سعود الفيصل: سننشر كل القرارات فلم يعد سر يحجب عن الأمة العربية

قال إن القضية الفلسطينية تصدرت محادثات القادة.. وإن الجهد العربي المخلص قادر على حل الأزمات

TT

عقد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بحضور وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني، مؤتمرا صحافيا بفندق الماريوت بالرياض؛ وذلك عقب انتهاء الجلسة الختامية للقمة العربية التاسعة عشرة التي عقدت بمدينة الرياض خلال الفترة من 28 الى 29 مارس (آذار) 2007.

وفي بداية المؤتمر ألقى الأمير سعود الفيصل بيانا صحافيا رفع فيه الشكر لله سبحانه وتعالى والثناء على توفيقه وسداده في نجاح أعمال الدورة الاعتيادية التاسعة عشرة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والتي اتسمت مداولاتها بالصراحة والموضوعية والواقعية في تناولها لمجمل القضايا التي طرحت أمام القادة وبنفس الشفافية التي تحدث بها خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للقمة، وقال «لقد عقدت قمة الرياض في وقت اتسعت فيه رقعة الأزمات والصراعات في المنطقة العربية وفي ظل ظروف بالغة التعقيد والتشابك والحساسية، ولعلكم لمستم من خلال قرارات القمة واعلان الرياض حرص خادم الحرمين الشريفين واخوانه القادة العرب العمل على التعامل مع هذه القضايا بروح من المسؤولية عبر وضع الحلول العملية التي تراعي التطورات والمستجدات والظروف الاقليمية والدولية السائدة». وأضاف «ان القضية الفلسطينية تصدرت محادثات القمة باعتبارها قضية العرب الأولى ومحور الأزمات في المنطقة، حيث كان الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية مبعث ارتياح كبير للقادة العرب وما تمخض عنه من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مما يعزز بمشيئة الله الموقف الفلسطيني للدفاع عن قضيته المشروعة، وهو الأمر الذي انعكس على قرار القمة الذي أكد مجددا وبوضوح لا لبس فيه على السلام كخيار استراتيجي للعرب والتمسك بمبادرة السلام العربية بكافة بنودها، خاصة وأن القادة قد استذكروا ما قررته الدول العربية باتباع استراتيجية واضحة تقوم على مبادرة السلام العربية وأخذوا علما بالتزام حكومة الوحدة الفلسطينية بقرارات القمة العربية».

وأستطرد وزير الخارجية قائلا «إن القمة حرصت على دعم تحقيق الاستقرار في كل من العراق ولبنان، وهو الأمر الذي عبرت عنه قراراتها بشكل واضح»، مشيرا الى أن القمة شهدت على هامشها نشاطا جانبيا مكثفا بمبادرة من الرئاسة للاستفادة من التواجد الدولي لضيوفها، حيث ترأس خادم الحرمين الشريفين اجتماعا بين فخامة الرئيس السوداني عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة وبحضور رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ومعالي الأمين العام للجامعة العربية بهدف بناء الثقة بين السودان والأمم المتحدة لدعم الجهود العربية والأفريقية والدولية لحل مأساة دارفور من كافة جوانبها، وتم الاتفاق على ضرورة تكثيف وتضافر هذه الجهود في اطار حزمة المقترحات التي قدمها الأمين العام السابق للأمم المتحدة ودعم اتفاق أبوجا وقوات حفظ السلام الأفريقية، على أن تقوم الأمم المتحدة بتوفير كافة أشكال الدعم اللوجستي للقوات الأفريقية لتمكينها من القيام بمهامها على النحو المطلوب للإقليم. ومضى قائلا «ان خادم الحرمين الشريفين دعا لاجتماع على هامش القمة لبحث قضية الصومال بمشاركة كل من وزير خارجية كينيا ورئيس منظمة ايقاد ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والأمناء العامين للأمم المتحدة والمؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية، اضافة الى الممثل الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي وبمشاركة وزير خارجية المملكة العربية السعودية».

وأوضح أنه نجم عن الاجتماع التوافق حول أفضل السبل لتشجيع انعقاد مؤتمر للمصالحة الوطنية الصومالية وحشد الدعم العربي والافريقي والدولي له لإنجاحه وتحقيق أمنه واستقراره والمساعدة في إعادة إعماره ودعم مؤسساته وتمكينها من الاطلاع بدورها.

