البنتاغون: إيران أصبحت خطرا أكبر من «القاعدة» على المدى القصير

نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: لا يمكننا الفشل في العراق

TT

ابدى مسؤول اميركي رفيع المستوى، مدى استياء الادارة الاميركية من النظام الايراني، معلناً «اصبحت ايران تشكل التهديد الاكبر في المنطقة» بعد ان كان تنظيم القاعدة هو الذي يشكل التهديد الاكبر في اعقاب احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وشرح نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الشرق الاوسط مارك كيميت لـ«الشرق الاوسط» تصريحاته في حديث خاص، قائلا: «ايران تشكل الخطر على المدى القصير والمتوسط، ولكن يمكن ان تغير ايران مسارها في اي لحظة، مثلما فعلت ليبيا ولكن هذا غير وارد مع القاعدة، فالصراع معها صراع جيل كامل». وأضاف: «تنظيم القاعدة يشكل الخطر الاكبر والمستمر على المدى البعيد»، موضحا: «غالبية التفجيرات الكبرى في العراق تأتي من القاعدة، بالإضافة الى تحركات خطيرة في المنطقة مثل ارتباط الحركة السلفية في الجزائر مع القاعدة يشكل خطراً، كما انني مقتنع بأن القاعدة تسعى الى الحصول على اسلحة دمار شامل».

وقال كيميت الذي كان في زيارة الى لندن، إنه قبل عام كان «التهديد الاكبر في المنطقة من تنظيم القاعدة»، ليردف قائلا: «في العام الماضي، الامر الذي يثير القلق الاكبر هي طموحات ايران المتزايدة في المنطقة ونراقب ذلك بشكل مستمر». وأضاف: «نحن قلقون من ايران والدول الاقليمية لديها قلق من ايران، فهي دولة تطور اسلحة نووية وتدعم منظمات ارهابية وتزود مسلحين في العراق بأسلحة غير شرعية والآن أخذ البحارة البريطانيين من المياه العراقية». وتابع: «نريد ان نطمئن حلفاءنا وأصدقاءنا في المنطقة الذين قد يخطئون قراءة الصحف الاميركية التي تقترح بأننا ننسحب من العراق والمنطقة، ولدي رسالة بسيطة لهم وهي اننا موجودون في المنطقة منذ 60 عاماً وسنبقى فيها سنوات طويلة في المستقبل». ونبه كيميت ايران من «اساءة تقدير خطيرة اذا كانت تتصور ان الوجود الاميركي في المنطقة مؤقت او ضعيف، او اذا تصوروا ان قدراتنا ضعفت»، مؤكداً ان الولايات المتحدة ما زالت «متعهدة بوجودها في المنطقة». وأكد كيميت انه في لندن ضمن جدوله «الطبيعي وللتشاور مع البريطانيين قبل التوجه الى الكويت»، نافياً ان تكون زيارته ضمن التنسيق مع البريطانيين حول احتجاز البحارة البريطانيين في ايران. وامتنع كيميت عن الخوض في تفاصيل الاحتمالات المطروحة لحل ازمة البحارة البريطانيين، قائلا: «ما زلنا نعتقد، كما تعتقد الحكومة البريطانية، بأن هناك فرصة لحل دبلوماسي والخوض في احتمالات اخرى مبكراً الآن» للقضية. واعتبر كيميت ان ازمة البحارة المحتجزين «ستنتهي عندما يصبح واضحاً للايرانيين انهم ارتكبوا خطأً وحينها سيعيدون البحارة».

