعد اسقاط 400 كرة.

الا ان تدفق الطين من البركان لم يكن منتظما منذ بدايته. وقال بياكسانا انه من المبكر جدا معرفة اذا كانت التجربة ناجحة ام لا.

وليس العلماء وحدهم هم فقط الذين يشكون في تلك الطريقة. فقد ذكر سيرجانت سومارونو وهو جندي في مركز الفريق الاعلامي لصحيفة «جاكرتا بوست» ان قراء الغيب ذكروا ان الارواح التي تعيش في فوهة البركان ستغضب بسبب ضربها بكرات خرسانية ضخمة.

واضاف «لقد وقع انفجار الطين لان الارواح في فوهة البركان غاضبة».

وقال دافيز ان البراكين الطينية ليست بالامر الغريب. ولكن معظمها محدود ومتواضع، والعديد منها تحت قاع المحيطات وقلة منها تهدد المناطق المأهولة.