طارق عزيز: أتطلع إلى العيش في روما بعد خروجي من السجن

قال في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط» إن إعدام صدام كان أصعب لحظة في حياته

TT

«يحتفل» طارق عزيز الشهر المقبل بمرور 4 سنوات على وجوده في سجن أميركي. ولكن بعض المصادر تشير الى انه سيفرج عنه قريبا. ربما، عندما تنتهي محاكمة الأنفال ـ ولن تصبح هناك حاجة له كشاهد وسيصبح بإمكانه ترك السجن والذهاب..؟

وقد فاجأتني اجابته؛ فوزير خارجية العراق السابق يتطلع الى روما. ويشعر انه يحظى بالترحيب هناك منذ ان زار البابا وغيره من المسؤولين الايطاليين في عام 2003، قبل أقل من شهر من بداية الحرب. وقد بعثت بسلسلة من الاسئلة الى محاميه عصام الغزاوي. وقد اجاب على كل الاسئلة في اجتماع عقد الثلاثاء الماضي في بغداد. واستمر اللقاء ثلاث ساعات. وقال لي الغزاوي إن عزيز كان يبدو في وضع صحي افضل مما ظـهر عليه خلال المحاكمة. وكان حليقا، ويرتدي ملابس نظيفة. وكان سعيدا بالإجابة عن الاسئلة. وفي ما يلي نص المقابلة:

* كنت تدلي بشهادتك في محاكمات الأنفال. وربما يطلب منك الادلاء بشهادتك مرة أخرى. ما الذي تعرفه عن المواد الكيماوية؟

ـ لا أعرف أي شيء عن الكيماويات. لقد قلت ذلك منذ ان وصلت هنا. واكرر ذلك مرة اخرى.

* أربع سنوات في السجن.. عندما سلمت نفسك في ابريل (نيسان) 2003، هل كنت تتوقع ان تبقى في السجن كل تلك الفترة؟ اذا ما اعدت النظر مرة اخرى فيما فعلت هل كنت ستسلم نفسك؟

ـ نعم، كنت سأفعل ذلك مرة اخرى. لقد مرت بي لحظات صعبة للغاية هنا، ولكن فعلت ذلك لإنقاذ أسرتي. ونفذ الاميركيون جانبهم من الاتفاق وسمحوا لأسرتي بالخروج من العراق. ولذا فحتى اذا ما بقيت في السجن 15 سنة ـ سأفعل ذلك من أجل أسرتي.

* اللحظات الصعبة. ما هي أصعب لحظة في حياتك؟

ـ كان ذلك يوم إعدام صدام حسين. لقد شاهدت (الاعدام) في التلفزيون. فقد أحضروا جهاز تلفزيون هنا. ولم يقتلوا صدام فقط بل العراق! لقد قتلوا روح العراق.. لقد كان بمثابة أخ وصديق لي. لقد أحببته..

* كيف عرفت بإعدام باقي المتهمين؟

ـ سمعت من الراديو. لقد أحضروا جهاز راديو لي هنا. ولم تكن به إلا محطات قليلة. ولذا لا يمكن اختيار ما الذي تريد الاستماع اليه... نعم لقد سمعت بقطع رأس (برزان) التكريتي.

* لحظات صعبة أخرى؟

ـ بعد إعدام صدام، ظهرت أمام المحكمة. وكان القاضي في غاية الحدة معي. فقد قال لي اخرس. وآلمني ذلك كثيرا وقلت له : ما الذي يمكنك ان تفعله معي؟ انا في السجن... فكيف تعاقبني أكثر من ذلك؟

* عندما تخرج من السجن، من هو اول زعيم ستتصل به؟

ـ سأتصل برئيس اليمن أولا وأشكره على استضافة أسرتي (تقيم زوجته وواحد من أولاده في اليمن) ودعم العراقيين. كما أحترم كثيرا ملك الاردن وأمير قطر لقيامهما بنفس الشيء.

* وماذا عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك؟

ـ هو رجل جيد. وصديق. وقد حاول مساعدتي، ولكنه لم يتمكن من القيام بمزيد. نعم سأتصل به أيضا.

* هل تفكر في الحياة بعد السجن؟ الى أين ستذهب لتعيش؟ ـ سأنضم لأسرتي في عمان (ابنه وبناته يعيشون في عمان) ولكن بعد ذلك أنوي الإقامة في روما. لقد رحب بي البابا والمسؤولون الايطاليون.

وتحدث زياد (نجل طارق عزيز) عن مدى واقعية رغبات والده فقال «اولا أريد من أسرتنا الحياة معا وعدم الانتشار في جميع أنحاء العالم. ثم نحتاج الى بلد مثل قطر أو اليمن حيث يمكنهما دعمنا والاهتمام باحتياجاته الصحية بعد 47 شهرا قضاها في السجن. ولا أعتقد ان الايطاليين سيدعموننا مثل الدول العربية. لا يمكنني الحصول على تأشيرة لزيارة ايطاليا..».

وقال عصام الغزاوي محامي عزيز «روما أو أي مكان آخر». وأضاف «أتوقع ان يفرج عنه خلال شهرين او ثلاثة، بعد انتهاء محاكمات الأنفال. فلن يحتاجوا إليه كشاهد بعد ذلك».