مشروع طائرة أوروبية تتجاوز سرعتها سرعة الصوت 6 مرات

من فرانكفورت إلى سيدني في ساعة واحدة

TT

طرح المهندسون في المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء تصاميم أول طائرة من نوعها تتجاوز سرعتها سرعة الصوت 6 مرات. وأعلن مركز «دي إل آر» يوم أمس عن بدء التشاور حول مشروع تصميم (سبيس لاينرSpaceliner) في برشلونة الإسبانية بالتعاون مع علماء فرنسيين وأوروبيين.

واجتمع في برشلونة مهندسون من مركز أبحاث الطيران والفضاء الألماني (دي إل آر) ومركز أبحاث الطيران الفرنسي (أونيراONERA ) ووكالة الفضاء الفرنسية (سنيس CNES) للبحث في مشاريع الطيران المستقبلية. وضم الاجتماع (2 ـ 5 ابريل الحالي) اكثر من 200 خبير في صناعة الطيران وتقنيات الفضاء. وقدم العلماء الألمان مشروع طائرة «سبيس لاينر» التي يتراوح طولها بين 50 ـ 60 مترا وعرض جناحيها 30 ـ 40 مترا، وتتجاوز سرعتها ضعف سرعة طائرة الكونكورد. ويفترض أن تكون الطائرة السريعة مخصصة لنقل الركاب وتعوض عن طائرة الكونكورد، التي سحبت من خطوط النقل الجوي في اكتوبر (تشرين الأول) 2003.

ويبدو أن المهندسين الألمان لا ينتظرون سوى بعض المساعدة في وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الطائرة العابرة للقارات. فطائرة «سبيس لاينر» تنطلق عموديا إلى الجو بمساعدة صاروخ مجنح، ينفصل عنها بعد انتهاء وقوده. يوصل الصاروخ الطائرة إلى الارتفاع والتعجيل المطلوبين ثم يستخدم جناحين متحركين للعودة إلى الأرض بسلام. وخطط المهندسون الألمان الصاروخ للاستعمال المتعدد، وهو الأول من نوعه في تاريخ الطيران المأهول.

ونشر مركز «دي إل آر» على صفحته الإلكترونية صورا ومعلومات عن طائرة «سبيس لاينر» التي تنطلق في الجو وفق مسار باليستي. وتطير الطائرة العابرة للقارات بسرعة بالغة على ارتفاع 100 كم، أي بعيدا تماما عن مسارات خطوط الطيران التي يزدحم بها جو الأرض. ويمكن للمسافرين أن يعيشوا فيها أجواء رواد الفضاء لأن الطائرة تبقى لعدة دقائق في منطقة انعدام الجاذبية، قبل أن يتولى الطيار قيادتها على المسار المطلوب. وترتفع حرارة الطائرة اثناء احتكاكها في الهواء، بهذه السرعة الصاروخية، إلى اكثر من 1000 درجة مئوية، إلا أن العلماء تغلبوا على مشكلة الحرارة باستخدام تقنية جديدة. وهذه التقنية الجديدة عبارة عن سيراميك مسامي جديد مقاوم للحرارة، ويستخدم الماء عبر مساماته لخفض درجة الحرارة إلى مستوى مقبول.

وعبر هوبرت رايله رئيس برنامج الفضاء في مركز «دي إل آر» عن قناعته بإمكانية انتاج واستخدم «الطائر الخارق» سبيس لاينر. وأضاف أمام الاجتماع في برشلونة: يمكننا أن ننتج الطائرة من خلال تعاوننا العلمي، ونختصر بهذه الطريقة الكثير من الوقت على المسافرين. إذ يمكن للطائرة أن تقطع المسافة بين فرانكفورت وسيدني في أقل من 90 دقيقة، ويمكن في الفترة الأولى أن تتسع الطائرة إلى 50 راكبا مستعجلا كل مرة.