بوش يرفض إعطاء إيران «أي مقابل» لإطلاق البحارة البريطانيين

أكد قراره استخدام «الفيتو» لمنع جدول زمني للانسحاب من العراق

TT

رفض الرئيس الأميركي جورج بوش أي مساومة من أجل التوصل الى الإفراج عن الجنود البريطانيين الـ15 المحتجزين في إيران والذين وصفهم بـ«الرهائن». وقال: «أساند حكومة (رئيس الوزراء البريطاني توني) بلير في جهودها لتسوية هذه القضية سلميا». وأضاف: «كما انني أؤيد بشدة اعلان رئيس الوزراء (بلير) الذي قال انه يجب عدم تقديم اي مقابل في ما يتعلق بالرهائن». ودعا بوش الى مواصلة الجهود لردع طهران عن التزود بالسلاح النووي، لأنه في هذه الحالة سيكون لديها «قدرة كبيرة على زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط». وقال: «أشاطر الذين يشعرون بالقلق من نوايا الايرانيين التزود بالسلاح النووي. واعتقد جازما انه إذا ما حصلت ايران على السلاح النووي فستكون لذلك قدرة كبيرة على زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط». وأضاف «لذلك عملنا على تقوية تحالف دولي لمحاولة إقناع الايرانيين بالتخلي عن سلاحهم، ولنقول لهم صراحة ان عليهم الاختيار بين العزلة وبين انتهاز الفرصة لتنمية اقتصادهم». ووجه بوش انتقادات شديدة الى رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي بسبب زيارتها الى دمشق. وقال بوش في مؤتمر صحافي في حديقة البيت الابيض: «قلنا صراحة لمسؤولين كبار سواء كانوا جمهوريين او ديمقراطيين، ان الذهاب الى سورية يوجه رسائل متناقضة للمنطقة وبالتأكيد للرئيس (السوري بشار) الأسد». وأضاف ان هذه الزيارات «توحي للمسؤولين الحكوميين (السوريين) بأنهم جزء من المجتمع الدولي، في حين ان دولتهم في الواقع تساند الإرهاب». وشدد بوش، أمس، على ضرورة التعامل بحزم مع سورية وإيران، مكرراً موقف بلاده المتمسك بعزلة البلدين. وفي وقت فسر البعض زيارة بيلوسي بمثابة مؤشر على ليونة أميركية معينة تجاه دمشق، جدد بوش أمس توجيه رسالة حازمة. وقال ان دمشق «تساعد، او على الأقل لا تفعل شيئا لمنع وصول مقاتلين أجانب الى العراق قادمين من سورية». كما أخذ على دمشق انها «لا تفعل شيئا تقريبا لوضح حد لحماس وحزب الله» وتساهم في «تخريب الديمقراطية اللبنانية». وقال بوش «ذهب الكثيرون لرؤية الرئيس الأسد، بعضهم أميركيون، لكن الكثيرين منهم قادة أوروبيون ومسؤولون كبار. ومع ذلك لم نر أي شيء من حيث الأفعال» من الجانب السوري. وواصل بوش انتقاداته للحزب الديمقراطي المعارض لسياسته في الشرق الاوسط، معتبراً أن الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون يقصرون في مسؤولياتهم تجاه الجيش الاميركي. وصرح بأن «أولى مسؤوليات الكونغرس هي إعطاء العسكريين ما يحتاجونه من عتاد وتدريب لمحاربة أعدائنا وحماية البلاد». وأضاف «لكنهم يتملصون من هذه المسؤولية، وإذا لم يغيروا سلوكهم هذا في الاسابيع القادمة، فان ثمن هذا الفشل سيدفعه جنودنا وأحباؤهم». ويأتي هذا التصريح بعد ان اعتمد مجلس النواب وبعده مجلس الشيوخ، اللذان يهيمن عليهما خصومه الديموقراطيون، في الاسابيع الاخيرة مشاريع قوانين تربط تمويل الحرب بتحديد جدول زمني لانسحاب الجيش من العراق عام 2008. وقد كرر بوش عزمه على استخدام حقه في نقض (فيتو) قرارات الكونغرس لتعطيل هذه المشاريع.