وتابع الأمير سعود الفيصل قوله «لعل من المناسب الإشارة هنا إلى القرار الخاص بالأمن القومي العربي الذي يشكل بعدا هاما في منظومة العمل المشترك والنهوض به واستعادة روح التضامن وحل المشكلات القائمة والتصدي للتحديات التي تواجه أمتنا العربية».

وبين أن أهمية هذا القرار تنبع من كونه يشكل رابطا بين جميع القرارات والتوصيات الصادرة عن الجامعة العربية وتفعيلا لمؤسساتها وهياكلها التي نص عليها الميثاق ومعاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي ووثيقة العهد والوفاق والتضامن ومجلس الأمن والسلم العربي، وذلك في إطار التعامل مع الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل من كافة جوانبه السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وتفعيل العمل العربي المشترك. واضاف «أثبتت التجربة مما لا يقبل الشك، أن الجهد العربي المخلص قادر على حل الأزمات العربية، والحلول الخارجية لم تسهم في تعميقها وتوسيعها، وإن الدلالات التي ترمز اليها هذه الخطوات تنبع من أهدافها الرامية إلى توظيف إمكاناتنا العربية لخدمة أوطاننا وشعوبنا وقضايانا العادلة وصون هويتنا الحضارية والثقافية مما يعترضها من تهديدات ومحاولات لتقويضها». وتابع قائلا «غني عن القول، ان قرارات القمة مرهونة بتوفير الجدية والمصداقية والإدارة المخلصة في تنفيذ العهود التي نص عليها ميثاق الجامعة العربية وقراراته ووثيقة العهد والوفاق والتضامن والمواثيق والتعهدات العربية وتغليب المصحلة الوطنية والقومية على ما سواها».

واختتم البيان مقدماً باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الشكر لقادة الدول العربية المشاركين في قمة الرياض والوفود المرافقة لهم على ما بذلوه من جهد في سبيل انجاح هذا التجمع المبارك، معرباً عن شكره للأمين العام لجامعة الدول العربية ومنسوبي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ولكافة الأجهزة القائمة على المؤتمر، داعيا المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا وان يسدد على درب الخير خطانا.

بعد ذلك أجاب الأمير سعود الفيصل والأمين العام لجامعة الدول العربية على اسئلة الصحافيين، حيث أوضح وزير الخارجية ان «إعلان الرياض» ركز على الجانب الثقافي والهوية العربية والاحتفاظ بها حتى تكون ركيزة لقدرة العرب على المضي سويا على مواجهة التحديات، مشيرا إلى ان هذا الإعلان يعبر عن نظرة الدولة المضيفة في نقاط محددة يراد التركيز عليها كانت في السابق لا يركز عليها.

وحول رفض إسرائيل للمبادرة العربية قال «هذا الشيء غير مستغرب من إسرائيل.. فهذا نهجها عندما يظهر العرب بقرارات واضحة وصحيحة وشفافة حول توجههم للسلام يرفضونها رفضا قاطعا، وبالتالي لا يعبر عن موقف ايجابي لدولة تريد السلام».

وعن دور جامعة الدول العربية في معالجة ظاهرة هجرة العقول العربية، أبدى الأمير سعود الفيصل حرصه على ان تكون هذه العقول تعمل في صالح الأمة، معبرا عن اعتقاده بأن الاهتمام بالثقافة محوره لا يقتصر على بناء مثقفين فحسب وإنما إيجاد فرص عمل لهم. وتعليقا على الآراء السلبية التي أبدتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في تصريحات صحافية حول اتفاق مكة المكرمة، قال «اعتقد ان ما حصل في مكة كان خطوة ايجابية للسلام.. لأن السلام لا يأتي الا اذا كان سلاما مبنيا على قناعات.. والقناعات لاتبنى إلا اذا كانت مبنية على رؤية واضحة لكيفية الوصول الى المصالح.. والاختلاف بين الفلسطينين بدون شك أخر تحريك المطالب الفلسطينية التي تتركز عليها عملية السلام.. فتوحيد الرؤى الفلسطينية بدلا من ان يكون مؤخرا للسلام سيكون مساعدا للسلام الذي لا يصنع من قبل فرد بل يصنع من قبل أمة.. واذا كانت الامة غير متجهة للسلام لا يمكن ان تسير فيها.. والسلام يفترض ان يكون مبنيا على قضايا واقعية، وبالتالي الذي حصل في مكة قدم هذه العملية الى الأمان.. وأنا اعتقد في البيان عن مبادرة السلام التي ذكرت بعض مضامينه الآن حدد مفهوم السلام للحكومة الوطنية الفلسطينية وحدد منظورها حول النهج السياسي لأنها التزمت بقرارات القمم العربية.. فأين السلبية في ذلك.. أنا لا أرى في ذلك إلا شيئا ايجابيا لعملية السلام».

