الفلسطينيون يحيون «يوم الأرض» بالدعوة إلى ترسيخ الوحدة ونبذ سياسة التخوين

TT

أحيى الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم، أمس، الذكرى الحادية والثلاثين لـ«يوم الأرض» بالعديد من النشاطات الجماهيرية، التي تركزت حول أهمية حماية الأرض بوصفهــا حمــاية الوطن والكف عن التعاطي مع هذه المناسبة «بمجرد احياء ذكرى للوقوف على الأطلال، بل من اجل العمل للاستفادة من تجربتها في ترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ سياسة التخوين والتجريح»، كما جاء في بيان للجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48).

ونظم فلسطينيو 48، وهم صانعو «يوم الأرض»، هذه الذكرى، أمس، مسيرات الى أضرحة الفلسطينيين الستة الذين سقطوا برصاص الجنود الاسرائيليين في كل من بلدات سخنين وعرابة وكفر كنا والطيبة، في ما نظم الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة وخيمات اللاجئين في الدول العربية عدة مسيرات ومهرجانات جماهيرية. وأصدرت جميع الفصائل الفلسطينية بيانات بهذه المناسبة، أكدت جميعها أهمية الوحدة الوطنية وحماية ما تبقى من الأرض العربية في فلسطين.

ودعا القس شحادة شحادة، رئيس اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية في اسرائيل، «الى تدريس تجربة «يوم الأرض» للأجيال الجديدة، حيث انه يرمز الى النضال الطاهر والمتعقل والمسؤول دفاعا عن مصالح الوطن بعيدا عن الذاتية والفئوية الضيقة».

وقال: «لو أن تقاليد هذا اليوم النضالي ظلت سائدة في صفوف شعبنا الفلسطيني، لكنا أنجزنا من زمان مهماتنا الوطنية في تصفية الاحتلال ووقف المعاناة».

واتهم الدكتور ثابت أبو راس، عضو السكرتارية القطرية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ان الكنيست سن 30 قانونا خصيصا لمصــادرة الأرض العربية تستند بمعظمها الى أنظمة الانتداب البريطاني لفلسطين، وينبغي محاربتها محليا ودوليا.

وقالت سهاد بشارة، رئيسة الدائرة القانونية في مركز «عدالة»، ان قضية الاستيلاء على الأرض العربية الفلسطينية في اسرائيل والضفة الغربية هي النموذج الصارخ لسياسة الأبرتهايد التي تتبعها حكومات اسرائيل ضد الفلسطينيين وينبغي أن نطلع العالم عليها.

وأصدر عضو الكنيست، دوف حنين، وهو يهودي من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بيانا قال فيه أن «يوم الأرض» ليس فقط الفلسطينيين بل أيضا اليهود من أصحاب الضمائر وأنصار السلام لأنه يرمز الى النضال من أجل العدالة والسلام الحقيقي العادل بين اسرائيل والفلسطينيين. يذكر ان «يوم الأرض»، كان قد أعلن كيوم اضراب عام للجماهير العربية في اسرائيل سنة 1976 احتجاجا على قرار الحكومة الاسرائيلية مصادرة 17 ألف دونم أرض في منطقة البطوف في الجليل في محاولة لتهويد منطقة الجليل. وفي حينه اعتبرت المخابرات الاسرائيلية وغيرها من أجهزة الأمن قرار الاضراب «نوعا من العصيان المدني الخطير» فقمعته بقوة السلاح وقتلت خلال ذلك ستة فلسطينيين وجرحت ثمانمئة. ولكنها اضطرت في أعقابه الى وقف المصادرة واعادة الأرض لصحابها. وتحول هذا اليوم الى يوم نضالي لجميع الفلسطينيين. وأدى الى الاهتمام العربي بفلسطينيي 48، بوصفهم جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية.