قطر: استقالة رئيس الوزراء وتعيين حمد بن جاسم رئيسا للحكومة

الأمير عين أخاه المستقيل مستشارا خاصا بدرجة رئيس وزراء

TT

أدى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري الجديد وأعضاء حكومته اليمين الدستورية امس أمام أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.  جاء ذلك بعد أن أعلن أن أمير قطر قبل أمس استقالة أخيه رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، بناء على طلبه، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية. وفي الوقت ذاته أعلن عن تعيين الشيخ حمد بن جاسم، الذي كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، رئيسا للوزراء خلفا للشيخ عبد الله.

واحتفظ الشيخ حمد بن جاسم كذلك بمنصبه وزيرا للخارجية، كما احتفظ معظم وزراء الحكومة المستقيلة بحقائبهم في مجلس الوزراء الجديد. وعين أمير قطر رئيس الوزراء المستقيل مستشارا خاصا له بدرجة رئيس مجلس وزراء.

وبموجب التعديل الجديد أصبح لرئيس الوزراء نائب واحد وهو عبد الله بن حمد العطية وزير الطاقة والصناعة. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن التعديل الوزاري «وضع حدا للتكهنات التي ترددت في قطر على مدى الفترة الماضية بشأن غياب الشيخ عبد الله بن خليفة رئيس الوزراء المستقيل عن الساحة السياسية على مدى نحو شهرين».

من جهتها قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن التشكيلة الوزارية الجديدة «تعكس صعود نجم الشيخ حمد بن جاسم» البالغ من العمر 48 عاما. ونقلت الوكالة عن مراقبين محليين وأجانب قولهم إن تعيين الشيخ حمد بن جاسم رئيسا جديدا لمجلس الوزراء في قطر، لم يكن مفاجئا. وكان من بين التعديلات اللافتة في الوزارة المعدلة أمس استحداث منصب وزير دولة لشؤون الطاقة والصناعة وتعيين وزير النفط عبد الله العطية نائبا مباشرا لرئيس الوزراء الجديد بمهام تتجاوز الملفات الاقتصادية. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تعيين حمد بن جاسم في منصبه الجديد لا يعتبر مفاجأة بل يعكس المهام المتعددة المناطة به». ورأى دبلوماسي غربي آخر يعمل في الدوحة أن ما حدث «يتصل بتطورات داخل قطر وفي المنطقة أصبحت تحتاج إلى شخصية رئيس وزراء متحرك في الداخل وفي الخارج».

وبحسب مراقبين فإن رئيس الحكومة القطرية الجديد يعتبر «عراب» تطوير العلاقات الإسرائيلية ـ القطرية، ودرج على التقاء مسؤولين إسرائيليين مما أثار انتقادات عديدة له. وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت أنه عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية زار إسرائيل العام المنصرم في زيارة سرية حيث أمضى أربع ساعات في تل أبيب، واجتمع خلالها مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين.

ودافع حمد بن جاسم عن علاقات بلاده مع إسرائيل في حديث مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في 15 أغسطس (آب) 2006 اتهم فيه الولايات المتحدة بأن ذاكرتها قصيرة لأنها تنسى «تعزيزنا لعلاقاتنا مع إسرائيل ومعها».

وكان الشيخ حمد بن جاسم قدم رؤية شاملة لسياسة بلاده الداخلية والخارجية في محاضرتين بمناسبة افتتاح معرض «مشروع قطر 2007» لأدوات البناء مساء الاثنين و«دور المواطن في بناء المجتمع حاضرا ومستقبلا» يوم الأحد في مهرجان الدوحة الثقافي السادس. وقال إن التطور في قطر مستمر وسيشمل المجلس البلدي بدون شك. وردا على سؤال في المحاضرة عن احتمال أن ينششئ مدونة له على الانترنت ينشر من خلالها آراءه، أجاب مازحا «سأفعل ذلك عندما أترك وظيفتي».

ويتولى الشيخ حمد بن جاسم عدة مهام أخرى، من بينها رئاسة مجالس إدارات شركات ومؤسسات ضخمة مثل الخطوط الجوية القطرية وهيئة الاستثمار الخارجي ومجموعة «ديار» العمرانية. وهو معروف بنشاطاته في مجال الأعمال وله استثمارات كثيرة في الخارج.

والتعديل الوزاري الأخير ليس الأول خلال العامين الأخيرين، إذ سبق أن أجرى أمير قطر أجرى تعديلا وزاريا محدودا في فبراير (شباط) عام 2005 وأصدر مرسوما أميريا بتعيين شيخة أحمد المحمود وزيرة للتربية والتعليم كأول إمرأة تشغل هذا المنصب في قطر. وأصدر ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 11 يوليو (تموز) 2006 أمرا أميريا بتعديل تشكيل مجلس الوزراء وذلك بتعيين الشيخ عبد الرحمن بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني وزيرا للشؤون البلدية والزراعة، والدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري وزيرا لشؤون الخدمة المدنية والإسكان. ووفق ذلك التعديل أعفي الشيخ فلاح بن جاسم بن جبر آل ثاني من مهام منصبه كوزير لشؤون الخدمة المدنية والإسكان.

يذكر أنه في 27 يونيو (حزيران) 1995، أطاح الشيخ حمد بن خليفة، ولي العهد القطري حينها، أباه الأمير خليفة بن حمد آل ثاني من سدة الحكم في انقلاب أبيض عندما كان هذا الأخير يتمتع بعطلته السنوية في سويسرا. والأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من مواليد عام 1950 وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس قطر، ثم التحق بكلية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة، وتخرج فيها في يوليو (تموز) 1971، انضم بعدها إلى القوات المسلحة القطرية برتبة مقدم، وعين قائدا للكتيبة المتحركة الأولى التي أصبحت تعرف بكتيبة حمد المتحركة، ثم رقي إلى رتبة لواء، وعين قائدا عاما للقوات المسلحة القطرية، ليكون بذلك أول قطري يشغل هذا المنصب، وسخّر من خلاله علومه العسكرية في تطوير قدرات القوات المسلحة وكفاءتها، فاستحدث سلاح البحرية وسلاح الجو الأميري وأسس وحدة الصاعقة والهندسة والشرطة العسكرية ووحدة المغاوير وسلاح الحدود ووحدة دفاع القيادة. وبويع الشيخ حمد وليا للعهد في 31 مايو (أيار) 1977، وعين وزيرا للدفاع ورئيسا للمجلس الأعلى للتخطيط الذي يعهد له تطوير البلاد وعصرنتها، فمارس مهام الحكم التنفيذي مبكرا، إلى أن تولى الحكم بعد الإطاحة بوالده.

* الطاقم الحكومي الجديد في قطر

* الدوحة ـ ا.ف.ب: في ما يلي قائمة بأعضاء الحكومة القطرية الجديدة التي شكلت أمس برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي احتفظ أيضا بمنصبه وزيراً للخارجية، كما احتفظت المرأة الوحيدة فيها بمنصبها كوزيرة للتربية والتعليم:

ـ الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيسا لمجلس الوزراء وزيراً للخارجية ـ عبد الله بن حمد العطية، نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للطاقة والصناعة ـ الشيخ عبد الله بن خالد آل ثاني، وزيراً للداخلية ـ الشيخ محمد بن خالد آل ثاني، وزيراً للدولة عضوا في مجلس الوزراء ـ احمد بن عبد الله آل محمود، وزيراً للدولة للشؤون الخارجية عضوا في مجلس الوزراء ـ يوسف حسين كمال، وزيراً للمالية وزيراً للاقتصاد والتجارة بالإنابة ـ حسن عبد الله الغانم، وزيرا للعدل ـ السيدة شيخة احمد المحمود، وزيرة للتربية والتعليم ـ سلطان بن حسن الضابت الدوسري، وزيراً لشؤون الخدمة المدنية والإسكان وزيراً للدولة لشؤون مجلس الوزراء بالإنابة ـ الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وزيراً للدولة للشؤون الداخلية عضواً بمجلس الوزراء ـ فيصل بن عبدالله آل محمود، وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية ـ الشيخ عبد الرحمن بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، وزيراً للشؤون البلدية والزراعة ـ محمد صالح السادة، وزيراً للدولة لشؤون الطاقة والصناعة عضواً بمجلس الوزراء