غوانتانامو: «الأسترالي الطالباني» يوقع اتفاقا يخفف عقوبته إلى 7 سنوات

TT

ادانت محكمة عسكرية استثنائية «الاسترالي الطالباني» ديفيد هيكس المحتجز في غوانتانامو رسميا بدعم الارهاب، وفق اتفاقية تقضي بحبسه سبع سنوات، بالاضافة الى السنوات الخمس التي قضاها في معسكر دلتا، الذي يحتجز فيه اسرى القاعدة وطالبان. وقد وافق هيكس على الاقرار بدعم الارهاب، امس امام محكمة عسكرية استثنائية في غوانتانامو، وشرح كيف تدرب في معسكر للقاعدة في افغانستان. ووقع المعتقل الاسترالي هيكس على اتفاق مع المحكمة العسكرية، التي تتولى محاكمته بتخفيف عقوبته الى سبع سنوات سجنا، حسبما اعلن القضاء العسكري الاميركي. وقالت المحكمة ان عقوبة سبع سنوات ستضاف الى السنوات الخمس، التي قضاها هيكس في الاعتقال. ويعني اقرار هيكس بالذنب أنه سوف يقضي مدة سجنه لدى عودته إلى أستراليا. ولدى مثوله اول من امس امام المحكمة العسكرية الاميركية لجرائم الحرب، اعترف هيكس بانه تدرب مع تنظيم القاعدة في افغانستان في اواخر عام 2001، وقاتل الى جانب القاعدة لحوالي ساعتين، قبل ان يبيع بعدها سلاحه ليدفع ثمن سيارة الاجرة كي يفر الى باكستان. ونفى هيكس ان يكون قد علم مسبقا بهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، لكنه كان قد اقر أمام المحكمة، يوم الاثنين، بتقديم دعم مادي للارهاب. ومثل هيكس امام المحكمة بلباس ازرق وشعر قصير. وعندما أقر بأنه مذنب كان يرتدي زي السجناء وشعره طويل حتى كتفيه. وباقراره بدعم الارهاب، تجنب هيكس (31 عاما)، محاكمة واستفاد من اجراء، سيتم في ختامه ترحيله الى استراليا، حيث سيمضي فترة عقوبته الباقية. وهيكس هو اول من يقر بالذنب بعد خمس سنوات من الاعتقال، من دون محاكمة واسقاط التهم الرئيسية عنه. ويعد هيكس أول معتقل في معسكر غوانتانامو بخليج كوبا يواجه تهما بالارهاب، بمقتضى قواعد أميركية جديدة. واتهم هيكس وفقا لقانون اللجان العسكرية الجديد، الذي واجه انتقادات من منظمات حقوق الانسان. وقد أسقطت تهم أخرى ضد هيكس، من بينها محاولة القتل. وكان هيكس امام خطر مواجهة عقوبة قصوى تصل إلى السجن المؤبد، الا ان الامور سارت بغير هذا الاتجاه، خاصة بعد الضغوط التي مارستها الحكومة الاسترالية بان يقضي هيكس عقوبته في بلاده. وكان هيكس قد نقل إلى غوانتانامو في أوائل عام 2002 بعد اعتقاله في أفغانستان قبل ذلك بشهر. ومن جهة اخرى اعلن المعتقل في قاعدة غوانتانامو عبد الرحيم الناشري المشتبه في مسؤوليته عن الاعتداء على المدمرة الاميركية يو اس اس كول في اليمن في 2002، انه تعرض للتعذيب لكي يعترف بوقائع لم يقترفها، حسب محضر باقواله، نشرته وزارة الدفاع الاميركية اول من امس.

واوقف الناشري، وهو سعودي الجنسية (يمني الاصل)، واحد الـ14 الكبار من قيادات القاعدة المعتقلين في معسكر غوانتانامو في نهاية اكتوبر (تشرين الاول) 2002 في الامارات العربية المتحدة. وتشتبه الولايات المتحدة في انه مسؤول عن عمليات تنظيم القاعدة في الخليج.

كما يشتبه في انه نظم الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا في اغسطس (آب) 1998 (224 قتيلا)، وعلى المدمرة الاميركية في اكتوبر في 2002 في اليمن (17 قتيلا).

وجاء في محضر جلسة استماع اليه حصلت في 14 مارس (آذار) امام لجنة عسكرية مكلفة تحديد وضعه كـ«مقاتل عدو» أم لا، اعلن المعتقل انه «تعرض للتعذيب لكي يعترف، وانه ما ان اعترف، بدا الذين يعتقلونه مرتاحين واوقفوا التعذيب». واضاف ان «المعتقل اكد ايضا انه اخترع روايات تحت التعذيب لكي يتوقف سوء المعاملة».

ومن جهة أخرى دافع مدعي عسكري اميركي كبير عن محاكمة «الاسترالي الطالباني» ديفيد هيكس وسط شكوك جديدة حول مستقبل محاكمات متهمي «الحرب على الارهاب» في غوانتانامو.

ورفض المدعي الرئيسي في المحاكمات الكولونيل موريس ديفيس الانتقادات بان هيكس لا يمكن اعتباره احد المشتبه فيهم الخطرين في الارهاب او ان اعترافه بالتهم الموجهة اليه كان مجرد وسيلة للخروج من معتقل غوانتانامو.