من جانبه، أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أن القمة العربية الحالية ستكون مؤثرة في العمل العربي المشترك، والدليل انها نجحت في العديد من الامور منها تأكيد المبادرات القائمة سواء السياسية أو الامنية أوالتنموية أوالاقتصادية أوالتعليمية.

وعن عدم تحديد القمة العربية موعدا زمنيا لمبادرة السلام، أكد الفيصل أن العرب أعلنوا مبادرة واضحة المعالم. وقال الفيصل «ان اسرائيل حال ما تنتهي من انهاء مناقشاتها ومفاوضاتها مع الاطراف التي هي تحتل اراضيها ستوقع الدول العربية اتفاقية سلام مع اسرائيل.. هذا امر ليس له حد زمني معين.. اما العامل الزمني في ذلك فهو يأتي في قرار الدول العربية في الالتزام بالسلام كنهج للتعامل مع القضية الفلسطينية.. هذا الالتزام حقيقي وقد أبدت الدول العربية انها متشبثة بهذا السلام».

ورأى الفيصل أن تجاهل اسرائيل للعروبة السلمية الواقعية المنطقية أنها لا تعرض المنطقة كاملة فحسب وانما تعرض اسرائيل ايضا الى مخاطر لايحمد عقباها. وفي مداخلة للأمين العام لجامعة الدول العربية على نفس السؤال، أوضح ان اسرائيل تريد التطبيع فقط ولا تريد شأنا آخر مثل الانسحاب او المفاوضات بشأن القدس.

وحول ردود الفعل في واشنطن حول ما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين بأن العراق يقع تحت احتلال غير شرعي، قال وزير الخارجية السعودي «هو لم يتحدث عن وجود معين.. ولكن قال العراق تحت الاحتلال.. ولا أدري كيف نعرف بلدا يحتوى على جنود ليسوا من جنسيته إلا بالاحتلال، ولو كان باختيار البلد فهذا أمر آخر.. اما أي عمل عسكري لا يكون بدعوة من البلد المعني فهذا تعريف الاحتلال.. خادم الحرمين الشريفين في كلمته كان يصف أمراً واقعياً».

وأوضح أن معاهدة الدفاع العربي وثيقة واضحة وتحدد حقوق وواجبات كل دولة عربية وتجمعنا في حماية أراضينا ومصالحنا، وان كل دولة يعتدى عليها يعد اعتداء على الدول الأخرى.

وعن الموقف العربي في حالة حدوث حرب أميركية على ايران قال «كل بلد مسؤول عن حماية مواطنية، ولا اعتقد أن القادة الذين اجتمعوا اليوم تجاهلوا مصالح بلدانهم وخبر أي حرب في منطقة الخليج سيكون أثره كبيرا على المنطقة، واستطيع ان أجزم ان دول المنطقة كلها ستحتاط بكل ما تستطيع لحماية أمنها وأمن مواطنيها».

وحول وجود آليات واضحة لرفع الحصار المالي عن فلسطين، أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى، ان الجامعة حولت الى السلطة الفلسطينية خلال الحصار الاسرائيلي 120 مليون دولار.

وعن وجود موقف للجامعة العربية سياسيا أو اقتصاديا لمعالجة القضية الفلسطينية، قال عمر موسى «قد انتهينا من الطريقة التي كانت تدار بها عملية السلام وقرارات القمة تعكس ذلك، فلا بد من تقييم الوضع لمعرفة التحركات ومدى فائدتها.. أم مجرد حديث او دوائر مغلقة وبعد ذلك على الدول العربية ان تقرر أي مسار تأخذه لإحياء عملية السلام.. من ناحية اخرى يوجد حاليا بعض النشاط لعملية السلام من جانب الولايات المتحدة الاميركية، وذكروا لاكثر من دولة عربية انهم بصدد العمل الحقيقي لاحياء عملية السلام».

وحول حديث الرئيس الليبي في قناة الجزيرة الفضائية عن المملكة وجامعة الدول العربية، أجاب الأمير سعود الفيصل «أن الخلاف الليبي مع ليبيا وليس مع السعودية وليس هناك اختلاف معهم.. كان هناك حادث وتجاوزناه وأنهينا ذلك.. واذا كان عنده شيء ضد السعودية فهو لم يفصح عنه».

