توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب على 7 فروع وحجبها عن فرعين

الشيخ محمد بن زايد: عناية الدول العربية بالكتاب «مخجلة»

TT

كسرت «زغرودة» جزائرية الطابع الرسمي الذي اتسم به احتفال توزيع جائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للكتاب، والتي جرت مساء أول من امس بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وحشد من الوزراء والرسميين وجمع من الشعراء والكتاب والإعلاميين. فعند اعلان اسم الروائي الجزائري واسيني الاعرج كفائز بالجائزة عن فرع الآداب، انطلقت بعفوية زغرودة أنست الحضور الاجراءات الأمنية التي اتخذت في محيط ومداخل قاعة الاحتفال بمركز المعارض، وذكرتهم انهم يشاركون في عرس ثقافي وليس مناسبة رسمية من المناسبات العديدة التي تزدحم بها العاصمة الاماراتية. وعلى خلاف ما كان متوقعا، فإن برنامج الاحتفال الذي جاء متزامنا مع معرض ابوظبي الدولي للكتاب، كان مختصرا وفقراته بسيطة. حيث بدأ بكلمة لأمين عام الجائزة راشد العريمي تناول فيها اهداف الجائزة ومعانيها، مشيرا الى مكانة الثقافة والكتاب في تجربة من تحمل الجائزة اسمه. كما تناول طموحات رعاة الجائزة والقائمين عليها. وقال ان الإقبال الكبير على الجائزة والذي بلغ 1224 مشاركة من داخل الوطن العربي وخارجه خلال فترة زمنية قصيرة أثبت أن الجائزة حجزت لنفسها مكاناً مميزاً في ركن الجوائز العربية والعالمية المهمة التي تحتفي بالإبداع والمبدعين.

وأكد العريمي حرصه على مكانة الجائزة واستمراريتها بحيادية وموضوعية ومصداقية، مشيرا الى انها ساهمت بشموليتها وفروعها التسعة في إيجاد جو من التنافس القوي والواسع بين مئات المبدعين العرب والأجانب.

وبعد ذلك قدم الفنان العراقي نصير شما قطعة موسيقية شكل العزف على العود عمودها الفقري رغم مصاحبة آلات شرقية وعربية ليؤكد من خلال هذه المقطوعة ان الموسيقى لغة عالمية لا تعترف بالحواجز بين الشرق والغرب وهو معنى من المعاني التي استهدفتها الجائزة، باعتبارها دعوة للتعايش والتلاقي بين الحضارات والثقافات. وتلا ذلك توزيع الجوائز على الفائزين والتي قام بتسليمها لهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وكان عدد الفائزين سبعة اشخاص عن سبعة فروع من فروع الجائزة التسع فيما تم حجب الجائزة عن فرعين هما فرع التقنية في المجال الثقافي وفرع دور النشر والتوزيع. وقد انتهى الحفل بكلمة غير تقليدية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجه خلالها النقد للدول العربية بسبب قلة عنايتها بالكتاب والنشر موردا ارقاما مقارنة وصفها بالمخجلة، تؤكد على مدى الهوة التي تفصل عالمنا العربي عن غيره من مناطق العالم بالنسبة للنشر. وقال إن واقع الثقافة في العالم العربي لا يسر عدوا ولا صديقا.. فتعدادنا نحو 300 مليون نسمة لكن اكثر الكتب رواجا لا يتجاوز أكثر من خمسة الاف نسخة من المشرق امتدادا الى المغرب.

وقال ان دولنا العربية لم تنتج في سنة واحدة مثلا، سوى خمسة آلاف وستمائة كتاب فقط، مقابل أكثر من مائة ألف كتاب في اميركا الشمالية وأكثر من أربعين الف كتاب في اميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وذلك وفقا لتقرير التنمية الانسانية للعام 2003. واصفا هذه الارقام بـ«المقارنة مخجلة». وأشار الى تقرير منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) للعام 2005 الذي ذكر أن معدل القراءة لدى المواطن العربي لا يتجاوز دقيقتين فقط في العام بأكمله بينما في اوروبا ست ساعات.

وأعرب الشيخ محمد عن أمله في ان تسهم جائزة الشيخ زايد للكتاب في ردم جزء من فجوة العجز الثقافي العربي، مؤكدا أن واقعنا المؤلم ليس للشرق ولا للغرب علاقة به بقدر ما نتحمل نحن مسؤوليته بأنفسنا بعيدا عن نظرية المؤامرة وشماعة الآخر.

وشدد والشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أن المسؤولية كبيرة ويجب أن يضطلع بها الجميع، معربا عن امله في ان يكون اسهام ابوظبي فيها فاعلا، موضحا أن اجائزة وسواها هي بداية الغيث.

يجدر بالذكر ان الفائزين بالجائزة حسب ترتيب تسليمها هم الدكتور بشير الخضراء اردني الجنسية، وفاز عن فرع كتاب التنمية وبناء الدولة وحمل الكتاب، الذي فاز به اسم النمط النبوي والديمقراطية الخليفية في القيادة السياسية العربية، والدكتور محمد علي احمد مصري الجنسية عن فرع ادب الطفل عن كتابه رحلة على الورق، والروائي الجزائري واسيني الاعرج، عن فرع الآداب عن روايته كتاب الأمير، والدكتور ثروت عكاشة مصري الجنسية عن فرع الفنون وكان كتابه الفائز الفن الهندي، والدكتور محمد زين الدين سوري الجنسية عن فرع المبدع الشاب، وكان كتابه الفائز هو عمارة المساجد العثمانية، والدكتور جورج زيناتي لبناني الجنسية عن فرع الترجمة وكان كتابه الفائز بعنوان الذات عينها على الآخر، اما شخصية العام الثقافية فكانت من نصيب البريطاني دينيس جونسون ديفيس.