جماعة عراقية تهدد بقتل رهينتين ألمانيين بعد 10 أيام

طالبت برلين بالانسحاب من أفغانستان.. خبير أشار إلى أن الغرض الحصول على فدية

TT

أمهلت جماعة عراقية تحتجز امرأة ألمانية وابنها رهينتين، برلين أمس فترة جديدة مدتها عشرة ايام لسحب قواتها من أفغانستان وإلا فسوف تقتل الرهينتين لديها. وفيما قالت الخارجية الألمانية انها تدرس المهلة الجديدة، قال خبير ألماني إن الخاطفين يسعون إلى الحصول على فدية، مقللا من احتمال وجود دوافع سياسية وراء عملية الاختطاف.

ونشرت «جماعة سهام الحق» ايضا شريط فيديو على الانترنت تظهر فيه هانيلور ماريان كراوس وهي تحث ألمانيا على تلبية مطالب الخاطفين. وانهمرت الدموع من عينيها وهي تتحدث.

وكانت الجماعة قد أصدرت تحذيرا سابقا في العاشر من مارس (آذار) قائلة انها ستقتل الاثنين اذا لم تسحب برلين قواتها من أفغانستان في غضون عشرة أيام. وكان الاثنان قد خطفا من منزلهما في ضاحية غرب بغداد أوائل فبراير (شباط). وقالت كراوس في ترجمة عربية لكلماتها في شريط الفيديو «أنا أنادي الشعب الألماني أن يساعدوني في وضعي الصعب». وأضافت قولها «أي ارهاب هذا.. هل قام الأفغان بمهاجمة برلين وتحطيم مصانعها. هل قام مسلم بتفجير قنبلة واحدة في ألمانيا. هل يريدون أن نكون ضحايا حرب لا دخل لنا فيها. كلنا سندفع الثمن من خلال اقتصادنا ومن خلال أمننا وأنا سأصبح أول الضحايا ان لم تستجيبوا لمطالب هؤلاء الرجال». وأضافت كراوس التي ظهرت جالسة على الارض بجوار ابنها «ان ألمانيا كانت في أمان قبل ان تتحد مع أميركا في اتحادها الشيطاني ضد ما يسمى الارهاب». وقالت موجهة كلماتها الى ابن وابنة يعيشان في ألمانيا «أترجاكم أن تتخذوا أي إجراءات فأنتم تعرفون أن المطالب هي أن يخرج الجيش الألماني من افغانستان وإلا فسنقتل أنا وأخوكما.. اترجاكم فقد تستطيعون أن تذهبوا الى الصحف. قد تنظمون مظاهرة. قد تستطيعون ان تقوموا بأي شيء بأي طريقة كانت لمساعدتنا».

وقال رجل يتحدث في شريط الفيديو ولكنه لم يظهر في الصورة «إننا نمدد مهلة الحكومة الألمانية عشرة ايام اخرى لبدء سحب قواتهم من افغانستان وإلا فالقتل لهذه المجرمة وابنها الذي يعمل في دولة (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي». وقال الرجل ان المرأة استهدفت لأسباب منها انها عملت في السفارة النمساوية في بغداد. وأضاف «هذه المرأة لم تكن امرأة عادية.. انها تنتمي لدولة عدو للاسلام والمسلمين ولها قوات تقتل نساءنا وأطفالنا كما ان هذه المرأة هي القائمة بالأعمال في السفارة النمساوية والنمسا هي دولة معادية للاسلام والمسلمين، فهي ايضا تملك قوات تقتل أبناءنا وأطفالنا في أفغانستان».

وقالت المرأة «كذلك أنا أنادي النمسا لكي تقف بجانبي لأنني عملت سنين كثيرة في الملحقية التجارية وخلال أصعب الاوقات، وأنا اليوم سأعاقب على ذلك.. سأقتل بسبب ذلك». ولألمانيا التي كانت قد عارضت الغزو الاميركي للعراق عام 2003 نحو 3000 جندي في افغانستان، في إطار قوة لحلف شمال الاطلسي ترابط في البلاد بعد ان أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان عام 2001 بحجة إيوائها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.

وقالت النمسا الشهر الماضي إن لها خمسة ضباط في افغانستان ولا تعتزم ارسال المزيد من القوات. والمرأة متزوجة من طبيب عراقي وانتقلت الى العراق منذ 40 عاما. وقيل ان ابنها في منتصف العشرينات من العمر ويحمل جنسية ألمانية عراقية مزدوجة. من جهته، قال خبير أمني يدعى جورج تام إن خاطفي الرهينتين الألمانيتين بالعراق يسعون إلى الحصول على فدية، مقللا من احتمال وجود دوافع سياسية وراء عملية الاختطاف. وأشار تام إلى ان انقضاء مهلة سابقة حددها الخاطفون، يوضح أن «جماعة سهام الحق» تسعى للحصول على فدية أكثر من تحقيق أهداف سياسية. وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد ذكرت أن فريق متابعة أزمة احتجاز الرهينتين الألمانيتين الذي تشكل فور خطفهما، يدرس المهلة الجديدة التي حددتها الجماعة العراقية الخاطفة، لحكومة برلين للانسحاب من أفغانستان.