وفي سؤال عن مبادرة السلام وهل هي نفسها التى عرضت قبل خمس سنوات وهل عرضت مرة اخرى دون تغيير وان اسرائيل رفضتها، أجاب وزير الخارجية قائلا «قرار بيروت يبقى على ما هو عليه، وكما قلت لكم من قبل.. كيف لنا ان نتراجع عن قرار يقول انه اذا توصلت اسرائيل الى سلام مع الفلسطينيين وانسحبت من اراضيهم واذا حققت سلاما مع سورية وانسحبت من اراضيها وكذلك الحال بالنسبة للبنان، فان الدول العربية سوف تحقق السلام مع اسرائيل.. البلدان العربية ما زالت تلتزم باقتراحها السلمي، اذ انهم منطقيون، وهو بذلك يتيح الفرصة لشعوب الشرق الاوسط ان تعيش بسلم وأمن».

من جهته، اضاف عمرو موسى «اسرائيل ترى في المبادرة شيئا سلبيا، وهي تركز على مسألة التطبيع في المقام الاول، وهذا ما جعلنا نقول لا للتطبيع في البداية، وهذه مبادرتنا وعليهم ألا ينسوها.. الأمر الثاني ان بعض الجهد على المسار الدولي بما في ذلك الموقف الاسرائيلي الجديد الذي طلب تعديلا في المبادرة العربية، وهذا أوجد موقفا من جانب الدول العربية بأنه لا تعديل للمبادرة العربية.. وهناك وعد اميركي بأنهم سوف يعملون شيئا.. لكن يجب ألا تنسوا موقفنا في المبادرة.. واذا كانت هناك تطورات يجب الرد عليها من جانب الدول العربية بموقف واضح تمثل في مبادرتنا العربية للسلام».

وعن رأي وزير الخارجية بشأن مراسل «بي بي سي» الذي فقد في غزة، قال «هذا أمر لا يمكن ان يقبل به أحد، وهذه مسألة إنسانية وانني آمل أن يتم إطلاق سراحه».

وحول موقف المملكة العربية السعودية تجاه موضوع البحارة البريطانيين الذين أسرتهم إيران، أكد وزير الخارجية سعي المملكة للوصول الى حل لهذا الموضوع بشكل دبلوماسي بأسرع ما يمكن، مشيرا في هذا الصدد الى ان المملكة ترتبط مع ايران بعلاقات واتصالات. وعبر عن أمله في التوصل الى أنباء طيبة حول اطلاق سراح الجنود البريطانيين، مؤكدا ان المنطقة ليست بحاجة الى المزيد من الحوادث التي ستضيف الى التوتر القائم بالفعل فيها.

وعن وجود اوراق ضغط غير دبلوماسية لاجبار اسرائيل على قبول مبادرة السلام، قال «ان القوة العربية ما تأتي إلا من التضامن العربي.. وذكر خادم الحرمين الشريفين في كلمته اننا قادرون بحول الله على حل مشاكلنا بأنفسنا، وان نبقى يدا واحدة بسياسة واحدة ودفاع واحد».

ورأى الفيصل أن بناء المؤسسات الأمنية في الجامعة العربية من الضروريات الملحة لتحديد مكامن الخطر الذي يهدد أمتنا العربية. وأضاف «عسكريا.. لم يلم الشمل العسكري كي نستطيع أن نواجه.. المخاطر تواجهنا ونحن لم نتعامل معها.. هذا نريد إحياءه.. الامور لا تأتي بالارادة فقط وانما تأتي بالعمل الدؤوب وبناء الهياكل الاساسية للعمل العربي المشترك».

وأكد ان الامة العربية ليست ضد احد ولاتبني قوة حتى تغزو احدا ولا هي تبني قدراتها العسكرية حتى تكون ضد أحد أو تجابه احدا، بل هي تريد ان تحفظ مصالحها وان تكون اراضيها لها وألا تهضم حقوقها وان لا يتعدى ويستهين بها أحد.

وعن تداعيات الوضع الداخلي في لبنان، قال وزير الخارجية «اذا كانت الخلافات بين السياسيين فليحصروا ذلك بينهم وليتركوا الشعب اللبناني يقوم بما يحتاجه من كسب عيشه، مشيدا بجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية في هذا الشأن».