وامتنع كيميت عن الخوض في الأسباب وراء عملية احتجاز البحارة البريطانيين، قائلا: «لا أريد الحديث عن نواياهم، ولكن ما هو واضح انهم خرقوا القانون الدولي ولدولة تدعي انها تريد استقرار المنطقة هذه الخطوة تزيد من زعزعة استقرار المنطقة». وعن احتمال تسليم الايرانيين المحتجزين في العراق مقابل البحارة البريطانيين المحتجزين في ايران، قال كيميت: «ليس لدي علم عن اي ربط بين الوضع في الخليج والبحارة البريطانيين وهؤلاء المحتجزين من قوات القدس التابعة للحرس الثوري الايراني، خارج الاشاعات الاعلامية والتكهنات». وتعليقاً على الاوضاع في العراق، قال كيميت الذي كان الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في العراق: «اننا غير راضين عن الوضع في العراق وهناك الكثير من العمل الذي علينا ان ننجزه». وأضاف: «لا يمكن لنا الجلوس مع شخصيات نحترمها ونقول لها ان الوضع مثالي، لأنه ليس كذلك، ولهذا السبب اعلن الرئيس (الاميركي جورج) بوش استراتيجية جديدة في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي». وتابع: «هناك شعور واقعي بأن هناك فرصة لتحسين الأوضاع في العراق»، مؤكداً: «لا يمكن لنا الفشل في العراق». ولفت الى ان «الفشل في العراق سيعني ايران قوية وأكثر جرأة، بالاضافة الى (جعله) مأوى آمن للارهاب وسنفقد احترام حلفائنا، والنصر للارهابيين ـ ولكل هذا لا يمكن لنا الفشل في العراق، ولذلك نجلب قوات اضافية الى العراق والعراقيون يجلبون قوات اضافية ايضاً». واشار كيميت الى انتخابات الكونغرس الاميركي الاخيرة التي فاز فيها الحزب الديمقراطي على حساب الحزب الجمهوري الداعم للحرب في العراق، قائلا: «البعض تصور ان الاميركيين صوتوا ضد الحرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولكن الامر ليس كذلك فهم صوتوا لصالح طريق جديد وليس الفشل»، مضيفاً: «الفشل هو أسوأ بكثير». و حول تأثير مطالبة الكونغرس الاميركي بتحديد جدول زمني للانسحاب من العراق وربطه بتمويل الجيش، قال كيميت: «قد تؤثر هذه التحركات على معنويات الجنود إذا لم ينجح القادة على واقع الارض في تفسير ما تعني هذه الخطوات، فلا احد يصوت ضد الجنود او يريد حرمانهم من الاموال، هناك نقاش حول الاستراتيجية، ولكن يجب ان يوضح القادة أن هذه الامور تأتي في اطار العملية الديمقراطية». وأضاف: «الذين يطالبون بخطط لسحب القوات هم الاكثر حرصاً على الجنود». ولكنه اردف قائلا: «انني قلق وأعارض هذه الخطوات لانني اريد ان يتمتع القادة على الارض بأعلى نسبة من حرية التصرف، بدلا من تحديدهم»، مؤكداً: «انني ادعم اي خطوة لإعطاء القادة العسكريين اكبر نسبة ممكنه في الليونة، بدلا من فرض جدول زمني سطحي». وأقر كيميت بأن هناك شعورا في العراق بعدم جدوى المحاولات العسكرية لتهدئة الاوضاع، قائلا: «نحتاج الى نتائج ملموسة، والاستراتيجية التي نتبعها الآن ستجلب نتائج للعراقيين، حتى لا تكون فقط خطة أمن بغداد اخرى، ولهذا السبب طلبنا المزيد من القوات وأكدنا على المزيد من المشاركة العراقية وهناك تعهد من الجانب المدني لإنجاح الاستراتيجية من خلال إعادة الإعمار». وأضاف: «صبر العراقيين سينفد وعلينا تأمين النتائج».

وعن المناورات الحربية التي اختتمتها الولايات المتحدة في الخليج هذا الاسبوع، قال كيميت: «الاعلام أخطأ عندما عرفها بأنها الاكبر في المنطقة منذ 2003»، موضحا: «منذ عام 2003 لم نرسل حاملة طائرات ثانية، ووجود هذه الحاملة تأكيد على استعداداتنا وجاهزيتنا والقيام بالتدريب وليس لاجراء اكبر مناورات حربية».