مسؤولون عراقيون: أكثر من 67% من شوارع وجسور بغداد مغلقة لأسباب أمنية

أكاديمي لـ«الشرق الأوسط»: قيادة السيارة في شوارع العاصمة مغامرة كبيرة

TT

في بغداد لا تحتاج الى خارطة بالطرق والشوارع المفتوحة بل بالطرق والجسور المغلقة حتى تعرف أي الشوارع تسلك وأنت تذهب الى عملك. هذه البديهة توصل اليها صفاء البياتي التدريسي في جامعة بغداد الذي يشكو من انه يقضي اكثر من ساعتين يوميا للوصول الى عمله في جامعة بغداد قادما من جانب الكرخ ليعبر جسر الجادرية.

ويضيف البياتي لـ«الشرق الاوسط» قيادة السيارة في شوارع بغداد مغامرة كبيرة؛ فهناك الازدحامات والانفجارات ومرور مواكب المسؤولين، مشيرا الى ان «جميع أعضاء مجلس النواب والوزراء والمسؤولين الحكوميين والحزبيين ومقرات الاحزاب التي اختارت امكنتها وسط الاحياء السكنية، اغلقت الشوارع المؤدية اليها ووضعت قواطع كونكريتية ونقاط حراسة وأضحت مقاطعات خاصة بهم، مما زاد ويزيد في مشكلة الاختناقات المرورية».

وحسب اعترافات مسؤولين عراقيين فان اكثر من 67% من شوارع وجسور بغداد مغلقة لأسباب أمنية، ناهيك من الطرق والجسور التي تغلق آنيا وحسب الانفجارات التي تحدث يوميا، تضاف اليها أعمال الحفريات وترميم الجسور والأرصفة في معظم مناطق بغداد الرئيسية والتقاطعات المهمة، حيث يصر المهندسون والعمال على العمل رغم العنف اليومي الذي يؤخر تنفيذ هذه الأشغال.

ويقول المهندس محمد عبد الكريم المسؤول عن تشييد احد الجسور الرئيسية التي تصل بين حيي القاهرة (شمال) والبنوك (شمال ـ شرق) لوكالة الصحافة الفرنسية «عملنا بطيء جدا وأحيانا لا نتقدم خطوة واحدة بسبب التدهور الامني الذي يدفع العاملين الى عدم الحضور الى موقع العمل او بسبب وقوع أعمال عنف قريبة من المكان». لكن عبد الكريم يستدرك موضحا ان العنف «قد يؤدي الى التأخر في تنفيذ العمل وليس توقفه او اصابته بالشلل بشكل تام». ويتابع «انطلق العمل منذ اكثر من عام لتشييد جسر، يشكل جزءا من الطريق الدائري، بطول أكثر من ألفي متر ليساعد على التخفيف من الاختناقات المرورية والوصل بسهولة بين المنطقتين». ويؤكد ان «العمل يتوقف بشكل متكرر وأحيانا لأكثر من يوم بسبب أعمال العنف؛ فالعمال يخشون على حياتهم هنا ولا يستطيعون الحضور عندما تحاصر مناطقهم لأسباب أمنية». لكن عبد الكريم أعرب عن أمله بـ«الانتهاء من الجسر البالغة تكاليف انشائه 30 مليون دولار بحلول مارس(آذار) 2008 كما هو مقرر».

وفي بغداد 13 جسرا رئيسيا على نهر دجلة توصل بين ناحيتي الرصافة والكرخ، لكن اكثرها مغلق حاليا لدواع أمنية؛ الأمر الذي يؤدي الى أزمات سير مستعصية بحيث يضطر البعض الى الانتظار اكثر من ساعة لقطع مسافة لا تتجاوز الاربعة كيلومترات.

من جهته، يقول المهندس مصطفى محمد، أحد المشرفين على إنشاء الجسر الذي يربط بين حيي القاهرة والبنوك «إن عملنا توقف مرات عدة ولفترات زمنية متفاوتة بسبب الاوضاع الامنية، لكننا عاودنا العمل منذ حوالى أسبوع لإكمال المشروع»، معبرا عن أمله في «استقرار الاوضاع في عموم المدينة لإنجاز المشاريع». وأوضح ان «تشييد الجسر يستوجب ما لا يقل عن 80 ألف طن من الاسمنت و20 طنا من الحديد، إلا ان نصف هذه الكميات وصلت الى موقع العمل»، مشيرا الى ان «انتشار قوات الأمن والدوريات حول المكان يساعد كثيرا على الشعور بالأمان ويدفع بالعمال الى مواصلة العمل بنشاط».

من جهته، يشير نهاد عبد الله، 24 عاما، أحد العاملين في المشروع ويسكن في مدينة الصدر الى «اشتباكات متكررة قريبة من هنا وأحيانا تسقط قذائف هاون، مما يدفعنا الى الهرب بسرعة، فالحياة أهم من أن يتأخر العمل يوما أو يومين». أما محسن أحمد، وهو أحد المشرفين الفنيين ويسكن منطقة العامرية (غرب)، فيقول «أحيانا أخشى الخروج من المنزل للوصول الى هنا، كما انني في بعض الأحيان لا اجد زملائي في مكان العمل بسبب حوادث تقع في مناطقهم او على الطريق».

وبدوره، يوضح شرطي المرور المسؤول عن حركة السيارات في ساحة الخلاني في شارع الجمهورية وسط جانب الرصافة من بغداد والذي يعد المركز التجاري للعاصمة العراقية، ان «اغلاق عدد كبير من الطرقات سواء لأسباب امنية او بسبب اعمال الترميم، يؤدي الى إرباك كبير وازدحام لا يمكن وصفه».

من جهته، يشير رجل الاعمال عدنان السوداني، 43 عاما، الذي يتولى ترميم ارصفة في جانب الرصافة (شرق نهر دجلة)، الى ان «الامن هو أكثر ما نحتاجه للايفاء بالتزاماتنا التي ابرمناها بواسطة عقود مع مسؤولين حكوميين». ويؤكد انه يطالب أحيانا «بوجود الدوريات الامنية قرب موقع العمل من اجل ضمان حياة العاملين معه وبالتالي استمرار العمل في المكان».

من جهته، يقول انس عبد الله، 37 عاما، صاحب أحد معامل انتاج مواد البناء في بغداد، إن «المبيعات توقفت كون حركة البناء ضعيفة جدا خصوصا في المناطق المتوترة».