ورأى أن مشكلة لبنان داخلية والحل لن يأتي فيما كل طرف من الاطراف يشعر وان مسدسا على رأسه، وقال «ان المفترض ان يترك السياسيون الفرصة للشعب اللبناني بأن يعمل.. فيما الخلافات السياسية كأي بلد آخر تحل بين السياسيين».

وتطرق الأمين العام لجامعة الدول العربية لما يخص الأمن القومي العربي الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية ومصر للقمة العربية، فقال «هذه القمة وضعت الكثير من الأعباء على الجامعة العربية وسكرتاريتها؛ فلدينا الآن أكثر من أربع مبادرات.. لدينا مبادرة الأمن العربي وهذا المجلس القومي العربي سيتولى مسألة الأمن في الوطن العربي وما يتعلق به من مسائل، فقد بدأنا على الفور عقد اجتماعات لوضع إطار للآلية والعمل في إطار ما هو موجود لدينا من قبل من آليات في العالم العربي بهذا الخصوص».

ورأى موسى أن مسألة الأمن القومي العربي يجب بحثها على مستوى معين، أما المبادرات الاخرى فيما يتعلق بالتعليم والاقتصاد فهناك اتصالات بشأنها.

وعن الآلية التي سيتم وضعها للمبادرة العربية لكي يقبل بها الاحتلال الاسرائيلي، أفاد «لقد أعلنا عدة مرات أن عملية السلام يجب ان تستمر حتى تثمر، واعتقد انه حتى الآن فان العالم العربي يسوده الغضب ولا يمكن له ان يقبل الطريقة التي تنتهجها اسرائيل دون التوصل الى نتائج محددة.. وسوف ننتظر خلال الاسابيع القادمة لنعود مرة أخرى إلى مجلس الأمن لنرى هل يمكن عقد مؤتمر دولي للسلام أو ما يمكن عمله في هذا الشأن، فعلينا أن ننتظر لنرى بعد إجراء المزيد من التفكير لأن الأمر خطير وعلينا الجلوس معا لاتخاذ قرار بشأن الطريقة التي سننتهجها. ولقد أعطينا الوقت الكافي للمبادرة».

وتطرق الأمير سعود الفيصل للشأن العراقي، مؤكدا أن مشكلة العراق مشكلة عربية أولا وقبل كل شيء، مشيرا لخطاب الرئيس العراقي اليوم ضمن أعمال القمة العربية، حيث تكلم عن عروبة العراق وعن التزام العراق بالقرارات العربية. وقال «الدول العربية قامت بالجهد المطلوب منها لحل مشكلة العراق، والجامعة العربية قامت بدورها في الوفاق بين العراقيين وهذا العمل مطلوب منه ان يستمر.. والحكومة العراقية قدمت برنامجا نتطلع الى تنفيذها له.. ولكن المشكلة ليست في جلب آخرين حتى يساعدوا العراق، إنما على العراق ان يطبق ما يؤدي الى توافق العراقيين ومن ثم تأتي مساعدة الدول العربية.. فالعراق لا يحتاج أكثر من الدول العربية».

وحول تبرع العراق بعشرة ملايين دولار للسلطة الفلسطينية، أجاب الفيصل قائلا «التبرع الذي أعلن عنه العراق كان تبرعا كريما في هذا المجال، والدول العربية كلها تساعد في هذا الإطار».

وردا على تساؤل عن البيان الختامي للقمة العربية التاسعة عشرة، أكد وزير الخارجية أنه ليس هناك بيان ختامي لهذه الدورة، وقال «إن ذلك كان مقصودا لأننا سننشر كل قرارات العمل العربي. فلم يعد سرا يحجب عن الأمة العربية؛ فكلمة خادم الحرمين الشريفين التي حملت القادة المسؤولية الكاملة، تريد ان تطرح أمام الأمة العربية كل المجهودات التي تقوم بها بشفافية وبصراحة ومن دون مواربة. وستنشر كل هذا.. وهذا هو السبب في عدم وجود بيان ختامي؛ فهناك روح جديدة يحاول قادتنا ان تنتشر في العالم العربي».

ولفت النظر إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خطابه الافتتاحي، أكد أن مسؤولية إصلاح الوضع العربي هي مسؤولية القائد والأب والأم والابن وجميع المجتمع وأن الكل شركاء في النهوض بهذه الأمة.

وقال الفيصل «إن المؤتمر سيفتح كل ملفاته لنظر الشعوب العربية فيما قامت به القمة العربية والاتجاهات التي اتخذتها.. ونأمل ان نحظى بالتعاون المطلوب للوصول للأهداف المرجوة إن شاء الله».