الصحافيون الفلسطينيون يواصلون الاحتجاج ضد اختطاف مراسل الـ«بي بي سي»

TT

تواصلت الفعاليات التضامنية في الشارع الفلسطيني، مع ألن جونستون، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، المختطف منذ أكثر من ثلاثة اسابيع، في ظل مواصلة الصحافيين الفلسطينيين والأجانب العاملين في مناطق السلطة تغطية انشطة الحكومة والرئاسة الفلسطينية. فقد نظمت كتلة الصحافي الفلسطيني، مسيرة تضامنية مع جونستون، حيث انطلقت من امام مكتب هيئة الاذاعة البريطانية الواقع في برج شوا وحصري وسط مدينة غزة متجهة نحو خيمة الاعتصام ـ تضامناً مع جونستون ـ التي تقام في ساحة الجندي المجهول، قبالة المجلس التشريعي الفلسطيني. وشارك في المسيرة المئات من الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، ووفود من النقابات المهنية، إلى جانب عدد من ممثلي وزارات «الخارجية والإعلام والثقافة»، حيث رفع المشاركون الشعارات المنددة بعملية الاختطاف والمطالبة بضرورة الإفراج عن جونستون، في أسرع وقت ممكن، إلى جانب التأكيد على حرية الصحافة. من ناحيته تساءل فايد أبو شمالة مراسل الـ«بي بي سي» في غزة، قائلاً «نحن نحتاج لأن نعلم من الذي امتلك الجرأة للتخطيط وخطف رجل رفض سبع مرات الخروج من قطاع غزة، وكان يقول لقد عينت مراسلا لقطاع غزة من داخل القطاع ولن أنقل ما يجري من خارجه». وعبر عن أسفه إزاء هذا التكريم الذي قابله جونستون، من خلال عملية الاختطاف بدلا من تكريمه على عمله الذي قام به لنقل حقيقة ما يجري من ممارسات للاحتلال داخل القطاع. وتساءل أبو شمالة «لماذا يختطف صحافي أجنبي عمل ثلاث سنوات آثر من خلالها نقل الحقيقة بالصوت والصورة؟ ألهذا السبب تنتهي رحلة عمل شاقة في قطاع غزة؟»، كما تساءل عن الجهات التي وعدت بإنهاء قضية جونستون ولماذا لم تقدم هذه الجهات تفسيرا لما يجري حتى الآن. وأضاف «إلى متى سيستمر ذلك الخطف»، مخاطبا الصحافيين المحتشدين «نحن نعول عليكم انتم لتواصلوا تضامنكم وضغطكم من أجل الإفراج عن ألن».

من ناحيته قال وسام عفيفة، مدير تحرير جريدة «الرسالة» إن جونسون كان الصحافي الأجنبي الوحيد الذي ما زال يقيم داخل قطاع غزة بعد الاشتباكات التي وقعت في القطاع وتكرار حوادث اختطاف الصحافيين ضمن إطار الانفلات الأمني الذي يعاني منه القطاع. وأكد عفيفة، أنه على الرغم من تأكيد بعض الأطراف أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعلم من الذي اختطف جونسون، «إلا أن الصورة ما زالت ضبابية، والتقييد يبقى كباقي الجرائم السابقة ضد مجهول». وأضاف «إن كل يوم يمر والزميل جونستون قيد الاختطاف يزيد من مخاوفنا وقلقنا على مصيره وبالتالي ننظر بعين الريبة للصمت الذي يحيط بالقضية حتى اللحظة، وعدم خروج مؤسستي الرئاسة والحكومة والأجهزة الأمنية التي تخضع لإمرتهما بأي نتائج ملموسة أو تطمينات». وعبرت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية عن بالغ أسفها نتيجة الاختطاف، منددة بالجريمة التي لا تعبر عن أصالة الشعب الفلسطيني، معلنة تضامنها مع جونستون وعائلته وزملائه. وأكدت الوزارة في برقية تضامن أنها تبذل كل جهدها لتأمين إطلاق فوري للصحافي المختطف يفضي إلى إنهاء الأزمة وتفادي أية عواقب غير حميدة. وقالت «إن كل يوم يمر على اختطافه يحمل زيادة في معاناته وذويه وينطوي على إساءة بالغة للشعب الفلسطيني». وفي طولكرم دعا الصحافيون الفلسطينيون إلى الإفراج الفوري عن جونستون. وخلال اعتصام نظموه في المدينة، طالب معتصم عموص، مدير مكتب وزارة الإعلام في طولكرم، بالإفراج الفوري عن الصحافي البريطاني وإنهاء حالة الفلتان الأمني بشكل عام، مؤكداً «نحن أحوج في هذه الفترة إلى نقل معاناة الشعب الفلسطيني، من خلال وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى العالم، وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي».

من ناحيته اعتبر معين شديد، ممثل نقابة الصحافيين، أن هذا العمل «إنما نفذته جهة مارقة خارجة عن القانون، وعلى جميع المؤسسات والفصائل الوطنية رفض هذه الفئة»، مطالباً الجهات الخاطفة بالإفراج عنه فوراً، داعياً الأجهزة الأمنية والرئاسة والحكومة إلى تكثيف جهودها والتحرك الفوري لإطلاق سراحه.

واعتبر خالد الزغل، في كلمة نيابة عن محافظ طولكرم، «اختطاف الصحفيين نهجا مرفوضا، يهدف إلى قتل الكلمة والحقيقة»، مطالباً بالإفراج عنه، وعدم السماح بتكرار هذه الجريمة التي تسيء إلى واقع الشعب الفلسطيني ونهجه الديمقراطي. وأكد عزام دحيلية، ممثل القوى الوطنية والإسلامية، وقوف القوى إلى جانب الصحافيين، مطالباً الأجهزة الأمنية ومؤسستي الرئاسة والحكومة «بوقف حالة الفتان الأمني»، كما طالب الجهات الخاطفة «مهما كانت بالإفراج عن جونستون، حفاظاً على صورة شعبنا المشرفة والحضارية».