المؤتمر العام الـ19 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: لا خيار أمامنا سوى التفاعل مع مستجدات العصر

أصدر «إعلان القاهرة» وتمسك بحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته المستقلة وعاصمتها القدس

TT

دعا المشاركون في المؤتمر العام التاسع عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى تجديد الفكر الديني، وحماية المسجد الأقصى من الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدين تمسكهم بحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الحصار الاقتصادي الظالم المفروض عليه. وشددوا ـ في إعلان القاهرة الذي صدر أمس في ختام أعمال المؤتمر التي استمرت أربعة أيام ـ على حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، قائلين إنه لا خيار أمام المسلمين إلا التفاعل مع مستجدات العصر ومواكبة انجازاته حتى لا يعزلوا أنفسهم عما يدور حولهم من تطورات، مطالبين بتعزيز الحوار بين الأمة الإسلامية والعالم على أسس الاحترام والتكافؤ والمصالح المتبادلة، ويتصدى لدعاوى ونظريات صدام الحضارات والأديان. وأضافوا أن المسلمين في عالمنا المعاصر يقفون في مفترق الطرق وهم يواجهون ظاهرة العولمة.. مؤكدين ضرورة العمل على الاستفادة مما تتيحه العولمة من فرص ومكاسب وحماية مجتمعاتهم مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الحضارية وقيمها الدينية والثقافية.

وشدد بيان القاهرة على ضرورة تجديد الفكر والخطاب الديني والمواءمة بين الحفاظ على هويتنا وثوابتنا وخصائصنا الحضارية والانفتاح في ذات الوقت على كل الحضارات والثقافات والأديان، وأكد أن علاج مشكلات أمتنا الإسلامية يتطلب أولا ضرورة التشخيص الدقيق لما تعانيه الأمة من مشكلات وما تواجهه من تحديات حتى يكون العلاج ناجحا ومفيدا من أجل إخراج الأمة من محنتها في عالم اليوم الذي لم يعد يحترم إلا الأقوياء.

وفي الشأن الفلسطيني أعرب المؤتمر عن قلقه الشديد إزاء الأعمال الإسرائيلية لهدم وتغيير معالم المسجد الأقصى، بهدف فرض سيطرتها على الجزء السفلي منه، داعيا مختلف المنظمات والهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو بالتصدي لهذه الجرائم ووقفها على الفور.

كما طالب أيضا بالعمل على إنهاء الاحتلال الظالم ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وتكوين دولته المستقلة على أرضها وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الحصار الاقتصادي الظالم المفروض عليه.

وأكد المشاركون في المؤتمر في البيان حق كافة الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية ومنع إنتاج الأسلحة النووية في أي مكان في العالم، مطالبين الأمم المتحدة بأن تحقق ما دعت إليه مصر والعالمان العربي والإسلامي من جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.

وناشد المؤتمر الاتحاد الأفريقي ببذل الجهود لحل المشكلات الأفريقية خاصة في دارفور والصومال وسائر مشكلات الحدود في القارة. كما أدان المؤتمر وسائل الإعلام التي تسيء إلى العقائد والديانات كافة تحت دعوى حرية التعبير، ويناشد المؤتمر الدول الإسلامية العمل على استصدار قرار من الأمم المتحدة يدين هذه الاعتداءات ويجرم فاعلها.